راي هينبوش: بشار الاسد يعاني بسبب شجبه غزو العراق وتحديه للمحافظين الجدد والمستقبل مرتبط بتطورات السلام السوري ـ الاسرائيلي والوضع في لبنان

حجم الخط
0

راي هينبوش: بشار الاسد يعاني بسبب شجبه غزو العراق وتحديه للمحافظين الجدد والمستقبل مرتبط بتطورات السلام السوري ـ الاسرائيلي والوضع في لبنان

خبير امريكي في الشؤون السورية يحاضر عن الأزمة السورية ـ الامريكية في جامعة لندنراي هينبوش: بشار الاسد يعاني بسبب شجبه غزو العراق وتحديه للمحافظين الجدد والمستقبل مرتبط بتطورات السلام السوري ـ الاسرائيلي والوضع في لبنانلندن ـ القدس العربي ـ من سمير ناصيف:بدعوة من معهد الشرق الاوسط في كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن القي الاختصاصي الامريكي في شؤون الشرق الاوسط الدكتور راي هينبوش محاضرة موضوعها تحدي الهيمنة: الازمة الامريكية ـ السورية والنظام العالمي . علما انه استاذ محاضر في قسم العلاقات الدولية في جامعة سانت اندروز البريطانية ومؤلف لعدة كتب عن سورية آخرها سورية، الثورة من فوق . قدم المحاضر مدير الجمعية البريطانية ـ السورية غيث الارمنازي وحضرها السفير السوري في المملكة المتحدة الدكتور سامي الخيمي وحشد من الاختصاصيين والطلاب.واستهل المحاضر كلمته بالقول ان الرئيس السوري بشار الاسد يعاني ما يعانيه حاليا في علاقته بأمريكا لانه الرئيس العربي الوحيد الذي شجب علنا الغزو الامريكي للعراق.وقال هينبوش انه بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي لعبت سورية دورا متوازنا بين واشنطن وموسكو ومشت مع العربة الامريكية عندما التحق الرئيس حافظ الاسد بالدول التي اخرجت صدام حسين من الكويت في عام 1991. وشارك الاسد الاب في مؤتمر مدريد وتوثقت العلاقة الامريكية ـ السورية.بيد ان المحاضر اشار الي ان فشل العمليات السلمية منذ ذلك الحين وحتي وفاة الاسد الاب وصعود المحافظين الجدد الي السلطة في امريكا ساهما في توتر العلاقة السورية ـ الامريكية.وقال انه عندما جاء هنري كيسنجر الي سورية في عامي 73 و74 اعتبر بان النظام السوري يشكل دولة اقليمية رئيسية في المنطقة معلنا احترام امريكا لهذا الدور ومؤكدا صعوبة تحقيق اي سلام في المنطقة من دون سورية. واعتقدت امريكا آنذاك ان التعاون مع سورية وتحقيق سلام سوري ـ اسرائيلي سيساهمان في مكافحة الارهاب ومنع انتشار الاسلحة المدمرة.اما الان، وبوجود المحافظين الجدد في قلب النظام الامريكي، فان اهمية دور سورية كلاعبة اساسية في المنطقة وكمطية لتحقيق السلام والاستقرار تقلصت الي درجة كبيرة، وتحولت سورية بنظر القيادة الامريكية الي دولة حامية للارهاب وخصوصا بعد تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وبفعل السياسات العسكرية الهجومية التي اختارتها امريكا علي اثر هذه التفجيرات. ونجح المحافظون الجدد في وضع سورية في لائحة الدول المارقة لحمايتها احزاب المقاومة كحزب الله اللبناني وحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عموما للاحتلال الاسرائيلي.واشار المحاضر الي انه لولا حدوث الغزو الامريكي للعراق، لما استطاع المحافظون الجدد فرض مواقفهم بالنسبة لسورية علي الادارة الامريكية، كما اعتبر بانه لو نجحت مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل في التسعينات التي كادت ان تفعل ذلك، لولا عقبات صغيرة، لربما لم تحدث هجومات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وقوله هذا يعني انه بشكل غير مباشر يدعو الي اعادة احياء هذه المفاوضات.وفسر هينبوش الموقف السوري في معارضة الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 بانه يعود الي دور سورية القومي العربي وخشيتها ان تنتقل امريكا الي غزو دمشق بعد بغداد والي اعتبار سورية بأن مواجهة صدام في عام 1991 كانت للدفاع عن دولة عربية اخري تعرضت للهجوم من جانبه، فيما الغزو الامريكي ـ البريطاني في عام 2003 شكل تعديا صارخا علي سيادة العراق وشعبه.ورأي بان العروض التي تقدم بها وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول الي سورية، قبل استقالته من منصبه، كانت تعجيزية الي حد ما وتركز علي الغاء دور سورية الاقليمي ومواجهتها للاحتلال الاسرائيلي ومجابهتها للسياسات الاسرائيلية المتعارضة مع الشرائع الدولية.واشار الي ان امريكا ضربت علي الوتر الاكثر حساسية بالنسبة لسورية ألا وهو الشراكة السورية بالمجموعة الاوروبية ـ المتوسطية التي كانت دمشق تعقد الآمال عليها من اجل النهوض الاقتصادي. واكد بان صدور قرار مجلس الامن الدولي 1559، ومن بعده اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، ساهما في تعزيز وتوقيد الازمة بين سورية وفرنسا واوروبا مما حقق تطلعات المحافظين الجدد في الادارة الامريكية بالنسبة لعزل سورية.والآن، تحاول سورية، برأي المحاضر، انتهاج خط متوسط يرفض العمالة لامريكا ولكنه يفضل عدم المواجهة معها، بيد ان المحافظين الجدد في امريكا يستمرون في ضغوطهم علي دمشق كايران وتركيا والدول العربية القادرة علي تحدي المشيئة الامريكيــــة، وهي قليلة حسب ما قــــال المحاضر. بيد انه اشار الي وجود بعض الجهات في القيادات الغربية تدرك خطورة اسقاط الانظمة العلمانية التوجه في ظل تصعيد التوتر الطائفي والديني في العالم. كما اكد اهمية علاقة سورية الجيدة بالصين وروسيا.بيد انه اشار الي ان محاولات سورية للتعاون في تخفيف سلبيات الوضع في العراق وفي مجال مكافحة الارهاب العالمي لم تلق اي رد فعل ايجابي من جانب المحافظين الجدد في امريكا الذين برأيه يعتمدون سياسة الفوضي البناءة كسياسة بديلة للتفاوض العربي ـ الاسرائيلي في سبيل تحقيق السلام، ويفضلون عدم التفاوض مع الدول المارقة . وكلما قامت سورية بمبادرة تعاون، يستخدمها المحافظون الجدد للتأكيد بان سياساتهم الضاغطة والمهددة هي الافضل للتعامل مع هذه الدول المارقة وقياداتها. واشار في هذا المجال الي ان الانسحاب السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري الذي تبعته ضغوطات امريكية اضافية هدفها اثارة حالة من عدم الاستقرار في سورية ولبنان.ورأي المحاضر بان شرائح من الشعب السوري ربما قد تعبت من حمل راية القومية العربية، وقد تفضل التوجه في مسار وطني سوري يركز علي المصالح القومية السورية، بيد ان شعبية النظام السوري الحالي مرتبطة بمواقفه العربية ودعمه للمقاومة ضد الاحتلال الاجنبي في المنطقة، وهنا تكمن المشكلة في التوفيق بين هذين التوجهين. فاذا تخلت سورية عن توجهها القومي العربي، فقد ترضي واشنطن، ولكنها قد تخسر شعبيتها العربية الداعمة لنظامها.ورأي السفير السوري الدكتور سامي الخيمي في تعليقه علي المحاضرة بأن سورية ما زالت تشكل دولة علمانية تملك علاقات جيدة بالدول والتيارات الاخري في المنطقة وبالتالي دعا المحافظين الجدد في امريكا الي التفتيش عن اماكن اخري لتطبيق سياستهم المسماة الفوضي البناءة الهادفة الي السيطرة علي النفط في الشرق الاوسط. ودعا اوروبا الي القيام بدور اكثر فعالية لمواجهة هذه السياسات الخاطئة في المنطقة.وجري نقاش حول امكان تبدل دور ونفوذ المحافظين الجدد في الادارة الامريكية، ووجودهم حاليا في موقع دفاعي في امريكا بعد فشل سياستهم في العراق، وحول الاوراق التي ما زالت سورية تملكها، واعتبر المحاضر ان الامرين الاهمين هما ماذا سيحدث بالنسبة للسلام السوري ـ الاسرائيلي وكيف ستتطور الامور في لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية