دبي: قصة نجاح لنمر اقتصادي اوجد موطنا للبدائع وضاعف ناتجه المحلي ثلاث مرات خلال 10 سنوات

حجم الخط
0

دبي: قصة نجاح لنمر اقتصادي اوجد موطنا للبدائع وضاعف ناتجه المحلي ثلاث مرات خلال 10 سنوات

دبي: قصة نجاح لنمر اقتصادي اوجد موطنا للبدائع وضاعف ناتجه المحلي ثلاث مرات خلال 10 سنواتدبي ـ من كريستيان شيز: تبدو امارة دبي، بجزرها الاصطناعية ومنشأة التزلج التي اقامتها في قلب الصحراء وبرجها الذي يجري بناؤه ليرتفع الي ما يفوق 700 متر، موطنا لكل البدائع ونمرا اقتصاديا حقيقيا في المنطقة .وبحسب ارقام رسمية نشرت في نهاية كانون الاول (ديسمبر) فان الامارة، التي تعد حوالي 1.2 مليون نسمة علي الساحل الجنوبي للخليج قبالة ايران، شهدت في 2005 نموا اقتصاديا هائلا بلغ 16 بالمئة ما يشكل رقما قياسيا عالميا بكل تأكيد.وقالت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي ان اجمالي الناتج الداخلي تضاعف ثلاث مرات في عشر سنوات ليبلغ 136 مليار درهم (37 مليار دولار).وهذا النمو الكبير ناجم عن استراتيجية انمائية قوية اطلقت قبل عشرين عاما علي يد الحاكم الجديد للامارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (56 عاما) الذي خلف تلقائيا اخاه الاكبر الشيخ مكتوم علي رأس الامارة.والشيخ محمد، الذي كان يحكم الامارة فعليا ويسير مؤسساتها، استطاع ان يحول هذه المدينة المرفأ الهادئة الي عملاق اقتصادي اقليمي تقارن في كثير من الاحيان بـ النمور الاسيوية وخاصة سنغافورة.وتقوم استراتيجية الشيخ محمد علي حقيقة اقتصادية تؤكد ان دبي، وبخلاف امارة ابو ظبي المجاورة التي تنتج اكثر من 90 بالمئة من نفط الامارات، لا تملك الا النزر اليسير من النفط وبذلك فان تنويع اقتصادها يصبح ضرورة.ويبدو ان الشيخ محمد كسب الرهان: ففي سنة 2005 لم يعد يمثل قطاع النفط الا 5.8 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي رغم زيادة عائداته بنسبة 18 بالمئة بفضل ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية.واصبحت دبي مركزا سياحيا ليس اقليميا وحسب وانما عالميا ايضا تجلب اليه شركة طيران الامارات التابعة لحكومة دبي زوارا يتمتعون بقدرات شرائية عالية ويمضون اوقاتهم بين الفنادق من فئة خمس نجوم ومراكز التسوق ومراكز التسلية.وجعلت هذه النهضة الاقتصادية من المدينة التي تتمدد بالطول بين البحر والصحراء، ورشة عمل ضخمة ينشط فيها مئات آلاف العمال الآسيويين الذين يقبضون اجورا متدنية جدا مقابل عمل متواصل لانجاز هذه المشاريع الضخمة. واكثر هذه المشاريع جرأة هو مشروع العالم وهو عبارة عن حوالي 300 جزيرة اصطناعية اقيمت علي بعد بضع كيلومترات من ساحل دبي التي تبدو من الجو علي شكل الكرة الارضية. ويبلغ متوسط سعر كل من هذه الجزر 25 مليون دولار.وقبالة هذه الجزر يقع فندق برج العرب الذي يقدم علي انه الفندق الوحيد من فئة 7 نجوم في العالم. وعلي الرغم من ان معدل اسعار قضاء ليلة فيه هو 6000 درهم (1650 دولارا)، فان الفندق كان محجوزا بالكامل في احتفالات نهاية السنة من قبل زبائن اغلبهم من الاوروبيين.من جانبها تبني شركة إعمار العقارية العملاقة برج دبي الذي سيزيد ارتفاعه عن 800 متر، وان كانت الشركة تحتفظ بارتفاعه النهائي سرا مما سيجعل منه اعلي برج في العالم. كما توجد في دبي محطة تزلج علي الجليد تم تدشينها الشهر الماضي في وسط مركز تجاري.هذا النهوض الاقتصادي الذي لا مثيل له في المنطقة، جعل من دبي مقصد عمل بالنسبة الي رعايا دول جنوب شرق اسيا وخاصة الهند وباكستان.ويشكل الاماراتيون اقل من 20 بالمئة من سكان دبي في حين يشكل الاسيويون اكثر من 60 بالمئة.غير ان لهذه المعجزة الاقتصادية جوانبها السلبية. فقد شهدت دبي السنة الماضية ظاهرة غير معتادة تمثلت بتعدد اضرابات العمال خاصة في ورش البناء رغم ان النقابات محظورة في دبي حيث تهيمن قوانين السوق.وبدأ الكشف عن الظروف السيئة لعمل هؤلاء العمال الاجانب الذين لا تزيد اجور الكثيرين منهم عن 200 دولار شهريا، يلقي بظلاله علي الصورة البراقة التي رسمتها دبي لنفسها مما جعل المسؤولين يسعون الي ترتيب هذا القطاع.4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية