ساركوزي يبحث قضايا الهجرة والجريمة المنظمة مع المسؤولين المغاربة
ساركوزي يبحث قضايا الهجرة والجريمة المنظمة مع المسؤولين المغاربةالرباط ـ القدس العربي : قالت مصادر رسمية مغربية وفرنسية ان التعاون في مجال مكافحة الهجرة السرية والتهديدات الامنية شكلت محاور مباحثات اجراها وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساكوزي السبت في مراكش مع نظيره المغربي مصطفي الساهل.وقال بيان مشترك بعد الاجتماع ان المباحثاث تناولت الوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون بين الوزارتين وخاصة في مجال مكافحة كل اشكال الجريمة العابرة للحدود والتي تشكل تحديات مشتركة للجانبين ، وان الوزيرين اشادا بالنتائج الملموسة والمتميزة والمراحل الهامة التي تم قطعها في مجالي محاربة الهجرة السرية وتهريب المخدرات.واوضح البيان الذي بثته وكالة الانباء المغربية ان وزيري الداخلية في البلدين قررا اعتماد نهج تعاون وفق منظور جديد في مجال الشرطة التقنية والعلمية مشيرا الي ان وفدا من الشرطة المغربية سيقوم في غضون الشهر المقبل بزيارة لفرنسا لوضع اللمسات الاخيرة لاتفاقية اطار للتعاون في هذا الميدان .واوضحت الوكالة ان ساركوزي قدم خلال هذا الاجتماع توضيحات حول مشروع القانون المتعلق بالهجرة خاصة المعايير الرامية الي ترشيد التجمع العائلي والهجرة من اجل الدراسة بفرنسا .واوضح البيان ان الوزيرين سيوجهان رسالة مشتركة لنظرائهما في مؤتمر وزراء داخلية دول غرب حوض البحر الابيض المتوسط لدعوتهم لحضور اشغال الاجتماع السنوي المقبل الذي سيعقد في ايار/مايو 2006 في مدنية نيس الفرنسية .ويضم مؤتمر دول غرب حوض البحر الابيض المتوسط كلا من اسبانيا وايطاليا وفرنسا والبرتغال ومالطا والجزائر وليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا.واشار الي ان الوزيرين سيقترحان علي نظيرهما الاسباني خوسيه انطونيو الونسو عقد اجتماع ثلاثي في القريب العاجل حول مكافحة تهريب المخدرات . واشار البيان الي ان المباحثات جرت في جو من الثقة والصداقة المتبادلتين يعكس متانة العلاقات القائمة بين البلدين بشكل عام وبين وزارتي الداخلية بشكل خاص .واتت زيارة ساركوزي الي المغرب بعد اربعة ايام من زيارة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي (اف بي آي) روبرت مولر وتسليم الولايات المتحدة ثلاثة معتقلين مغربيين من معتقل قاعدة غوانتانامو الي المغرب. وقال البيان ان ساركوزي قدم توضيحات حول مشروع قانون الهجرة خاصة المعايير الرامية الي ترشيد التجمع العائلي والهجرة من اجل الدراسة بفرنسا.وتعتبر الجالية المغربية من اكبر الجاليات الاجنبية المقيمة في فرنسا التي تسعي من منتصف العقد التاسع من القرن الماضي الي تقليص حجم هذه الجالية من خلال تشجيع افرادها علي العودة الي المغرب وتقليص فرص قادمين جدد ومكافحة الهجرة السرية.وحضرت اشكالية الهجرة بكل تمظهراتها في الدورة 12 للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء من خلال ندوة تمحورت حول موضوع هجرة جنوب الصحراء نظمتها وزارة الثقافة والجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة.وذكر الجامعي والباحث في مجال الهجرة عبد الكريم بلكندوز بان اكثر من20 الف مهاجر سري، من جنسيات مختلفة، تم توقيفهم خلال السنوات الاخيرة بالمغرب، وبان المغرب تحول منذ منتصف سنوات التسعينات الي بلد عبور بالنسبة لآلاف المهاجرين المغاربيين والمنحدرين من دول افريقيا جنوب الصحراء وآسيا وامريكا الجنوبية.وركز الباحث بلكندوز علي ضرورة تفعيل مرصد الهجرة الذي احدث في تشرين الثاني/نوفمبر2003 بهدف دراسة حركات هذه الظاهرة، معربا عن اسفه لبعض مظاهر العنصرية التي تعكسها مضامين عدد من المنابر الصحفية تجاه المهاجرين المنحدرين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء عقب احداث مليلية وسبتة التي اسفرت عن مصرع 13 مهاجرا.واشار علي بنسعد ، استاذ بجامعة ايكس اون بروفانس بفرنسا الي ان هجرة جنوب الصحراء التي كانت محدودة في بداياتها، اخذت ابعادا ملحوظة ابتداء من منتصف سنوات التسعينات بسبب النزاعات السياسية والحروب العرقية التي هزت منطقة افريقيا الوسطي.وعزا ارتفاع عدد المهاجرين السريين الي استمرار مسلسل تشديد اجراءات دخول الاجانب الي اوروبا والي اغلاق اوروبا لحدودها في وجه المهاجرين.واكد بنسعد ان الآلاف من هؤلاء المهاجرين القادمين من افريقيا الوسطي يلقون مصرعهم لدي عبورهم للصحراء، بسبب تهافتهم لبلوغ سواحل شمال افريقيا، موضحا انهم يتعرضون في بعض الاحيان الي اساءات ذات طبيعة عنصرية بمختلف البلدان التي يعبرونها.وشدد حسن بوبكري، استاذ بجامعة سوسة بتونس علي ضرورة تظافر جهود الدول المغاربية والعمل بشكل جماعي لاجتثاث ظاهرة الهجرة السرية، مشيرا الي ان المنطقة تبقي نقطة لانطلاق المهاجرين بسبب موقعها الجيوستراتيجي.وابرز كذلك اهمية تداعيات الهجرة بالمنطقة، مسجلا ان بلدان المغرب العربي لا يجب ان تلعب دور الدركي بالنسبة لاوروبا.وفي مراكش ابرز الاستاذ والباحث الجامعي محمد الطوزي التكلفة الباهظة للهجرة خارج الوطن القانونية منها والسرية، واوضح الطوزي انه يجب الا ينظر الي الهجرة كـ ظاهرة ايجابية ، ملاحظا انه بغض النظر عن التحويلات المالية لفائدة الوطن الام، فان هذه الهجرة لا تجلب اية قيمة مضافة .