رحيل شارون السياسي زاد أهمية طاقم القيادة بعشرات الأضعاف

حجم الخط
0

رحيل شارون السياسي زاد أهمية طاقم القيادة بعشرات الأضعاف

من الذي يفهم ما يحدث في اسرائيل؟رحيل شارون السياسي زاد أهمية طاقم القيادة بعشرات الأضعاف حزب العمل سينتخب اليوم مرشحيه للكنيست. هذه آخر انتخابات حزبية تمهيدية بقيت في السياسة الاسرائيلية حتي الآن. ومن يوم غد ستعرض علينا الدعايات الانتخابية و الطواقم المنتصرة التي سيشكلها كل واحد من الأحزاب المتنافسة.كل الاحزاب تقريبا تراجعت عن فكرة الجمهور سيقرر من دون أن ننتبه لذلك، وعادت الي مراكزها المقلصة واللجان التنظيمية. القائمة الأكبر ستنظم علي طاولة المطبخ في منزل اولمرت. منذ إدخال شارون الي المستشفي بدا وكأن الطاقم قد تحول الي كلمة هامة بصورة استثنائية. شارون كان يمارس التعتيم والإبهام علي خصومه ورفاقه علي حد سواء. ومع رحيله السياسي ازدادت أهمية طاقم القيادة بعشرات الأضعاف. اهود اولمرت، بنيامين نتنياهو أو عمير بيرتس لا يتمتعون بنفس الشعبية التي حظي بها شارون. عليهم جميعا أن يعرضوا علي الناس مجموعة متماسكة من الاشخاص الذين يجمعون بين الخبرة والتغيير والقدرة الثابتة والأفكار التجديدية. هذا سيكون مفتاح الانتصار في الانتخابات.وربما لا. ما يحدث هنا في الاسابيع الأخيرة يسخر من كل تفسير ومحاولة للتنبؤ بالمجريات. كل تحليل للأحداث السياسية قابل للبرهنة تماما مثل فرع الانتاج الجديد في الصحافة الاسرائيلية المسمي: ماذا كان شارون سيفعل لو؟ .الورقة حافلة بالقوائم التي كان شارون سيشكلها وبالقرارات السياسية التي كان سيتخذها لولا مرضه. هذه التقديرات سارية المفعول تقريبا مثل محاولاتنا جميعا غير الناجحة بتوضيح ماذا كان سيحدث هنا، وكيف يتراجع الليكود والعمل بينما يحلق كديما الي الأمام بصورة تُذكر بالاحزاب الشيوعية في ايام الستار الحديدي.جميعنا كتبنا أن كديما هو حزب شارون، وأن هذا الحزب سيتلاشي بسرعة من بعده. وها هو شارون يرقد في المستشفي منذ قرابة اسبوعين، وقد ترسخت فكرة عدم عودته الي السياسة في الأذهان، وما زال حزبه يتقدم الي الأمام. اولمرت الذي كان يحصل قبل مدة وجيزة علي نسب مئوية ضئيلة في الاستطلاعات كمرشح لرئاسة الوزراء يجلب لحزبه اليوم مقاعد تفوق ما كان شارون يجلبه له. فليَظْهَر من تنبأ بكل ما يحدث الآن قبل اسبوعين فقط مثل وصول تومي لبيد الي حافة التنحي السياسي ووصول موشيه كحلون الي المرتبة الثالثة في قائمة الليكود للكنيست، وما زال الحبل علي الجرار قبل الانتخابات بشهرين فقط. الاستنتاج الوحيد هو أن العملية السياسية قد تحولت من المؤسسات ذات الهيئات المعروفة والشعارات العريقة الي سيرك هلامي بعد الحداثة، يتحرك فيه الجمهور بأعداد هائلة من جهة الي اخري وراء الصرعات العابرة التي لا يوجد لها تفسير باستثناء حقيقة أنها تحدث علي ارض الواقع.شينوي حظي قبل عامين بـ 15 مقعدا، ولم يعد اليوم قائما. وطاقم اولمرت الذي يتشكل الآن ـ الذي يتكون تقريبا من نفس الوجوه الرمادية غير المثيرة للحماسة التي شكلها حكم شارون ـ يُظلل علي كل محاولة يائسة من حزبي العمل والليكود للتجدد والانبعاث.ماذا يتوجب علي ناخبي حزب العمل المتوجهين اليوم الي صناديق الاقتراع الداخلية أن يفهموا من كل ذلك؟ ليس واضحا. يتوجب أن نأمل أن يكونوا ما زالوا يفكرون بأن تركيبة الحزب يجب أن تعكس المنطق والتجديد في آن واحد وأن ينتخب اشخاص ملائمون من الحكم المحلي وملتحقون جدد برهنوا عن قدراتهم في مجالات اخري، اشخاص ذوي استقامة وقدرات تنفيذية ملائمة لشغل مقعد في الكنيست. ولكن أن نقول للعمل أن هذا ما سيضمن له انجازا في الانتخابات؟ هذه مسألة يصعب تحديدها بعد كل ما شاهدناه في الاسبوعين الأخيرين. عوفر شيلح كاتب دائم في الصحيفة(يديعوت أحرونوت) 17/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية