“سجن كبير”.. إسرائيل تحاصر الخليل بحواجز وبوابات

حجم الخط
0

الخليل: قال فلسطينيون، الأربعاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحوّل مدينة الخليل وبلدات مجاورة في جنوبي الضفة الغربية المحتلة إلى ما يشبه “سجن كبير”، عبر تقطيع أوصالها بحواجز عسكرية وبوابات حديدية.

وبدأت إسرائيل هذه التحركات بعد أن قتل فلسطيني بالرصاص 3 إسرائيليين قرب الخليل الأحد، وعقب تفجير مزدوج بمستوطنة غوش عتصيون، في وقت تواصل فيه تل أبيب حربا مدمرة على قطاع غزة واعتداءات مكثفة في الضفة.

وأضاف المواطنون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد الخليل إلى ما كانت عليه في انتفاضة المسجد الأقصى عام 2000، حيث أغلق الطرقات والمداخل كافة في مدن وبلدات الضفة.

على مدخل الخليل الشمالي المعروف بـ”رأس الجورة”، تم رصد إغلاق المدخل ببوابة حديدية ما يجبر الفلسطينيين على التنقل سيرا على الأقدام. ولم تعد الطواقم الطبية قادرة على نقل المرضى عبر هذه الطرقات ما يدفعها إلى نقلهم من مركبة إلى أخرى على البوابات.

وتعد الخليل أكبر محافظات الضفة الغربية مساحة، وأهمها من حيث التجارة والصناعة.

عقاب جماعي

رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة قال إن “الجيش الإسرائيلي حوّل المدينة إلى أشبه بسجن كبير وفرض عليها سياسة العقاب الجماعي”.

وأفاد بـ”إغلاق كافة مداخل المدينة بالحواجز العسكرية والبوابات، وكذلك فعل (الجيش الإسرائيلي) بغالبية البلدات في المحافظة”.

وتابع: “ما تقوم به إسرائيل عقاب جماعي يتضرر منه بالدرجة الأولى المواطن العادي.. تعطلت كافة مناحي الحياة، الأسواق شبه فارغة، وحركة التجارة والنقل أصيبت بشلل”.

أبو سنينة مضى قائلا: “لم نعد قادرين على تقديم خدمات رئيسية كنقل النفايات إلى المكبات جراء الإغلاق”.

وشدد على أن “الخليل مدينة اقتصادية تجارية، وهذا الإغلاق لليوم الرابع بدأ يتسبب بخسائر مالية كبيرة”.

كما أن “المستوطنين يستبدون ويدمرون ويقتلون بحماية الجيش الذي يمارس مزيدا من الضغط على السكان. الناس يريدون العيش ضمن حقوقهم في أمن وأمان وسحبها يعني انفجار”، حسب أبو سنينة.

قتل وحصار

على حاجز “رأس الجورة” قال الفلسطيني عبد الله فرج الله القادم من بلدة إذنا غربي الخليل: “تتسارع الأحداث في الضفة الغربية، والجيش الإسرائيلي يقتل في غزة ويدمر في شمالي الضفة ويحاصر جنوبها”.

وبموازاة حربه على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 685 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

فيما خلَّفت حرب إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

وأفاد فرج الله، بأن وصوله إلى مدينة الخليل استغرق منه نحو ساعة جراء الإغلاقات الإسرائيلية، بينما كان سابقا لا يتعدى عشر دقائق.

فرج الله يعمل مزارعا ويملك مزرعة لتربية الأبقار، وقال: “أحتاج لأعلاف ومستلزمات باتت تأخذ وقتا أطول حتى تصلني، ومعاناة في الطرقات”.

وأكد أن “الاحتلال يسعى للضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم، غير أننا باقون لن نرحل”.

أسواق شبه خالية

على الحاجز ذاته، التقى مراسل الأناضول مع الفلسطيني محمود زياد، وهو يعمل على نقل البضائع من جنوبي الضفة الغربية إلى وسطها.

وقال زياد: “بات الأمر صعبا للغاية، الطرقات مغلقة وعليك السير مسافات طويلة للوصول إلى وجهتك ما يتسبب في معاناة وجهد وتكلفة مالية”.

وتحت وطأة الإغلاقات الإسرائيلية، بدت أسواق مدينة الخليل شبه فارغة من المتسوقين.

وقال التاجر جودي النتشة، إن “الإغلاق تسبب بشل الحركة التجارية ومعاناة للسكان في السفر. انظر إلى البلدة لا يوجد فيها متسوقون، المحلات تفتح أبوابها دون زبائن”.

والثلاثاء، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن إسرائيل باتت تصنف الضفة الغربية “منطقة قتال والجبهة الثانية الأكثر أهمية مباشرة بعد قطاع غزة”.

وأفادت بأن “الأحداث الأخيرة أدت إلى تحول سياسي كبير في نهج إسرائيل تجاه الضفة، فبعد أن تم تصنيفها منذ بداية الحرب باعتبارها ساحة ثانوية، فإن الهجمات الأخيرة أقنعت كبار المسؤولين بأن هذا الموقف لم يعد قابلا للاستمرار”.

وزادت بأن الهجمات الأخيرة في الضفة أكدت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات شاملة في مختلف أنحاء الضفة، فخلال 48 ساعة فقط، تحولت الضفة “من برميل بارود إلى منطقة على شفا الانفجار”.

وشددت على أن “المؤسسة الأمنية تواجه معضلة خاصة في منطقة الخليل”.

وبينما ذلك هو حال الخليل جنوبي الضفة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثامن عملية في محافظات بالشمال، هي “الأوسع” منذ 22 عاما، وأسفرت عن استشهاد 33 فلسطينيا وإصابة نحو 130، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية