دمشق مرتاحة لنتائج زيارة براميرتس
تقريره سيسلم لمجلس الامن منتصف الشهر المقبلدمشق مرتاحة لنتائج زيارة براميرتس لندن ـ يو بي آي: أعرب مسؤول اعلامي سوري عن ارتياح بلاده للزيارة التي قام بها الي دمشق القاضي البلجيكي سيرج براميرتس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأكد ان التقرير الذي سيسلم الي مجلس الامن حول الامر سيعبّر و بشكل واضح عن تعاون سورية، مشددا علي أن الفصل بين إتهام الافراد والدولة حُسم .وقال يحيي العريضي مدير مركز الاعلامي السوري في لندن ليونايتد برس انترناشيونال الجمعة ان بلاده مرتاحة للزيارة التي قام بها الي دمشق براميرتس أمس، مشدداً علي ان التقرير الذي سيسلمه المحقق الدولي الي مجلس الامن منتصف الشهر المقبل سيعبّر وبشكل واضح عن تعاون سورية مع اجراءات التحقيق .واضاف ان سورية تشعر بالارتياح الآن لأن المنهجية المتبعة وخطوط التحقيقات تركز علي البحث عن الحقيقة معتمدة بآليات عملها علي قضاة يحللون الواقع ويفهمون تركيبة المنطقة ويتحدثون العربية ويعملون في اطار معايير لها مصداقية .وحول المواضيع التي ناقشها براميرتس في دمشق، اجاب العريضي ان القاضي البلجيكي بحث آلية عمل لجنته وتنظيم لقاءاتها المستقبلية مع اي جهة سورية والاستفادة من اللجنة القضائية السورية التي شُكلت العام الماضي لمتابعة اجراءات التحقيق في قضية اغتيال الشهيد الحريري والتعاون معها .وردا علي سؤال عن امكانية ان يلتقي براميرتس الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع، أجاب العريضي لا استبعد ان تكون هناك زيارات اخري للقاضي البلجيكي الي سورية وستحظي بالترحيب .وقال ان اللقاءات التي اجراها القاضي براميرتس مع وزير الخارجية الجديد وليد المعلم ومسؤولين آخرين كانت ايجابية ومثمرة وجيدة جدا وناجحة بناء علي وصف الناطقة باسم لجنة التحقيق الدولية نصرت حسن ومسؤولين في الامم المتحدة وهي توصيفات ليست سورية المنشأ . واوضح ان الايجابية تكمن بمنطقية القاضي البلجيكي وبوجود مصداقية في الطريقة التي يتعامل بها مع اجراءات التحقيق وسعيه للبحث عن الحقيقة الامر الذي ركزت عليه سورية منذ بداية التحقيق وكان السبب الاساسي في اختلافها مع رئيس اللجنة السابق القاضي الالماني ديتليف ميليس والذي اراد تسييس التحقيق بمعزل عن البحث عن الحقيقة وكأن لديه جهة اراد ادانتها بأي شكل .وقال العريضي أن التقرير الذي سيرفعه براميرتس الي مجلس الامن الدولي منتصف الشهر المقبل سيعبّر وبشكل واضح عن تعاون سورية في مسألة التحقيق وسيكون منسجما مع اصرارها علي كشف حقيقة ما ارتُكب في الرابع عشر من شباط (فبراير) 2005 (تاريخ اغتيال الحريري) وألحق اضرارا لم تقتصر علي لبنان وحده، ويستجيب لمستلزمات ومطالب المجتمع الدولي .واستبعد العريضي ان يشير تقرير براميرتس المقبل الي تورط سورية في اغتيال الحريري، مشيرا الي ان عملية الفصل بين الافراد حتي وان شغلوا مناصب، وبين الدولة تم حسمها، فسورية كدولة امر والافراد امر آخر لأن البلد لا يؤخذ بجريرة فرد .وقال حتي ولو حاول التقرير تسمية اشخاص تلبية لضغوطات جهات معينة، تريد وبدون حق الحاق الاذي بسورية، فستكون سورية الدولة بمنأي عما يخططه هؤلاء وعما يضمرونه لها .وأشار المسؤول السوري الي ان بلاده تشهد الآن حراكا سياسيا غير مسبوق وتستعد لاصدار قانون جديد للاحزاب يبدأ باستعدادات داخل حزب البعث ذاته عبر انتخابات ديمقراطية حقيقية ومن دون تدخل من قبل اي جهة .وعما اذا كانت احزاب المعارضة ستشارك في صناعة القرار السياسي مستقبلا، قال العريضي من يمتلك من احزاب المعارضة مشروعا مبنيا علي أسس مدروسة عميقة تستوعب سورية ودورها وتنطلق بها الي الغد الافضل مواجهةًً كل ما يخطط ضدها فليكن شريكا مع البعث الذي يري نفسه قادرا علي تحمل المسؤولية .وأوضح ان ما تسرب عن مشروع قانون الاحزاب لا يمثل الا افكارا اولية لا ترقي لطموحات الحراك السياسي الداخلي المطلوب في سورية والتي يجب ان يكون سقف الوطن مرجعيتها وأساسها .وأردف صحيح ان هناك بعض الثغرات في مشروع قانون الاحزاب لكنني استطيع ان اؤكد ان المشروع ليس نهائيا ومطروحا علي النقاش حاليا وقابلا لاستيعاب كل المساهمات والاجتهادات .وقال مدير المركز الاعلامي السوري في لندن ان ما تعاني منه بلاده الآن لا يتمثل فقط في توصيف سلوكها الداخلي والخارجي بأنه غير مناسب وهو الامر الذي دأبت علي تكريسه الولايات المتحدة، بل علي ان اي خطوة تتخذها دمشق الآن او اي مبادرة تقوم بها يُدار الظهر لها بشكل اوتوماتيكي وتوصف بالسلبية .وشدد العريضي علي ان سورية ماضية في هذا النهج مختارة ان تصمد ويصنف سلوكها بالسلبي علي ان ترضخ لمشيئة الآخرين وتنفذ مخططاتهم لكسب الرضي وتوصيف سلوكها بالايجابي .