خلافات بين مصر وسورية حول المقر الدائم ودمشق استأثرت به.. الزهار حل مكان الدويك.. وحضور نسائي خليجي لافت
مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب بالبحر الميت.. تغيب ستة برلمانات.. جفاء بين النواب والصحافيين الاردنيين.. وبعض رؤساء الوفود يصطحبون زوجاتهمخلافات بين مصر وسورية حول المقر الدائم ودمشق استأثرت به.. الزهار حل مكان الدويك.. وحضور نسائي خليجي لافتعمان ـ القدس العربي ـ من هديل غبّـون: لم تكن مقدمات وبرنامج عمل الدورة 47 لمجلس الاتحاد البرلماني العربي والمؤتمر الثاني عشر للاتحاد البرلمانيين العرب، الذي افتتح أعماله في منطقة البحر الميت في الأردن الاثنين، محور أحاديث الصحافيين المشاركين من الدول العربية عامة والأردنيــين خاصة، ليتصدر بدلا عن ذلك التذمر من الاكتظاظ والاصطفـاف في طابور يضم العشرات من الصحافيين علي أمل نيل فرصة استخدام احد جهازي حاسوب اوفاكس يتيم ، لاعداد تغطياتهم الصحافية وبثها. حالة من الاستياء والاحباط العام القت بظلالها علي اجواء المؤتمر خلال توافد الوفود البرلمانية الي مقره بالبحر الميت الذي كان ايضا مثار جدل حول سبب عدم عقده في العاصمة عمان، وبرزت مشاهد عديدة رصدتها القدس العربي ألحت بطرح تساؤل كبير حول أسباب تخبط جاهزية أعمال مؤتمر علي درجة عالية من الأهمية باعتباره خطوة أولية علي طريق تأسيس برلمان عربي موحد تحدثت عنه الجامعة العربية.وعلي صعيد المشاركة الاردنية، سدت الافق شكاوي الصحافيين الاردنيين الذين عبروا عن ضجرهم من اهمالهم من قبل ادارة المؤتمر، حيث لم تتوفر اي من وسائل الدعم الفنية والاعلامية باستثناء جهازي حاسوب وفاكس تعطل مرارا، وتزاحم علي استخدامه نحو 100 صحافي مشارك وفقا لما ورد علي لسان عدد من الصحافيين المشاركين في تغطياتهم الصحافية الذين لم يتوانوا حتي عن سرد معاناتهم مكتوبة في الصحف اليومية الاردنية الصادرة امس. في سياق ذلك، انتهز العديد من الصحافيين القول ان الاصطفاف علي اجهزة الحاســــوب والفاكس منح فرصة لهم خلال ساعات الانتــظار الطويلة، لرصد بعض الطرائف في كواليس المؤتمر رغم الاستياء، بما في ذلك الاستماع الي لهجات عربية متنوعة تصارعت علي الاجهزة، واصابة الكثيرين بحالة عصبية وتوتر نتيجة تعطل الفاكس مرارا وتأخر بث المواد الاعلامية للمؤسسات المعنية. أما حالة الجفاء التي سادت بين نواب الوفد الاردني والصحافيين الاردنيين، فكانت الحدث الابرز الذي استاء منه الصحافيون وتساءلوا عن سببها، حيث حرصت الوفود العربية البرلمانية المشاركة علي اصطحاب طواقم اعلامية وصحافية متكاملة لمتابعة الحدث كإجراء بروتوكولي ثابت ملازم لمثل هذا النوع من المؤتمرات خاصة اذا كان الاردنيون هم المستضيفـــين له، اذ ظهـــــر الوفد البرلماني الاردني وحيدا منعزلا عن اي صحافــيين اردنـــــيين منذ التحضيرات الاولي للمؤتمر، وبلغت حالة الجفاء اقصي درجاتهــــــا والاستهجان منها، في تصرف النائب الاردني غالب الزعبي الذي اعلن رفــــضه امام جمهور الصحافيين الاردنيين ركوب الباص نفسه المخصص لنقل الصحافيين الي البحر الميت، ليسارع موظفون في مجلس النواب الي تأمين سيارة خاصة لنقله الي موقع المؤتمر. وضمن ردود فعل الصحافيين الأردنيين علي ماجري، فقد اعتبر البعض ان تعامل مجلس النواب الاردني مع المؤتمر صحافيا ومهنيا احاطته حالة من السرية والتكتم لا مبرر لها، ولم يفلحوا بفك لغزها حتي عندما تدفق عدد منهم الي مكتب امين عام مجلس النواب للاستفسار عن سبب سوء الترتيب والتنسيق وعدم اطلاعهم علي فعاليات المؤتمر واعماله، حيث تلقوا وعودا بترتيبات افضل في اليومين اللاحقين لم تتحقق حتي الاثنين اليوم الثاني للمؤتمر، ولم يتم تخصيص اي كادر وظيفي لتسهيل مهمة عمل الصحافيين العرب والاردنيين، باستثناء مدير المكتب الاعلامي في مجلس النواب وموظف آخر في المكتب.ولعل من اهم التجاوزات البروتوكولية الاخري التي سجلت في المؤتمر، غياب برنامج عمله عن مداخل المؤتمر، كما سجل العديد من الصحافيين ملاحظاتهم الممزوجة بالاحتجاج علي حجز بعض موظفي مجلس النواب الاردني غرفهم والمبيت فيها قبل يوم من المؤتمر، اضافة الي ملاحظات حول حجز مجلس النواب غرفا لبعض النواب واستثناء اخرين. اما علي صعيد المشاركة العربية، فسجلت حالة الاختلاف بين الوفود العربية نمطا مغايرا، تمثل في اختلاف الدول العربية علي اختيار المقر الدائم للاتحاد بين القاهرة ودمشق، وتأججت لذلك رغبتان متضادتان قبل ان يستقر الخيار علي اعتماد دمشق مقرا للاتحاد، حيث عبرت سورية عن رغبتها بإنشاء مقرين منفصلين علي أراضيها، فيما أرادت مصر الفوز بأحد المقرين. وانسحبت الخلافات علي طبيعة المشاركة للوفود بما ينسجم مع طبيعة الاوضاع السياسية الداخلية او الخارجية التي تمر بها الدول الست الغائبة عن المشاركة وكان لكل دولة مبرراتها بعدم المشاركة، حيث غاب البرلمان الليبي لاسباب خلافية مع رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب نبيه بري بسبب اتهامات جهات لبنانية لطرابلس بوقوفها وراء قضية الزعيم الشيعي اللبناني الصدر، بينما غاب البرلمان العراقي عن المشاركة لعدم نجاحه بعقد جلسة واحدة للمجلس الوطني منذ الانتخابات التشريعــية وفشله في تشكيل مكتب دائم رغم محـــاولات الاحتلال الأمريكي الطاحنة والمستميتة لاستعادة السلطة التـــشريعية في العراق دورها السياسي، ولم يختلف الحال كثيرا بالنسبة للـــــبرلمان الموريتاني الذي غاب لسبب واضح وقوي يعادل قوة انحلال برلمانه منذ وقوع الانقلاب العسكري في البلاد ومنع تشكل البرلمان بعدها. أما برلمانات جزر القمر والصومال وجيبوتي، فعزت كل منها عدم مشاركتها إلي سوء الأوضاع الداخلية في بلدانها. وكان للحضور النسائي نصيب لافت علي مستويين رسمي وغير رسمي، حيث شوهدت زوجة رئيس البرلمان المصري احمد فتحي سرور بصحبته خلال المؤتمر اشتمل مشاركتها بعض من الاجتماعات الرسمية، كذلك الأمر بالنسبة لزوجة كل من رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش. الا ان الحضور النسائي الخليجي قد نال نصيب الأسد بحضور الشيخة حصة بنت خليفة بنت حمد آل ثاني المقرر الخاص المعني بالإعاقة التابع للأمم المتحدة كممثلة عن مؤسسات المجتمع المدني في قطر وليس البرلماني، وكانت محط جذب من السياسيين والبرلمانيين المشاركين ورؤساء الوفود العربية بهدف التنسيق فيما يخص قطاع عملها. وفلسطينيا، لم يستطع فضول المشاركين من الصحافيين او البرلمانيين من الاستفهام والاستفسار دون علانية واضحة عن سبب عدم مشاركة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك الذي كان من المفترض مشاركته في المؤتمر ليحل محله محمود الزهار رئيس كتلة حركة المقاومة الاسلامية حماس في المجلس التشريعي، لتصب الشكوك التي أثارها بعض المراقبين والمحللين في أروقة المؤتمر في خانة استبعاد الدويك في ظل حالة الشد والجذب السياسية الدائرة بين السلطة السياسية الأردنية والفلسطينية وتحديدا حركة حماس، وبقي التساؤل العلني محظورا حول ما منع الدويك من حضور المؤتمر. وفي سياق متصل أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة امس ان حضور حركة حماس في المؤتمر يأتي من صفتها البرلمانية دون ان يتم تحديد اي مشاورات ثنائية بينها وبين الحكومة الأردنية. الانقسام والاختلاف وحالة التشرذم العربية التي غلبت أجواء المؤتمر، انسحبت كذلك علي عدم مشاركة ست منظمات برلمانية عربية وإقليمية هي رابطة مجالس الشيوخ العربية والإفريقية والاتحاد البرلمانيي الإفريقي ومجلس الوحدة الاقتصادية ومجلس الشوري لاتحاد المغرب العربي ومنتدي برلمانيي إفريقيا والعالم للسكان والتنمية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب إضافة إلي المقرر الخاص المعني بالإعاقة في الأمم المتحدة.