خطة كديما باعطاء الفلسطينيين كيانا قزما في 50 % من المناطق هي نقل دقيق لخطة الليكود
خطة كديما باعطاء الفلسطينيين كيانا قزما في 50 % من المناطق هي نقل دقيق لخطة الليكود عرض ايهود اولمرت مؤخرا أسس الخطة السياسية لـ كديما ـ وهي الانسحاب من مناطق فلسطينية مكتظة، مع تحصن اسرائيلي في الكتل الاستيطانية (شرقي القدس، وغوش عتصيون، ومعاليه ادوميم، واريئيل) وفي غور الاردن. إن خطة كديما التي تهدف الي اقامة كيان فلسطيني قزم في 50 في المئة من مناطق الضفة، يكون محاطا من كل وجه بسيطرة اسرائيلية، يماثل تماما خطة الليكود السياسية، وهي ثمرة الرؤيا المتصلة لأحد أفراد الليكود وهو ارييل شارون.اذا تجاوزنا الشعارات عن المصالح الوطنية، والديمغرافيا والأمن، فان نظرا متنبها في الخطة يُذكر في الأساس باحتيالات اوسلو. فكما كان الأمر آنذاك الافتراض المخطوء اليوم ايضا هو أن وجود جزائر فلسطينية محاطة بسيطرة اسرائيلية يستطيع أن يُحسن الوضع الأمني ـ السياسي للشعبين. وكما في اوسلو، الآن ايضا هذا برنامج لتدهور آخر. في اتفاق اوسلو حصلت السلطة الفلسطينية علي سيطرة علي 64 جزيرة من المنطقتين (أ) و(ب)، محاطة بالمناطق (ج)، التي هي نحو 60 في المئة من الضفة، والتي بقيت تحت سيطرة اسرائيلية تامة. مكّن هذا الوضع من مضاعفة المستوطنات في المناطق (ج)، وبدأ تقسيم الضفة الي مناطق ثانوية، الحركة بينها محدودة بحواجز وبنظام شوارع التفافية لليهود فقط. وكما كانت الحال آنذاك اليوم ايضا المحاولة هي تقسيم الكعكة وإبقاؤها كاملة. تحاول اسرائيل أن تطرح عن نفسها المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين الفقراء، واليائسين، الذين يعارضون الاحتلال الاسرائيلي، ولكنها بمقابلة ذلك ترفض تمكينهم من استقلال حقيقي. تزعم اسرائيل أن لها مصلحة في السيطرة علي المستوطنات الكبيرة وعلي شرقي القدس، لكن لا يُتحدث عن مصلحة أمنية أو سياسية، بل عن عدم قدرة علي التحرر من شهوة الاستمرار في السيطرة علي الارض. التقسيم في دولتين علي أساس خطوط 1967 سيترك في أيدي الفلسطينيين 22 في المئة فقط من فلسطين التاريخية، وهو منطقة مقسومة، ستشتمل علي القطاع والضفة. لكن هذه المنطقة ايضا تقضمها اسرائيل من كل وجه، وكأن مستقبلها مُعلق باستمرار وجود اريئيل، أو بالسيطرة علي حي بيت حنينا في القدس الشرقية. فضلا علي أنه لا يوجد لاسرائيل امتياز حقيقي في السيطرة علي هذه المناطق، الحديث عن توجه يتجاهل مباديء العدل الأساسية. الامتياز العسكري العظيم لاسرائيل علي الفلسطينيين، والحلف مع الولايات المتحدة، يُمكّنانها من تجاهل حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير والحياة بكرامة في دولة لهم. تضطرهم اسرائيل الي العيش في سجون كبيرة، حينما تسيطر علي المداخل والمخارج. هذا وضع لا يعدو أن يُسهم في زيادة اليأس في الجانب الفلسطيني وفي ضعضعة الاستقرار والأمن. إن الرغبة في الاستمرار في ضم المناطق، بإزاء الاعتراف بعدم القدرة علي الاستمرار في السيطرة علي البشر، يفضيان الي خطط غامضة، ليس فيها أي منطق ورؤيا حقيقية. إن تكرار الشعار المتآكل عن الانفصال لا ينجح في اعطاء إجابات حقيقية للسؤال، كيف نصل الي وضع يكون فيه للتحرر الفلسطيني من السيطرة الاسرائيلية مضمون حقيقي، لا وهمي فقط. ليست الصيغة المناطق مقابل الأمن والسلام، بل الاستقلال مقابل السلام والأمن. ومثل رابين في أعقاب الانتفاضة الاولي، تدرك الاحزاب اليوم ايضا أن عليها أن تفعل شيئا ما، ولكن كما كانت الحال آنذاك فانها اليوم ايضا لا تنجح في فعل الشيء الصحيح.عادي دغانالناطقة عن ائتلاف نساء من اجل السلام(معاريف) 22/2/2006