رابطة التوحد العربية كيف اوهنوها!

حجم الخط
0

رابطة التوحد العربية كيف اوهنوها!

رابطة التوحد العربية كيف اوهنوها! كان العرب منذ القديم يتجمّعون تحت لواء القبيلة، تجمعهم رابطة النسب. وكان العربي ينصر قبيلته، ويسير معها كيفما سارت، لذلك فقد بقيت القبائل العربية مشتتة ومتقوقعة علي ذاتها، تنشب بينها الحروب لأتفه الأسباب.ولكن الإسلام غيّر هذا، وجعل الرابطة هي رابطة الدين والإنتساب إلي الإسلام، فجمع الإسلام بين شتات القلوب، بل إنه جمع العرب مع غيرهم من الشعوب والأعراق، فكوّن مجتمعاً متعدد الأعراق واللغات، يجتمع تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.وتوالت أحداث التاريخ، وجاء العثمانيون، وحكموا البلاد العربية، واستمر حكمهم طويلاً، وقبله العرب لأن الأتراك كانوا مسلمين، فالرابطة الإسلامية موجودة، وبالرغم من كل السوء الذي رافق حكم العثمانيين إلا أن العرب قبلوا بهم لأنهم مسلمون.أوّل ما فكّرت به الدول الإستعمارية هو وجوب العمل علي فكّ هذه الرابطة، رابطة الإسلام التي جمعت الطوائف المختلفة والأعراق المتعددة، فلعبت علي وتر القومية، وشجعت النزعة العروبية، فظهرت الدعوات القومية التي تدعو إلي حق العرب، وهكذا قامت الثورة العربية الكبري، وانفصل العرب عن الترك، حالمين بإقامة دولة عربية تجمع العرب تحت لواء دولة واحدة.وكلنا يعرف كيف تبخرت هذه الأحلام بدخول المستعمرين الأوروبيين إلي هذه البلاد وتقسيمها. ولسنا هنا في معرض التفصيل التاريخي، ولكنني أود الإشارة إلي أمر واحد، هو الأسلوب الذي اتبعته هذه الدول في تفكيك الروابط التي تجمع أهل هذه البلاد، فبعد أن شجعت الإنفصال عن تركيا تحت ذريعة العروبة، عادت لتشجع الإنفصال بذريعة الطائفية، فشجعت قيام دويلات صغيرة طائفية وعرقية. إن ما يشهده العراق الآن ما هو إلا صورة مكررة لنفس الأسلوب القديم، فصرنا نسمع عربي سني، عربي شيعي، كردي سني…….إلخ هذه التسميات التي لا تهدف إلا إلي التفكيك والتشتيت.لكن الملفت للنظر، بل المضحك أن الرابطة عادت رابطة دينية، لكنها دينية طائفية ضيقة، تشتت ولا تجمّع، بعكس رابطة الإسلام عامة التي جمعت الجميع تحت راية واحدة، علي الرغم من التعدد والإختلاف والتقاتل أحياناً. والملفت أيضاً أن المستعمرين يكررون أساليبهم ذاتها معنا، ومازلنا ننخدع تماماً كما انخدع أسلافنا، فمن السهل جداً إثارة النعرات الطائفية والقومية والعرقية، ومن السهل جداً إيجاد التبريرات الدينية لأي خلاف يقع بين المسلمين، وما أسلوب التكفير الذي تشهره الطوائف ضد بعضها إلا أحد أهم الأسلحة التي تشجعّها الدول القوية في وجه الدول الضعيفة، فمتي نعي الدرس؟ ومتي نملك عقولنا؟رغداء زيدان سورية 6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية