دراسة تتهم بلير باستخدم التهديدات الارهابية التي تواجه بريطانيا لخدمة اجندة حكومته السياسية
عمل علي استمالة الصحافة اليمينية.. واجهض اي اجماع برلماني مع المعارضةدراسة تتهم بلير باستخدم التهديدات الارهابية التي تواجه بريطانيا لخدمة اجندة حكومته السياسيةلندن ـ القدس العربي :قال تقرير موسع في صحيفة الاندبندنت ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استخدم التهديدات الارهابية التي تواجه بريطانيا لخدمة اجندة حكومته السياسية.وقال التقرير ان بلير قام بالتلاعب بالمعلومات الامنية وطريقة تقديمها الي الرأي العام، والتي قام بتقديمها للصحافة اليمينية المتطرفة، كما قام باجهاض اي اجماع برلماني مع المعارضة حــول الارهاب.ونشرت الصحيفة مقتطفات من تقرير اعده بيتر اوبورن، بعنوان استخدام وانتهاك الارهاب ، ونشره مركز دراسة السياسات، وفيه فحص لسياسات الحكومة واجراءاتها مع الاجهزة التنفيذية، الشرطة ووكالات الاستخبارات في حالة التأهب لوقوع هجمات التي اعقبت الهجمات التي نفذتها القاعدة في امريكا في 11 ايلول (سبتمبر) 2001. ويظهر التقرير كيف قامت الحكومة واجهزتها الامنية باستغلال الخوف والقصص المثيرة للذعر لدعم سياساتها، مثل مؤامرة زيت الخروع الريسين والتي تم فيها اعتقال عدد من الجزائريين في شمال غرب لندن، وخطط لتفجير ملعب اولد ترافورد .ويحلل ابورون بناء علي شهادات من مصادر اولية مطلعة، عملية التلاعب والانحراف التي مارستها الحكومة، ويتوصل الي نتيجة مفادها ان العمال الجدد، قاموا بمحاولة تسييس الارهاب، واستخدامه لاغراض ضيقة تخدم الحزب فقط، وعددا قليلا جدا من المواطنين يصدقون الان ما يقوله رئيس الوزراء والحكومة، والشرطة ووكالات الاستخبارات فيما يتعلق بالقضايا الامنية . ولاحظ التقرير ان سياسات توني بلير، ومبادراته المتعلقة بالارهاب تمت علي عجل وبدون تفكير، وبعض الاجراءات التي اتخذتها حكومته ثبت انها فاشلة او لا يمكن تطبيقها. وفي حادثة الرايسين في بداية عام 2003 بدا واضحا ان الحكومة استخدمتها لاغراض الدعاية حيث ثبت انه لم يعثر علي اي مادة رايسين في منطقة وود غرين بل مواد يمكن استخدامها في انتاج مادة زيت الخروع.ونفس الامر يقال عن مؤامرة تدمير استاد اولد ترافورد في نيسان (ابريل) 2004، حيث كان خبرا مثيرا مع انه لا يحمل ولو ذرة من الحقيقة.ومع ان 400 عنصر من عناصر الشرطة قاموا بعمليات مداهمة لبيوت ومحلات تجارية في مدينة مانشستر، حيث تم اعتقال ثمانية اشخاص مع حدث وبعد تحقيق مكثف معهم، تم اطلاق سراحهم بعد ايام.ويبدو ان مصدر التهديد او القصص التي رفضت السلطات الامنية مناقشتها كان تحقيقا مع شاب كردي احتفظ بصور لنادي مانشستر يونايتيد، وبطاقات دخول للاستاد، حيث اجاب الشاب علي اسئلة بريئة، ومع ذلك تم استخدام هذه الاجابات للحديث عن مؤامرة كبيرة، وادت العملية الي حملة معادية للمسلمين في المنطقة، حيث فقد الاشخاص الذين اعتقلوا اعمالهم وبيوتهم ولم يتم الاعتذار لهم من قبل الشرطة. وبنفس الاتجاه، ينتقد التقرير عدم اهتمام بلير، باللجان وتوصياتها التي اعلن عنها في ضوء تفجيرات لندن في الصيف الماضي، عندما قام بانشاء لجنة عمل من قيادات مسلمة لدراسة وتحليل اسباب التطرف داخل الجالية المسلمة، ووجد اعضاء اللجنة انفسهم امام مهمة مستحيلة، حيث طلب منهم تقديم تقرير في فترة قصيرة، اضافة الي ان بلير بدأ يتحدث عن خطط واجراءات قبل ان يتم تقديم التقرير.ويعتقد الصحافي الذي اعد التقرير ان الحكومة فشلت في تقديم الحقيقة للشعب البريطاني عن التهديد الارهابي، بل ان التشخيص الخاطئ للاسباب قاد لردود فعل خاطئة وفاشلة، والاهم من ذلك، هو رفض توني بلير المستمر للربط بين العمليات الارهابية والتطرف والتورط البريطاني في غزو العراق.ويري التقرير ان هزيمة توني بلير في مجلس العموم ولمشروع قانونه للابقاء علي المعتقلين في الاحتجاز مدة تسعين يوما بدون محاكمة اشارت الي ضعف رئيس الوزراء، ومع ان الكاتب يري هذا الا انه يشير لاتجاه اخر، وهو انهيار الثقة التي يوليها الجمهور للحكومة والشرطة والوكالات الامنية. ويري التقرير ان بلير اعطي فكرة خاطئة عن المعلومات الامنية الي الشعب البريطاني واستغل فرصة ذهبية لتحقيق إجماع بين الاحزاب السياسية حول الارهاب في اعقاب تفجيرات لندن واستمال وسائل الاعلام اليمينية. وفي الوقت الراهن تواجه بريطانيا تهديدات غير مسبوقة في خطورتها من طرف عناصر إرهابية في الداخل والخارج. والحال أننا نحتاج لمنح ثقتنا لرجال السياسة. إلا أن هذه الثقة تمت خيانتها.