رايس تعترف ان الادارة الامريكية اخطأت بتقدير قوة حماس ومسؤولون بدأوا بتحميل عباس المسؤولية

حجم الخط
0

رايس تعترف ان الادارة الامريكية اخطأت بتقدير قوة حماس ومسؤولون بدأوا بتحميل عباس المسؤولية

رايس تعترف ان الادارة الامريكية اخطأت بتقدير قوة حماس ومسؤولون بدأوا بتحميل عباس المسؤوليةلندن ـ القدس العربي :بدأت اصوات في امريكا تتصاعد وتلقي اللوم علي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقراره السماح لحماس بدخول الانتخابات الفلسطينية. وبدأت الادارة الامريكية في محاولات لادارة الأزمة التي بدأت بعد فوز حماس الساحق في الانتخابات. واعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان الادارة اخطأت كثيرا في تقدير قدرة حماس علي الارض في فلسطين. وتساءلت رايس فيما نقلته عنها صحيفة نيويورك تايمز لماذا لم يستطع احد التنبؤ بما حدث . واضافت ان هذا الامر اشارة الي انه لم يكن لدينا نبض جيد . وتقترح تعليقات رايس ان الادارة فشلت في توقع او حتي التفكير بامكانية فوز حماس. واشارت الي ان انتصار حماس، يعتبر امتحانا لدعوات الادارة لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط والتي قد تؤدي لصعود قوي تعارض امريكا. وقال مارتن انديك، السفير الامريكي السابق ان هناك الكثير من اللوم يدور الان في اشارة الي محمود عباس. ولكنه لم يستبعد لوم الادارة نفسها حيث قال في الجانب الامريكي، فان الفشل المفهومي الذي ساهم في الكارثة هو ايمان الرئيس ان الديمقراطية والانتخابات تحل كل شيء . واكدت رايس ان الانتخابات فاجأت الجميع حيث قالت لا اعرف احدا لم تفاجئه الانتخابات حتي حماس اخذت علي حين غرة كما تقول. وفي الوقت الذي اخذ فيه مسؤولون بالدفاع عن دعمهم لمحمود عباس، الا ان اخرين اخذوا بالقاء اللوم عليه وتحميله كامل المسؤولية. وتقول نيويورك تايمز ان عددا من المسؤولين قالوا انهم لم يكونوا مرتاحين لقرار عباس ان الانتخابات يجب ان تعقد قبل ان تتخلي حماس عن سلاحها، ولكنهم اي المسؤولون قرروا المضي مع قرار عباس لانه لم يكن هناك اي بديل عن هذا. وتذكر مسؤول كيف قام الرئيس الامريكي جورج بوش بتوجيه نداء لعباس في البيت الابيض في تشرين الاول (اكتوبر) العام الماضي بنزع سلاح حماس. واضاف المسؤول في الواقع، فأبو مازن لم يكن قادرا علي القيام بهذا، لانه ليس قادرا علي نزع سلاح حماس. وما عرضه محمود عباس في البيت الابيض هي خطة لتجنب وقوع حرب اهلية فلسطينية من خلال عقد الانتخابات وبعدها التصدي لمشكلة سلاح حماس، ومن هنا حاولت الادارة الامريكية دعم محمود عباس وفصيله بكل الوسائل الممكنة. ومع اعترافها بالفشل الامريكي قالت رايس ان احاديثها مع ابو مازن تقترح انه كان مع عــــقد الانتخابات في موعدها وبدون تأجيل. وتساءلت ان تأجيل الانتخابات كان يعني حرمان الفلسطينيين من انتخابات وعدوا بها في وقت معين. ولاحظ اخرون ان الانتخابات اجلت من الصيف الي بداية العام الحالي لاعطاء ابو مازن وحركته فتح فرصة لاستثمار الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. ومن اجل دعم ابو مازن قامت واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي بتقديم معونات مالية كبيرة للسلطة لتوفير رواتب الموظفين وتحسين البنية الامنية والبني التحتية الفلسطينية. وتجد الادارة الامريكية نفسها امام معضلة وذلك فيما يتعلق بخططها لتعزيز الديمقراطية ونشرها في العالم العربي، والتي تعتبر من اعمدة ادارة بوش في ولايته الثانية. ومن خلال مساعدتها لحماس بالفوز بالانتخابات عبر صناديق الاقتراع فان حرب بوش علي الارهاب التي تعتبر حماس جزءا منها تواجه معضلة كبـــــيرة، وتطرح اسئلة كثيرة حول ماهية الدعم الذي سيقدم للسلطة الجــــديدة، فهل ستعاقب واشنطن الفلسطينيين بقطـــــع الدعم لاختيارهم حماس، ام ان الادارة الامريكية قد تؤدي لتخفيف حدة مطالبها في نشر الديمقراطية في وجه تصاعد قوة الاسلاميين في صناديق الاقتراع؟ وقالت صحيفة الفايننشال تايمز ان بعض مسؤولي الادارة الامريكية توقعوا فوز حماس، خلافا لتصريحات رايس وبعضهم صدم بالنتائج. وفي الوقت الذي كان رد الفعل الامريكي مدروسا، حيث اعتبر بوش الانتخابات صورة عن قوة الديمقراطية، وقال ان الانتخابات ادت الي هزة للحرس القديم، مشيرا الي ما اكده في السابق ان الانظمة القديمة الحاكمة في الدول العربية لا يمكن السماح لها بالاستمرار اذا لم تتغير بنفسها. واعتبرت الصحيفة البريطانية ان انتصار حماس يعتبر امتحانا كبيرا ومتطرفا للايديولوجية التي تقوم عليها الاستراتيجية الخارجية الامريكية، وهي الفلسفة التي يعتبرها الكثيرون ممن خدموا مع والده غير واقعية وذلك لافتراضها ان عمليات التحول من خلال اليات الديمقراطية قد تقود الي الاعتدال. ويبدو ان التيار اليميني المحافظ الذي يؤثر علي ادارة بوش لا زال متمسكا بموقفه، حيث يقول محلل من معهد امريكان انتربرايز اليميني انه لا تراجــــع عن الاستراتيجية التي تسيدت مرحلة ما بعد هجمات ايلول (سبتمبر) 2001، والان حماس في السلطة، مما يعني وجود نقاش وهذا تطور جيد. وكان عدد من النواب بمن فيهم هيلاري كلينتون قد هاجموا دعم بوش لانتخابات فلسطينية فيها حماس. وقد هاجم روبرت ساتلوف من معهد واشنطن لاستراتيجيات الشرق الادني ما سماه السياسات الخلاصة لادارة بوش التي تري في الانتخابات حلا لكل المعضلات، حيث قال هناك حالة من العمي التي لم تنتبه الي ان اشرارا قد يستخدمون هذه العملية الديمقراطية لاغراضهم الشريرة . ويري عدد من المراقبين ان رد فعل الادارة الامريكية يجب ان يكون موزونا لان اي رد فعل صارم قد يدفع الجماعات الاسلامية لتوثيق صلاتها بايران. وحذر اليستر كروك، المسؤول الامني البريطاني من رد فعل مبالغ فيه. وقال ان حماس الان اكثر شرعية من اي حكومة في الشرق الاوسط . واي رد فعل انتقامي ضدها سيؤثر علي السلام في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية