دوي المستقبل وروح الماضي : كتاب جديد عن المقاومة العراقية لعبد الأمير الركابي !

حجم الخط
0

دوي المستقبل وروح الماضي : كتاب جديد عن المقاومة العراقية لعبد الأمير الركابي !

علاء اللامي دوي المستقبل وروح الماضي : كتاب جديد عن المقاومة العراقية لعبد الأمير الركابي !صدر قبل أسابيع قليلة عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع كتاب جديد، يعتبر من أوائل الكتب في بابه للكاتب العراقي عبد الأمير الركابي عن ظاهرة المقاومة العراقية ضمن منظور ثقافي واجتماسي اجتماعي سياسي شامل ومختلف عن التناولات السياسية التقليدية. غير أن هذا الكتاب لا يحصر اهتماماته علي مفردات وتجليات ذلك المحور مع انه يحافظ علي قلبيته عنينا المقاومة العراقية ، بل إنه ينتشر فاحصا ومفككا ومستنبطا وبتنوعات مختلفة الكثافة والعمق علي شبكة عريضة من العناوين ذات الوشائج القوية والمتفاعلة مع ذلك المحور الأرأس.الكتاب موضوع العرض كان قد نشر علي شكل فصول في الصحافة وليس كمجموعة مقالات كما كتب أحد النقاد. ولكي نأخذ فكرة عامة وأفقية عن المضامين الواردة فيه نورد أدناه عرضا سريعا ومكثف لأهم مضامينه:يقع الكتاب في اثنين وعشرين فصلا وتوطئة قصيرة تتوزع ـ الفصول ـ علي 224 صفحة من القطع الكبير. الفصول الأربعة الأولي، تدخل في صلب موضوعها مباشرة وتناقش جملة مفردات في خضم ظاهرة المقاومة فتعطي القارئ فكرة واضحة عن المنظور النقدي والبعيد عن التمجيد الساذج والاحتفالي الذي أحاط وما يزال بظاهرة المقاومة العراقية دون أن يخفف ذلك المنظور النقدي أو يشوش من انحياز الكتاب وتبنيه للمقاومة أسلوبا وآفاقا ودفاعه النقدي عنها. ومع الفصل الخامس نجد أنفسنا في خضم نثر فكري اجتماسي غير مألوف من حيث المضمون والأسلوب: فتحتَ عنوان (أسطورة السبق العظيم وخصائص المقاومة العراقية) يعود الكاتب لتقصي وفحص الركائز والجذور التاريخية الفكرية لموضوعه، متوقفا بالشرح والتحليل لأهم محطات التاريخ المقاوم العراقي الحديث منذ الحرب العالمية الأولي والغزو البريطاني للعراق خلالها وعقابيلها وتجربة الثورة العراقية الكبري 1920، دون أن تغيب الظاهرة الراهنة للمقاومة العراقية وللغزو الأمريكي الذي تتصدي له عن ناظرَيه. وفي الفصل التالي يفرق الكاتب بين ما يسميه المقاومة الشعبية من أسفل و المقاومة الحكومية من فوق التي سادت في تجربة حرب التصدي للغزو البريطاني سنة 1917 مناقشا في فصل تالٍ موضوعة (الكونية الجديدة.. القوميون والأمميون البائدون). يخصص الكاتب جزءا مهما من بحثه للظروف الكونية المستجدة، مناقشا موضوعة (الكتلة المحلية المعولمة والغزو) ولدور المرجعية الدينية والأكراد ضمن مناقشة فرضيات الاحتلال النظرية وركائزه التي يعتقد الكاتب بأنها مفقودة أو مفتعلة. موضحا الفرق بين مقولة إسقاط النظام الشمولي و حقيقة تدمير الدولة العراقية الحديثة وانهيارها معتبرا أن بذور الحركة الوطنية العراقية الجديدة تقع تحت (ضغط الماضي الذي لا يقهر).وفي قراءته لوقائع ومفردات الحاضر العراقي لا تفلت الدكتاتورية التي أطاح بها الغزو بعد أن نخرتها المقاومة الشعبية العارمة والآثام الخاصة بتلك الدكتاتورية طوال ثلاثة عقود ونصف من نقد الركابي فهو يعرفها، كنوع من تحميل المسؤولية التاريخية والتعريف السياسي بوصفها: كارثة قبل الغزو وحرب أهلية بعد الاحتلال.في الفصول التالية يتعرض الكاتب لوقائع الحالة العراقية بعد الغزو كقصة (الفرهود النهب الوطني الأكبر) وتفاصيل وخلفيات الزعامات العراقية التي تنطعت للعب دور قيادة معسكر مناهضة الاحتلال، مسجلا، في فصل تالٍ ، فرقا عميقا بين زعامتين للحركة المناهضة الأول مرتجي يريد تحرير العراق، والآخر قائم فعلا، ويلخصه تعريف الصراع علي النفوذ والسلطة، مناقشا في فصل آخر مساهمة من أسماهم الأخوة العرب في صنع وقائع الراهن العراقي.الفصول الأخيرة من الكتاب يمكن وصفها بأنها القلب النظري والمفاهيمي له، ففيها يعرض المؤلف نظريته المسماة مفهوم الأنماط الثلاثة والمجال الوسط في فصل كثيف تحت عنوان العراق والانتقال إلي عصر الهداية عارضا بديله التاريخي والحضاري في (دولة اللادولة التكنولوجية) كأفق للعراق القادم ليكون المؤتمر التأسيسي العام والذي هو أقرب للبرلمان الشعبي المنبثق من الأسفل الاجتماعي العراقي هو الممر والمعبر إلي العراق الجديد كما يراه ويريده. الفصل ما قبل الأخير من الكتاب وهو بعنوان (عمائم وصولجانات.. حوزة الأمة.. جامع الأمة) مخصص لظاهرة الحوزة ودور الأحزاب والحركات الدينية.أما الفصل الأخير فقد جعل منه المؤلف نداء إلي من سماها القوي العراقية الحية .ثمة الكثير ـ كما أسلفنا ـ مما يمكن التوقف عنده ولعل من أخطر الثيمات الواردة فيه، والتي تستحق وقفة مطولة، هي تلك المتعلقة بالمنهجية والنظرة التي يتبناها المؤلف في تفسيره للتاريخ والحيثيات الاجتماسية حيث يعلن في تعريف الكتاب أنه (يتبني من الناحية الاجتماعية والتاريخية مفهوم المجتمع الديني، ونخالف بهذا كليا، المفهوم السائد في علم الاجتماع الغربي والذي يقول العكس، بأن الدين ظاهرة اجتماعية. (الغلاف الثاني للكتاب).فهل نحن إزاء محاولة لقلب المفهوم السائد في علم الاجتماع الحديث لتفسير الدين بوصفه ظاهرة اجتماعية وإحلال مفهوم مغاير تماما بل معاكس لها يقول بمفهوم المجتمع الديني؟ من المؤكد أن هذه الخلاصة ستثير جدلا واسعا ومعقدا خصوصا وان الكتاب برمته جاء كتطبيق أول لا يخلو من راهنيته الطاغية ولكنها ستمنحه بكل تأكيد جِدة مضمونية وريادية لا تنكر في الطرح والتسجيل.أما بخصوص البنية الشاملة للكتاب فيمكن أن نسجل المؤاخذة التالية كمثال علي عدة مؤاخذات شكلانية : يبدو أن عين المؤلف كانت أساسا علي القارئ السياسي العادي المتلهف للتفصيل الشأن السياسي أكثر منه للتنظير والتحليل، لذلك رأيناه يبدأ كتابه بالفصول المباشرة التي ورد عرضها بكثافة، وحين انتصف الكتاب، بدأنا نعود للغة التنظير والتحليل القائم علي الرؤية التاريخية الاجتماسية. يبدو لي أن هذا الخيار لم يكن موفقا من الناحية البنيوية ككل وقد جاء علي حساب الطابع العام للمضمون، الأمر الذي سيلحق نوعا من التشويش في الاستقبال والقراءة النقدية الجادة.ملاحظة أخري يمكن تسجيلها، وتتعلق باللغة الخاصة التي تميز بها قلم الركابي والتي تقوم علي التركيب الطويل والمكثف، في كتابته السياسية والأدبية الروائية سواء بسواء، وكما قلنا فتلك خصيصة أسلوبية لا يمكن الفكاك منها إذا ما تذكرنا قولة أندريه جيد (الأسلوب هو الرجل) غير العناية الفائقة بعلامات الترقيم وتركيب الجملة المهجوس بضرورة التبسيط قد خفف كثيرا من وطأة تلك الخصيصة الأسلوبية.مضمونيا: ثمة الكثير مما يمكن التوقف عنده، بل إن ما يمكن التوقف عنده بانتباه ونقدية واعتراض أكثر مما يمكن التوقف عنده موافقة وتأييدا، وتلك ميزة كل كتاب جديد يأتي ليثير حراكا في مستنقع آسن لا ليكرر بديهيات باتت تحتضر منذ زمن طويل. ولعل من أغرب ما كتب عن هذا الكتاب وأكثرها إجحافا وبعدا عن النقد التحليلي هو المقالة المطولة التي ظهرت علي موقع قناة الجزيرة . قلنا مطولة مع أنها في الحقيقة تقع في ثلاثة أسطر: ففي نموذج غريب في عرض الكتب، لم يسبق صاحبه إليه أحد علي حد علمنا، وردت ملاحظة حكمية تقول حرفيا (يجمع هذا الكتاب مجموعة من المقالات التي نشرت للمؤلف حول المقاومة العراقية، وهي وإن كانت تعليقا علي المشهد بلحظاته المتغيرة، فإن موضوع العراق والمقاومة يستحق العرض مع الاختلاف الكبير بين روح التعليق الصحفية والرؤية الشخصية والمنهجية للكاتب، وبعده عن الدراسة والتحليل والمنهجية العلمية). وبعد هذه الفقرة التي كتبها الناقد نقرأ فقرات مطولة مأخوذة نصا وحرفيا من الكتاب المذكور بعناوينها ودون تقيد بضوابط الاقتباس وشروطه كذكر الصفحات أو وضع المقتبسات بين أقواس. وقد لا يصدق القارئ عينيه وهو يري إلي هذه الطريقة العجيبة في العرض والتحليل إلا إذا عاد إلي نص الكتاب وقرأ تلك الفقرات المقتبسة دون كثير أو قليل نزاهة. بكلمات أخري لقد أصدر الناقد حكمه علي الكتاب بكونه بعيدا (عن الدراسة والتحليل والمنهجية العلمية) دون دليل أو حجة أو تبيان كيف وأين ولماذا تم ذلك، ثم أناخ بمقصه عدم الشفقة علي نصوص الكتاب وعمل منها سيناريوها بدائيا مطولا (في أكثر 1700 كلمة) ليس لناقدنا العتيد منها سوي الأسطر الثلاثة الأولي فهل يمت هذا الأسلوب في الكتابة للنقد والتحليل أم لشيء آخر نربأ عن ذكره؟ ہ كاتب من العراق يقيم في جنيف0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية