سحب شيحان من الاسواق لنشرها رسوما للرسول
عاصفة من الجدل في الاردن والمومني طالب المسلمين بالتعقل:سحب شيحان من الاسواق لنشرها رسوما للرسولعمان ـ القدس العربي : زوبعة غير متوقعة علي الإطلاق أثارها إجتهاد خاطيء لأحد الصحافيين الأردنيين أمس عندما أعاد نشر الرسم الكاريكاتيري الذي يسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام في أسبوعية محلية في عمان متسببا بحرج بالغ للأٍسرة الصحافية وللحكومة ولنقابة الصحافيين في الأردن الذي كان بدوره في طليعة الذين اعترضوا علي نشر الرسوم نفسها في الدانمرك. وما حصل أمس الخميس لصحيفة شيحان التي تعتبر أبرز الأسبوعيات وأكثرها شعبية في الأردن لم يسبق أن حصل لا معها ولا مع أي صحيفة أخري فقد قرر رئيس التحرير جهاد المومني وعلي نحو غريب إعادة نشر الرسم الكاريكاتيري مع عبارة يبلغ القراء فيها… هكذا صورت الصحيفة الدانمركية الرسول محمد . ونشر المومني الذي كان حتي وقت قريب عضوا في مجلس الأعيان وممثلا للأسرة الصحافية في السلطة التشريعية الرسم مجددا كما فعلت أسبوعية فرنسية قبل يومين بهدف التوضيح كما يفهم من السياق حيث ترافق النشر مع تقرير عن حركة الإحتجاج العالمية للمسلمين علي الدانمرك. ولم يوضح المومني مبررات إعادة نشر صورة تسيء للرسول في بلد إسلامي يميل فيه المجتمع عموما للتدين، ومن الواضح ان المومني تصرف في قرار النشر علي عاتقه الشخصي فقد علمت القدس العربي ان الموظفين لديه كانوا يضعون علي صفحات البروفات صورة لمظاهر المقاطعة للبضائع الدانمركية لكنه في لحظات الإخراج الأخيرة أمر المحررين بتغيير الصورة ووضع سورة الرسم المثير للجدل مكانها مثيرا إستغراب حتي الموظفين في الصحيفة. وبمجرد نزول صحيفة شيحان للأسواق مع صورة الرسول المسيئة بدأت تتجمع تفاصيل الزوبعة في عمان فقد وصلت الإعتراضات سريعا للحكومة ولرجل الأعمال الشهير رجائي المعشر الذي يدير ويملك صحيفة شيحان، وفوجيء المعشر كما قال مقربون منه بخبر نشر الرسم في صحيفته دون علمه بينما كان يتواجد في امريكا. وبسرعة كبيرة حاولت الشركة الناشرة إستدراك الموقف فأصدرت بيانا تعبر فيه عن مفاجأتها وتستنكر نشر الرسم في صحيفتها بقرار فردي من رئيس التحرير وتعتذر عن ما حصل وتصفه بانه عمل مشين ، ولم تكتف الشركة بذلك بل بادرت إلي فصل جهاد المومني من عمله كرئيس للتحرير وقامت بسحب جميع اعداد الصحيفة الموزعة في المملكة واعدا باعادة طباعة العدد مع الإعتذار الذي يتناسب مع الخطأ الفادح. وعلمت القدس العربي ان المعشر غضب غضبا شديدا من رئيس التحرير المومني الذي سبق ان وفر له الحماية عدة مرات. وبدورها إتخذت الحكومة موقفا سريعا ولوحت بإجراءات قانونية ضد الصحيفة ورئيس التحرير وصدر عن الناطق الرسمي ناصر جودة بيان يفيد بان الحكومة إطلعت علي ما نشر في صحيفة شيحان أمس الخميس وجاء في البيان: ان الحكومة تري ان الصحيفة ارتكبت خطأ فادحا باعادة نشر بعض الرسومات التي قصد منها الاساءة للرسول الكريم (ص) والتي اثارت سخطا واسعا في مختلف ارجاء العالم بعد نشرها في عدد من الصحف الغربية. وأضاف البيان: والحكومة تستنكر بشدة هذا الامر وتري انه مسيء للغاية وتطالب الصحيفة بالاعتذار الفوري عن هذا الخطأ الجسيم بينما تدرس خيارتها في هذا الشان من كافة الجوانب ولا سيما القانونية منها وذلك مع كافة الجهات المعنية بما فيها نقابة الصحافيين لاتخاذ ما يلزم من اجراءات لان نشر هذه الرسومات يعتبر مخالفة واضحة لقانون المطبوعات والنشر وميثاق الشرف الصحافي. ومع تلويح الحكومة بالإجراء الرسمي قرر مجلس نقابة الصحافيين عقد جلسة طارئة لمناقشة المسألة أمس وإنعقدت الجلسة فعلا حتي وقت متأخر مساء الخميس وسط أجواء ترجح معاقبة المومني وهو عضو في النقابة بتحويله وفقا للقانون لمحكمة نقابية داخلية. ولم يعلم بعد ما إذا كانت الحكومة ستصل لحد محاكمة المومني المقرب من السلطات عموما بتهمة الإساءة للدين وللرسول كما حصل مع ثلاثة صحفيين سبق ان إتهموا بتهمة مماثلة وسجنوا عندما إعتبروا مسئولين عن نشر تقرير يطال زوجة الرسول السيدة عائشة. وكان المومني قد نشر في نفس عدد الأمس المسحوب من الأسواق مقالا بعنوان يا مسلمي العالم.. تعقلوا إنتقد فيه المبالغات في ردور الفعل الإسلامية، متسائلا ما إذا كانت حملة المقاطعة للدانمرك وراءها أهداف سياسية وليست دينية متسائلا أيهما الأخطر.. أجنبي يجتهد في رسم الرسول ام مسلم يتأبط حزاما ناسفا ويفجر حفل عرس في عمان؟ وأيهما يسيء للإسلام رسومات كاركاتير أم مشهد واقعي لعملية ذبح رهينة.