سبتيرو زار أمس مليلية واليوم سبتة في ظل صمت مثير من طرف النظام المغربي
سبتيرو زار أمس مليلية واليوم سبتة في ظل صمت مثير من طرف النظام المغربيمدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:حل رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو أمس بمدينة مليلية ويقوم اليوم الأربعاء بزيارة رسمية مماثلة الي مدينة سبتة، وهما المدينتان الواقعتان شمال المغرب ويوجد خلاف حول سيادتهما مع الرباط، في حين التزمت الأخيرة صمتا أثار علامات استفهام كثيرة لدي الرأي العام المغربي والاسباني والدولي كذلك.هذه الزيارة جاءت بعد عمليات تأجيل متعددة نظرا لما قد يترتب عنها من توتر في العلاقات مع الرباط، فالمغرب يعتبرهما أراض مغربية ويطالب باستعادتهما كما أن هناك عرفا بين البلدين يؤكد عدم زيارتهما من طرف أي رئيس حكومة اسبانية أو من طرف ملك البلاد، خوان كارلوس باستثناء زيارة واحدة سنة 1980 إبان أزمة سياسية قوية بين المغرب واسبانيا، حيث قام وقتها رئيس الحكومة أدولفو سواريث بزيارة الي المدينتين.وأثار الصمت المغربي الكثير من التساؤلات سواء في المغرب أو في اسبانيا، حيث اكتفت جرائد بعض الأحزاب المغربية المشاركة في الحكومة مثل جريدة العلم عن حزب الاستقلال وجريدة الاتحاد الاشتراكي عن الحزب الاشتراكي للقوات الشعبية بمقالات وافتتاحيات تندد فيها بهذه الزيارة بينما التزم الاعلام الرسمي من تلفزة ووكالة الأنباء الرسمية الصمت المطلق. ومن ضمن التعاليق الساخرة في اسبانيا ووسط الجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي حول الصمت المغربي أن اليوم (امس) الذي تبدأ فيه زيارة سبتيرو الي مليلية يصادف فاتح محرم والسنة الهجرية الجديدة، ولهذا فحكومة الرباط في عطلة تامة .ولم تلتزم الجمعيات غير الحكومية وبعض الهيئات السياسية الصمت، فقد تظاهر قرابة مئة مغربي عند الحدود الفاصلة بين مليلية ومدينة الناضور المغربية أمس خلال تواجد سبتيرو في مليلية، حيث نددوا بهذه الزيارة، ومن المرتقب أن تتظاهر جمعيات أخري أمام القنصلية الاسبانية في مدينة تطوان خلال تواجد سبتيرو في سبتة (تطوان بعيدة 30 كلم عن سبتة).في غضون ذلك، وصل سبتيرو الي مليلية أمس واجتمع برئيس حكومتها المحلية (مليلية تتمتع بالحكم الذاتي) خوان خوسي إمبرودا وركز أساسا علي الملف الذي تعاني منه وهو الهجرة السرية، حيث زار مركزا لإيواء المهاجرين السريين. وفي تصريحات للصحافة، اعتبر سبتيرو أن الدول الجوار والاتحاد الأوروبي مطالبة بالتعاون لمواجهة الهجرة السرية والهجرة المنظمة وتحدث عن عدد من المشاريع الاقتصادية لتأمين الاستقرار في المدينة خلال السنوات المقبلة. وأنهي زيارته مساء أمس حيث انتقل الي سبتة التي سيمضي الليل فيها وسيبدأ اليوم زيارته الرسمية.وارتفعت بعض الأصوات الاسبانية التي تؤكد أن سبتة ومليلية مغربيتين ويجب إعادتهما الي المغرب، لكن زعيم المعارضة اليمينية ماريانو راخوي صرح للصحافة أن سبتيرو عليه أن يؤكد علي اسبانية المدينتين أمام أي مطلب من طرف المغرب وأن لا يصمت نهائيا في هذا الشأن .يذكر ان مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين شمال المغرب يقوم اقتصادهما علي التهريب نحو المدن المغربية، وبلغ حجم التهريب وفق إحصائيات حكومية سنة 2003 أكثر من مليار ونصف مليار دولار وإن كان قد تراجع خلال السنتين الأخيرتين. ويعيش في سبتة 72 ألف نسمة، وفي مليلية 60 ألف نسمة، ونصف السكان من المغاربة والباقي من الاسبان.