دراسة: صدام قلل من امكانية هجوم بري امريكي وكان يخشي من انقلاب
جنرالات تخفوا بزي مؤرخين عسكريين وقابلوا 110 مسؤولين في النظام السابقدراسة: صدام قلل من امكانية هجوم بري امريكي وكان يخشي من انقلابلندن ـ القدس العربي : يقول التاريخ السري الذي اعدته وزارة الدفاع الامريكية عن الاستراتيجية التي اعتمدها صدام حسين، الرئيس العراقي السابق للدفاع عن بغداد ان صدام كان مسكونا بهاجس الانفلات الامني، والفوضي الداخلية اكثر من اهتمامه بالضربات الامريكية. وقال التقرير الذي سيصدر في كتاب قريبا، وكشف فيه عن تعاون الماني ـ امريكي في الغزو ان الرئيس السابق رفض الاستجابة لطلبات عدد من قادة جيشه تعزيز دفاعات بغداد، وتدمـــير عدد من الجسور علي نهر الفرات لتــعويق تقدم القوات الامريكية. ويقول التاريخ الذي نشرت اجزاء منه صحيفة نيويورك تايمز ان صدام والمجموعة المقربة منه كانت لديها خططها للدفاع عن بغداد، حيث كانوا يعتقدون ان الخطر القادم من داخل العراق وليس خارجه ولهذا السبب فضل الابقاء علي الجسور كما هي حتي يتسني له ارسال القوات حالة اندلاع الفوضي والاضطرابات، وجاء الامر بتدمير الجسور متأخرا. ويري التقرير السري ان خطط صدام الدفاعية كلها فشلت، ولم يصمد امام قوات الغزو الا فرق فدائيي صدام التي اثبتت قدرة قتالية عالية، وانضم افرادها للمقاومة فيما بعد. ويقول التقرير ان صدام لم يكن يثق بقادته او جنوده ولهذا ابقاهم في الظلام، ولم يخبرهم عن اسلحة الدمار المزعومة الا في اللحظات الاخيرة، حيث قال ان العراق ليست لديه مشاريع من هذا النوع، كما انه اختار جنرالا غير قادر ومدمن علي الخمر قائدا للحرس الجمهوري، وقام صدام بادارة الحرب بطريقته حيث لم يسمح للقادة بنقل او تحريك الوحدات العسكرية، ولم يكن بمقدور الوحدات التواصل مع بعضها البعض. وتم جمع المعلومات عن استراتيجية صدام من قبل جنرالات امريكيين تخفوا بزي المؤرخين الحربيين حيث قابلوا 110 من المسؤولين العراقيين والجنرالات السابقين في الجيش، وتقول الصحيفة ان بعض الجنرالات تمت دعوتهم الي حفلات غداء وعشاء باذخة لدفعهم للتصريح بالمعلومات التي بحوزتهم، فيما تمت مقابلة عدد اخر في المعتقل الذي يعتقل فيه قادة النظام السابق في مطار بغداد الدولي، وفي سجن ابو غريب. ويتعامل العسكريون الامريكيون مع الشهادات التي قدمها الضباط والجنرالات السابقون بانها صادقة، نظرا لتشابهها، ولان الجيش الامريكي حصل علي 600 وثيقة. وقام باعداد الوثيقة الامريكية مسؤولون في هيئة الاركان المشتركة، حيث تم الانتهاء منها في نيسان (ابريل) 2005. وتحمل الوثيقة عنوان مفاهيم عراقية عن عملية تحرير العراق: العمليات العسكرية الكبيرة ، وتظهر ان صدام حسين قلل من امكانية حدوث عملية غزو كبري. وتنقل الوثيقة عن طارق عزيز، وزير الخارجية السابق، ونائب رئيس الـــوزراء ان صدام حسين ظل يعتـــقد حتي قبل الحرب باسابيع ان الــــولايات المتحدة لن تستخدم القوات البرية لان امريكا تخشي من الخسائر.وتقول الوثيقة ان صدام حسين الذي اخرجت قواته من الكويت عام 1991 كان معنيا اكثر بحدوث انتفاضة وقلاقل في الجنوب كما حدث بعد حرب الخليج. وكان عدد من العسكريين العراقيين، قد اقترحوا علي صدام خطة حرب تقوم علي استراتيجية القيام بعمليات عسكرية اثناء الانسحاب، تماما كما فعل الروس مع نابليون وهتلر، الا ان صدام رفض المقترحات. كما كان صدام قلقا من الجارة الشرقية، ايران التي كان يشك بقيامها بتطوير اسلحة نووية. وتنقل الوثيقة عن طارق عزيز قوله ان صدام كان قلقا من التوترات الداخلية، خاصة من العشائر العراقية، قبل واثناء وبعد الهجوم الامريكي. ويعتقد ان صدام اتخذ عددا من الاجراءات وذلك للحد من وقوع الحرب، حيث امتنع عن تلغيم الخليج العربي، وذلك حتي لا تتخذ امريكا هذه الخطوة كذريعة لضرب قيادته المشتركة. وتقول الدراسة ان صدام حسين اخبر قادته في كانون الاول (ديسمبر) 2002 انه لا يملك اسلحة دمار شامل، حيث اراد منهم عدم الاعتماد علي هذه الاسلحة المزعومة. ومع اقتراب الحرب، وزع صدام ميليشيات فدائيي صدام علي عدد من مناطق الجنوب، ، وقسم العراق الي اربع مناطق كل منطقة اعطي مسؤوليتها لواحد من المقربين منه. وتم نشر القوات النظامية قرب المناطق في كردستان، والحدود مع ايران، ولم يسمح الا لقوات الحرس الجمهوري بالدخول لبغداد. وينقل التقرير عن سلطان هاشم احمد، وزير الدفاع انه اصبح مساعدا لقصي، يجمع معلومات متفرقة، كما اخبر المحققين معه. واختار صدام برزان عبد الغفور مجيد التكريتي لكي يقود الحرس الجمهوري، مع انه لم يكن مجربا. وحتي عندما بدأت الحرب، تم وضع الكثير من القيود علي اتصالات الوحدات والفرق مع بعضها البعض وذلك لتقليل امكانية حدوث انقلاب. ويقول التقرير ان صدام حسين لم يتعامل مع الوضع بجدية حتي عندما كانت القوات الامريكية تتحرك شمالا مع ان فدائيي صدام قاموا بعمليات ادهشت القوات الغازية. ويتحدث طارق عزيز عن اجتماع في حي المنصور، مع المجموعة المقربة له، وطلب من عزيز قراءة رسالة وبدا فيها صدام مهزوما. وتتحدث الدراسة ان قادة الجيش لم يكونوا يتوقعون تقدم القوات الامريكية لبغداد، حيث قالوا ان الحرب ربما توقفت عند البصرة او العمارة.