روسيا تستأنف امدادات الغاز كاملة لاوروبا رغم استمرار الخلاف مع اوكرانيا
روسيا تستأنف امدادات الغاز كاملة لاوروبا رغم استمرار الخلاف مع اوكرانياموسكو ـ من كريستيان لو: استأنفت روسيا ضخ امدادات الغاز بالكامل للدول الاوروبية امس الثلاثاء مما يخفف فعليا الحظر الذي فرضته علي امداد اوكرانيا بالغاز، ولكن نزاع الكرملين مع جارته السوفييتية السابقة والذي أدي الي فرض العقوبات لا يزال محتدما. وشكت دول عديدة من جمهورية الصرب الي المانيا من نقص امدادات الغاز التي تصلها وحذرت واشنطن موسكو من استخدام الطاقة كسلاح سياسي بعد أن قطعت شركة غازبروم الروسية التي تحتكر تصدير الغاز امداداتها عن اوكرانيا يوم الاحد الماضي بسبب نزاع حول الاسعار. واذعنت موسكو لضغوط غربية ووافقت علي استئناف الضخ قرب المستويات العادية اعترافا منها بانه ليس هناك الكثير الذي يمكنها عمله لمنع اوكرانيا من السحب من الغاز الذي يمر عبر اراضيها في طريقه الي الغرب. وقالت غازبروم ان امدادات الغاز للعملاء في أوروبا استؤنفت الان بالكامل. وقال سيرغي كوبريانوف المتحدث باسم غازبروم للصحافيين انتهينا بالكامل من العمل لاستئناف امدادات الغاز الي أوروبا. وفي الوقت الحالي نضخ الامدادات كاملة للمستهلكين الاوروبيين . الا ان احداث يومي الاحد والاثنين اثارت انزعاج العواصم الغربية واسواق الطاقة. وحث وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي كييف وموسكو علي تسوية نزاعهما من خلال المحادثات وعدم السماح له بالتأثير مرة اخري علي اسواق الطاقة الاوروبية. وقال لشبكة تلفزيون ال.سي.اي يجب حل هذا في مناخ هادئ بدون توترات وعدم تحويله الي عملية سياسية… يجب الا تكون له أي عواقب علي الاتحاد الاوروبي . وحث خافير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي اوكرانيا وروسيا علي استئناف المفاوضات بشأن تسعير الغاز. وقال المتحدثة باسمه انه يجري اتصالات مكثفة مع كل من الاوكرانيين والروس وقد تحدث مع وزير الخارجية الاوكراني بوريس تاراسيوك ومع مسؤولين روس . وقال رئيس وزراء بولندا كازيميرس مارسينكيفيتش امس ان تنويع مصادر امدادات الغاز للحد من الاعتماد علي روسيا أصبح أولوية بعد أن قطعت موسكو الامدادات عن اوكرانيا مما اشعل مجددا المخاوف بشأن أمن الطاقة. وقالت غازبروم انها لم ترفع الحظر علي امدادات الغاز لاوكرانيا وكررت مزاعمها بان كييف تسرق الغاز الروسي المرسل الي العملاء الاوروبيين عبر اراضيها. وقال كوبريانوف اوكرانيا تواصل سرقة الغاز وقد سرقت 118 مليون متر مكعب خلال اليوم السابق. وستعوض غازبروم مرة اخري مستهلكيها الاوروبيين ولكن لا يمكنها الاستمرار في ذلك الي الابد وسيتعين علي اوكرانيا أن تدفع ثمن الغاز علي أية حال .وتنفي اوكرانيا سرقة الغاز الروسي، ولكنها تقول انها ستفعل ذلك اذا هبطت درجات الحرارة دون الصفر. وتقول انها تستهلك حاليا الغاز الآتي من تركمانستان. وبموافقتها علي استئناف الضخ قرب المستويات العادية تكون موسكو قد اذعنت للضغوط الغربية وسلمت، وان كان علي مضض وبشيء من الاحباط، بانها لا يمكنها السيطرة بشكل كامل علي انتقال امدادات الغاز عبر اوكرانيا. وقالت غازبروم في بيان بهدف منع حدوث ازمة طاقة بسبب استيلاء اوكرانيا علي الغاز بغير وجه حق فقد اتخذت جازبروم القرار بضخ غاز اضافي في شبكة نقل الغاز عبر اوكرانيا . واضافت ونحن نشدد علي ان الامدادات الاضافية من الغاز ليس المقصود بها المستهلكين في اوكرانيا ولكنها من اجل التوريد الي المستهلكين خارج حدود اوكرانيا كتعويض عن استيلاء اوكرانيا علي الغاز .ولم ترد أي اشارة الي اجراء اتصالات أو محادثات بهدف حل الازمة المتصاعدة بين روسيا واوكرانيا اللتين تلعبان دورا حيويا في الاستقرار الاقليمي. وقد قطعت غازبروم الروسية الامدادات عن اوكرانيا يوم الاحد بعد ان رفضت كييف مطالب بان تدفع أربعة امثال سعر الغاز في تناقض صارخ مع الاسعار المدعمة التي ترجع الي العهد السوفييتي. وقالت روسيا ان المطلب يجعل ببساطة الاسعار متفقة مع مستويات السوق، في حين يجادل مسؤولو اوكرانيا بان الكرملين يسعي لتقويض الحكومة ذات التوجهات الغربية. وتحصل اوروبا علي 25 بالمئة من امدادات الغاز من روسيا. ومنذ انتهاء العهد السوفييتي تروج موسكو لنفسها كمصدر يعول عليه للغاز، وهي صورة تسعي لتعزيزها بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبري. وقالت غازبروم انها ستضخ 95 مليون متر مكعب اضافية من الغاز يوميا الي أوروبا عبر اوكرانيا وانها تنوي استئناف الامدادات كاملة للعملاء الاوروبيين ولكن ليس لاوكرانيا بحلول مساء الثلاثاء. وكانت غازبروم قد خفضت يوم الاحد الامدادات بواقع 120 مليون متر مكعب يوميا وهي الكمية التي تشتريها اوكرانيا. وتتجادل كييف وموسكو بشأن من يملك الغاز المتدفق بين البلدين وهو أمر يصعب التحقق منه في نظام التوزيع الشبيه بالمتاهة والموروث من العهد السوفييتي. 4