دمج شركتي «القدِيَّة» و«سفن» أحدث محاولة لتسريع إنجاز مشاريع السعودية المكلفة بتطوير قطاع الترفيه والسياحة

حجم الخط
0

 الرياض – رويترز: قالت مصادر لرويترز أمس الثلاثاء إن «شركة القدِيَّة للاستثمار» السعودية، المسؤولة عن تطوير مشروع ترفيهي ضخم في صحراء القدِيَّة في المملكة العربية السعودية بالقرب من الرياض، تعتزم دمجها مع «شركة مشاريع الترفيه السعودية (سفن)» في محاولة لتسريع إنجاز المشروع الذي يتكلف مليارات الدولارات.
وذكر بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن عملية الاستحواذ تهدف إلى «الاستفادة من تضافر الأعمال بين الشركتين».
وقال مصدر آخر، رفض كشف هويته نظراً لحساسية الموضوع، إن هذه الخطوة تهدف إلى إنجاز أهم مشاريع القدِيَّة، ومن بينها إستاد رياضي ضخم من المفترض أن يكون جاهزاً لاستضافة كأس العالم عام 2034.
وتواجه جهود السعودية الكبيرة لتطوير صناعة الترفيه والسياحة تأخيرات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى تأخر مشروع القدِيَّة عن موعده المقرر لسنوات.
ويُعَوِّل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس صندوق الثروة السيادي السعودي المعروف أيضاً باسم «صندوق الاستثمارات العامة» والذي تبلغ قيمته 700 مليار دولار، على المشاريع الترفيهية مثل القدِيَّة في مسعى للتحول من اقتصاد يعتمد بشكل رئيسي على النفط إلى اقتصاد متنوع في إطار «رؤية2030».
ومع اقتراب المواعيد النهائية للفعاليات الكبرى التي ستستضيفها السعودية مثل دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية الشتوية 2029، ومعرض إكسبو العالمي 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034، تتزايد الضغوط لإنجاز هذه المشاريع وتحويلها من مجرد حملات تسويقية براقة إلى مشاريع مكتملة.
وقال المصدر إن «الإعلان عن استضافة كأس العالم لكرة القدم كان من أسباب قرار دمج الشركتين»، وأضاف أن «صندوق الاستثمارات العامة» كان حريصاً على الحفاظ على سمعة الشركة من خلال الدمج. وتابع قائلا «إنهم لا يريدون إظهار (القدِيَّة) على أنها فاشلة».
وكانت شركة «سفن» قد افتتحت أول سينما في السعودية بعد أكثر من 35 عاماً من الحظر الرسمي على السينما في البلاد، بالشراكة مع شركة «إيه.إم.سي الأمريكية»، وهي إشارة مبكرة إلى أن السعودية تتطلع إلى الانتقال في اتجاه جديد.
وكان مشروع القدِيَّة واحداً من أبرز «مشاريع جيجا» التي تم الإعلان عنها في عام 2018 وكان من المقرر افتتاحه في عام 2022 وجذب 1.5 مليون زائر لكن تم تأجيل افتتاح المتنزهين الترفيهيين «سيكس فلاغز» و»أكوا أرابيا» إلى عام 2025.
وتأتي صفقة دمج الشركتين بعد قرارات اتخذتها الحكومة السعودية بإعطاء الأولوية لبعض المشاريع على حساب الأخرى إذ يواجه الاقتصاد صعوبات في التعامل مع عجز متوقع قدره 79 مليار ريال سعودي (21.06 مليار دولار).
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض في أبريل/نيسان «هناك تحديات…سنغير الخطة، ونتكيف، ونمدد بعض المشاريع لفترة أطول، ونقلص حجم بعضها، ونسرع تنفيذ البعض الآخر».
ولم ترد الشركة على أسئلة رويترز بشأن ما إذا كانت عملية الاستحواذ لها علاقة بتأخير المشروع.
ويمتلك «صندوق الاستثمارات العامة» شركة «القدِيَّة للاستثمار»، وكان المالك السابق لشركة «سفن» قبل الخطوة التي جرت أمس الثلاثاء.
وقال البيان إن شركة «سفن» ستبقى تحت مظلة «صندوق الاستثمارات العامة»، الذي يموّل العديد من المشاريع المستقبلية.
وفي الوقت الراهن، يواجه ولي العهد السعودي تحديات في خطته للتخلص من الاعتماد الكبير على النفط في اقتصاد المملكة البالغ حجمه 1.11 تريليون دولار. ويواجه مشروع «مدينة المستقبل» في منطقة نيوم الاقتصادية صعوبات فيما تعاني «القدِيَّة» تأخيرات وتغييرات متكررة في الإدارة.
ويتضمن مشروع القدِيَّة المعروف أيضاً باسم «مدينة اللعب» مدينة ترفيهية تضم متنزه «سيكس فلاغز» و»دراغون بول-زد بارك» وساحة للرياضات الإلكترونية، فضلاً عن العديد من الفنادق والمنتجعات الجديدة وحلبة جديدة لسباقات الفورمولا1 تمتد عبر المُجَمَّع.
وقال مصدر مُطَّلِع «لقد فات الموعد النهائي، وكان من المفترض افتتاح المشروع في الأمس»، موضحاً أن عملية الاستحواذ تستهدف تسريع تنفيذ المشروع.
(الدولار يساوي 3.75 ريال).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية