دول تملك امتياز انتهاك حقوق الغير دون محاسبة: الإسلام ودول الكونسيسيون
سامي حسن الحمشدول تملك امتياز انتهاك حقوق الغير دون محاسبة: الإسلام ودول الكونسيسيون تقوم وزارة الخارجية الامريكية سنويا بنشر لائحتها السوداء للدول التي تنتهك الحريات الدينية في العالم مستندة الي توصيات لجنة يعين اعضاءها الرئيس الامريكي جورج بوش والكونغرس، ولكنها علي الجانب الآخر تتغاضي عن الانتهاكات الدينية التي تقوم بها الدول المتقدمة (أو الإستعمارية) وتنأي بها عن هذه اللوائح وفي أحسن الحالات تدرج جرائمها تحت مفهوم حرية التعبير Liberte de la parole أو تصرفات فردية غير مسؤولة ، وهو ما تسميه دوائرنا الديبلوماسية ومنذ عقد التسعينيات سياسة الكيل بمكيالين ، أعتقد أن عبارة الكيل بمكيالين مغلوطةً! لأنه وببساطة غاب عن بال ديبلوماسيتنا أنه أصلاً لا يوجد مكيال، ورأيي أن كلمة الإمتياز هـــي الأصح كمــــا أن ترجمتها الفرنســـية لطيفة La Conceion، وهي ذات إيقاع موسيقي خلاّب كما أنه من المعيب الاحتجاج علي منهجية العمل بالـ La Conceion ، هلموا نضرب مثلاً لنري وقعها علي الأذن: (مارست الولايات المتحدة حقها كدولة من دول الكونسيسيون وانقضت علي العراق بينما مارس جنودها تصرفات فردية غير مسؤولة وأحرقوا المصاحف الشريفة وداسوا عليها وانتهكوا الحرمات ونكلوا بالجرحي).(القاعدة استباحت أمن أمريكا دمرت برجيها، فلجأت الأخيرة إلي الكونسيسيون واستباحت بالمقابل ليس فقط مشتبهين بانتمائهم للقاعدة بل دول وطأت أراضيها قدم من يشتبه أنه ينتمي لتلك الحركة).وهكذا تقول الأسطورة إن العلم الوطني الدنمركي والمسمي بلغتهم دانيبروغ نزل ككونسيسيون من السماء خلال معركةٍ حربية في إستونيا بتاريخ 15 حزيران (يونيو) 1219.وبناءً علي ما سبق فإن ملكة الدنمارك مارغريت الثانية قالت انه من الضروري اخذ التحدي الذي يشكله الاسلام علي محمل الجد، علي الصعيدين المحلي (أي في مملكتها) والعالمي .Islam poses global threat, there are some things for which we should display no toleranceL’Islam pose le festin global, l… sont quelques choses pour lesquelles nous ne devrions montrer aucune toleranceTelegraph on Friday, April 15, 2005 وحذرت في الكتاب الذي حمل اسم مارغريت وكتبته الصحافية انيليس بيستروب من انه تحدّ نحن مرغمون علي اخذه علي محمل الجد. لقد تركنا هذه المسالة قائمة لفترة طويلة جدا لاننا متسامحون ويسيطر علينا الخمول ، وكأن عمرو بن كلثوم كان يراها حين قال:وإنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُوعَـلَيْكَ ويُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيناالملكة التي تجاوزت الرابعة والستين والتي تعتلي العرش منذ 1972 أضافت: هناك شيء مدهش بعض الشيء لدي اولئك الذين يشكل الدين كل حياتهم ويشبع حياتهم اليومية من الصباح حتي المساء ومن المهد الي القبر ، في اشارة الي المسلمين، وتابعت جلالتها: يجب التصدي للاسلام ويجب من حين لاخر ان نواجه مخاطر ان نوصف باننا اقل مجاملة، لان هناك بعض الامور التي لا يمكن التسامح حيالها . بقي أن نعلم أن الملكة الممتازة مارغريت هي رئيسة الكنيسة الانجيلية-اللوثرية التي يتبعها 85% من سكان الدنمارك البالغ عددهم 5.4 مليون نسمة، بينما لا يتجاوز عدد المسلمين 3%.وقد سبق للدنمارك أن استضافت كاتبة هولندية من أصل صومالي أربأ عن ذكر اسمها كانت قد ألفت رواية سينمائية تسيء بشدة للإسلام، وقد ظهرت علي إحدي المحطات التلفزيونية الدنماركية لتتحدث عن الإسلام بلغة مستهجنة، ثم لم يلبث أن استقبلها رئيس الوزراء وقلدها وساماً وأثني علي جرأتها وآرائها الحرّة.ما سبق كان مقدمات رسمية لحث بعض المحسوبين علي الجنس البشري للتمتع بالامتياز الممنوح لهم سواءً من السماء أو من ملوكهم ورؤسائهم فقاموا بترجمة مكنون أنفسهم إلي إساءات بحق أمة سيد المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم وذلك تيمناً بأبي لهب مع فارق أن الأخير كان معروف النسب، هذه ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي تقوم بها حثالة الأمم بانتهاك مقدسات المسلمين، ولكنها المرة الأولي التي تهب فيها الشعوب العربية والإسلامية في تناغم منقطع النظير لنصرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولم نتفاجأ بموقف المملكة العربية السعودية وليبيا وسورية باستدعاء سفرائهم من تلك الدول خاصة مع ما للسعودية وسورية من موقع في قلوب المسلمين في شتي أنحاء الأرض، ولكم أن تعلموا أنه لو دخل عربي إلي أي مسجد في دول شرق آسيا خاصةً لو كان من المملكة أو الشام لقدمه إمام ذلك المسجد علي نفسه تبركاً به ولاعتقاده أن هذا الرجل من أقارب النبي الأمين وأنه لا ينبغي أن يؤم المصلين بوجوده، هذه البلدان كانت علي مستوي الحدث وسيسجل لها ذلك في ضمير الأمة وليحتسب قادتها أجرهم عند الله لتصديقهم كلامه عز وجلّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الارْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا. ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَي لَهُمْ (محمد:7-11)، إنّ هؤلاء الظالمين المعادين لدين الإسلام ولنبيه محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام هم في حقيقة الأمر يقومون بأكبر جريمة في تاريخ البشرية إذ انهم يحولون بين الناس وبين أكبر نعمة امتن الله بها علي الإنسانية ولكنهم قد طاشت أحلامهم وسفهت وقد ذكر الله أمثالهم في كتابه الكريم: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَي بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (الفرقان:31)الدول الغربية والشرقية يجب أن تعي أن المساس بعقيدة الأمة العربية والإسلامية والتي هي وعاء ضميرها ووجدانها لن يمر كسحابة صيف وينبغي أن تتوقع أنه لن يكون كل أفراد العالم العربي والإسلامي وزراء خارجية وديبلوماسيين كما لن تسري عليهم الأعراف التي يدين بها مجتمعهم الساقط. أتوقع أن الدنمارك والنروج قد سقطتا بكل حماقة بواد غير ذي قرار وها هي سفاراتهم قد أحرقت في دمشق بعد أن كانت لهم واحة من الأمان وهذه بضائعهم قد قوطعت واضمحل سوقهم في المنطقة ويتوقع أن تتفاقم الخسائر التي ستتكبدها شركة آرلا وحدها جراء استمرار المقاطعة بالمنطقة بصفة عامة، لتتجاوز 3 مليارات كرون سنويا (488 مليون دولار).وأستشهد بما جاء علي لسان الخبير الاقتصادي بمصرف يسكه الدنماركي كلاوس بيرن ينسن من أن آلاف فرص العمل مهددة بسبب المقاطعة، وسيكون الوضع تراجيديا إذا طال أمد مقاطعة البضائع الدنماركية بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا يعني أن هذه السياسة يمكنها أن تهز الاقتصاد الدنماركي علي المدي الطويل في حال تعذر إيجاد أسواق بديلة، ويضيف الخبير أن خسارة مليار كرون من أموال الصادرات سيكلف الدنمارك خسارة 1400 فرصة عمل داخل سوق العمل، مضيفا أن مداخيل صادرات الدنمارك وأرباحها السنوية من منطقة الشرق الأوسط تتجاوز 5 مليارات كرون دنماركي سنويا (813 مليون دولار)، ويؤكد أنه في حال طال أمد المقاطعة وتوقف صادرات منتجات الحليب فقط، سيفقد 4000 فرصة عمل بالإضافة إلي خسارة تقدر بحوالي 2.4 مليار كرون في هذا القطاع وحده. قد لا يعجب المرء من عدم تجرؤ أي صحيفة أو حكومة أو كائناً مــــــن كــــان علي المساس بأمور يهـــودية معاصرة ارتــــقت لتصبح La Conceion Extra أو إلي حد التقديس كالمحرقة المزعومة (Holocaust) والتي ما أن يتجرأ أحد علي ذكرها حتي تتـــداعي عليه الأمــــم ولا أريـــــد أن أستـــفيض بهذا الخصوص لدراية معظم الناس بأن الهولوكوست هي وثن (L’Idole) صهيوني أراد له صانعوه أن يكون (هبل الثاني).لكنه لا شك سيقدر صحوة مفاجئة لهياكل الأنظمة المتآكلة والتي لا أدري متي ستقف لتقوم بحفظ بضع قطرات من ماء وجه قد لا تزال تمتلكها، والتي لا زالت (وأقول جازماً) بأنها حتي بعد نشر هذا المقال تتعامي عن نصرة حتي أنفسها ولعلي لن أظلمهم إذا شبهتهم بأطلال امرؤ القيس حين وصفها بقوله: ألمّا علي الربع المقيم بعسعسا كأني أنادي أو أكلم أخرسابقي أن نذكر بالإعــلان العـالمي لحقـوق الإنسان والذي نص علي: الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم .ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلي أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة، ولما كان من الضروري أن يتولي القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلي التمرد علي الاستبداد والظلم فقد نصت بعض مواده علي ما يلي:المادة 26، الفقرة 2 : يجب أن تهدف التربية إلي إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلي تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلي زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.المادة 29، الفقرة 2: يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي.الفقرة 3 من نفس المادة: لا يصح بحال من الأحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.كما نـــذكر بالقرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بتاريخ 12/4/2005 الداعي إلي محاربة تشــوه الأديان ولا سيما الإسلام.The ban of distortion and vicious aacks against religions and especially Islaml’interdiction de la d‚formation et des aaques m‚chantes contre des religions et particuliٹrement l’Islamإستناداً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي وقعت عليه الدنمارك والنروج ولم يذكر أنهما سجلتا أي تحفظ عليه، نطالب المنظمة الدولية باتخاذ الإجراءات التي تقوم باتخاذها عادة لأقل من هذه التطاولات لتثبت أنها لا تزال منظمة دولية وليست مجرد غرفة عمليات أو وكر مظلم لدول الكونسيسيون .ہ كاتب من سورية8