زعماء الأحزاب السياسية بالمغرب: زيارة ثاباتيرو لسبتة ومليلية المحتلتين تتناقض مع سياسة حسن الجوار
زعماء الأحزاب السياسية بالمغرب: زيارة ثاباتيرو لسبتة ومليلية المحتلتين تتناقض مع سياسة حسن الجوارالرباط ـ القدس العربي من محمود معروف:صعد المغرب لهجته المنددة لزيارة قام بها خوسي لويس ثاباتيرو رئيس الحكومة الاسبانية يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين الي مدينتي مليلية وسبتة اللتين يؤكد المغرب انهما ارض مغربية تحتلهما اسبانيا.ونشرت وسائل الاعلام الرسمية المغربية تصريحات عدد من زعماء الأحزاب السياسية قالوا فيها أن زيارة ثاباتيرو رئيس الحكومة الإسبانية لكل من سبتة ومليلية المحتلتين لا تتناسب والمستوي الحالي الذي بلغته العلاقات الثنائية وتتناقض مع سياسة حسن الجوار مع المغرب.وقال عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال المشارك بالحكومة إن زيارة ثاباتيرو لكل من سبتة ومليلية مست بكل صدق مشاعر الشعب المغربي معربا عن أمله في أن يفتح باب المفاوضات حول المدينتين في أقرب وقت .ووصف سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الاصولي المعتدل هذه الزيارة بأنها بمثابة استفزاز لشعور جميع المغاربة الذين يعتزون بمغربية مدينتي سبتة ومليلية ويرغبون في تصفيتها من الاستعمار ، مستغربا من كون إسبانيا لم تبادر الي فتح الحوار مع المغرب الذي طالب بذلك منذ فترة .ودعا التهامي الخياري الكاتب الوطني لجبهة القوي الديمقراطية الي أن يتدارك الإسبان هذا الخطأ السياسي ، معربا عن الأمـــــل في أن أن يفتح كل من المغرب وإسبانيــــا حوارا مثمرا للقضاء علي آخـــــر ما تبقي من الاستعمار علي الصعيد الدولي .وقال عبد الرحيم الحجوجي رئيس حزب القوات المواطنة أن هذه الزيارة أتت في وقت كانت إسبانيا علي علم بأن علاقاتها مع المغرب أصبحت تأخذ مسارا طيبا يجب التأكيد فيه علي الأخذ بالمصالح المستقبلية بين البلدين .واكد مجاهد الأمين العام لحزب اليسار الاشتراكي الموحد رفض الحزب لهذه الزيارة، معتبرا أن هذا السلوك هو بمثابة استفزاز لمشاعر كل المغاربة ، وداعيا مجددا الحكومة الاشتراكية الإسبانية لتغليب الحكمة وتغليب المصالح الاستراتيجيـــة للبلدين وللشعبين الشقيقين حتي يتمكن المغرب من تصفية الاستعمار فوق أراضيه .كما حث عبد الله فردوس عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري اليمني المعارض الحكومة الاسبانية علي الرجوع الي صوابها خاصة وأن الإسبان لهم نفس مشكل سبتة ومليلية بالنسبة لجبل طارق .وذكر محمد كرين عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن زيارة ثاباتيرو غير مواتية ، وأن الحزب يرفضها خاصة أنها لم تغير أي شيء في عمق مشكل مدينتين ما زالتا تحت الاحتلال الأجنبي .ولا تزال مشاعر الغضب والاستياء مسيطرة علي الشارع السياسي والمدني المغربي، علي الرغم من أن رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو قد أنهي زيارته الأربعاء لمدينتي سبتة ومليلية اللتين تعتبرهما الرباط ثغرين مغربيين محتلين .وفي هذا الصدد وصف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية محمد نبيل بن عبد الله زيارة رئيس الحكومة الإسبانية الي المدينتين المحتلتين بأنها غير ملائمة . وأضاف في تصريح للقناة التلفزية الثانية المغربية دوزيم ، أن هذه الزيارة تأتي في سياق لا يتناسب والسيرورة العامة التي نعرفها ونريدها ، معتبرا أن هذه الزيارة لن تأتي بجديد بخصوص طبيعة المشكل المطروح بالنسبة للمدينتين السليبتين .في الأثناء أكدت مجموعة من القيادات الحزبية المغربية أنه قد آن الأوان لكي تسلم إسبانيا مدينتي سبتة ومليلية للمغرب. وعلي المستوي الشعبي لا تزال مدينتا تطوان والناعور في الشمال المغربي، تعيشان، حسب المتتبعين، علي إيقاع وقفات احتجاجية ومظاهرات شعبية غاضبة، علي اعتبار أن المدينتين تعتبران بوابتين لمدينتي سبتة ومليلية. ورفع المتظاهرون أثناء زيارة ثاباتيرو للمدينتين شعارات مطالبة برحيل إسبانيا، ومنددة بزيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمنطقة، التي اعتبرت استفزازا لمشاعر المغاربة، وتكريسا لواقع الاستعمار.وكان من بين المتظاهرين مواطنون قدموا من داخل مدينتي سبتة ومليلية، وقالوا في تصريحات بثها التلفزيون المغربي، إن هذه الزيارة لها طابع سياسي لكسب الدعم في الانتخابات المقبلة، التي ستجري خلال العــام المقبل.كما توجهت تصريحات أخري باللغة الإسبانية للشعب الإسباني تطالبه بأن ينتبه للتاريخ وللجغرافيا، حتي يتوقف عن اعتبار المدينتين إسبانيتين، وأنه لا مجال لمناقشة وضعيتهما الحالية، كما يردد المسؤولون الإسبان.وكانت الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة الإسبانية مناسبة لتأسيس لجنة تنسيق من قبل الأهالي في المنطقة. وقامت هذه اللجنة بتسليم رسالتي احتجاج للقنصلين الإسبانيين في كل من مدينتي الناعور وتطوان المغربيتين.وعكست الصحافة المغربية موجة الاستياء، التي وحدت كل الأطياف السياسية المغربية، إذ اعتبرت يومية العلم الناطقة بلسان حزب الاستقلال اليميني المشارك في الحكومة أن زيارة ثاباتيرو لسبتة ومليلية المحتلتين، هي خضوع للأوساط الاستعمارية وإضرار بالعلاقات بين البلدين.. .كما نقلت يومية الاتحاد الاشتراكي الناطقة بلسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حملة التنديد، التي سادت أوساط المجتمع المدني، بسبب هذه الزيارة. وقال حسن عبد الخالق الصحافي والنائب البرلماني عن حزب الاستقلال إن زيارة ثاباتيرو غير ودية بكل المقاييس، لكونها تسير في الاتجاه المعاكس للتطور، الذي تشهده العلاقات المغربية الإسبانية، بعد وصول الاشتراكيين الي سدة الحكم في إسبانيا .وأعرب عن أسفه كون زيارة ثاباتيرو تتم من قبل أول رئيس حكومة إسباني اشتراكي، مذكرا بأن اليمين الإسباني في شخص خوسيه ماريا أثنار رئيس الحكومة السابق لم يجرؤ علي القيام بمثل هذه الزيارة.ورغم التطمينات الإسبانية، التي حاولت أن تخفف من وقع الزيارة علي الرباط، فإنها كانت مناسبة لوضع المدينتين المغربيتين المحتلتين في صلب الاهتمام الشعبي مجددا، وقد تطلق الشرارة الأولي للقيام بخطوات قد تكون تصعيدية للمطالبة بتحرير المدينتين، حسب بعض المراقبين.وتقع مدينة سبتة في أقصي شمال المغرب علي الساحل وقد احتلها البرتغاليون عام 1415 ثم الإسبان عام 1580 . وبعد أن أصبح المغرب الإسباني جزءا من المملكة المغربية احتفظت إسبانيا بسبتة. أما مليلية فتديرها إسبانيا منذ عام 1497 . ومنذ عام 1992 تتمتع المدينتان بالحكم الذاتي، ولذلك فإنهما لا تندرجان في إطار قاعدة البيانات الانتخابية في إسبانيا.