‘خطبة الوداع’ لفياض تدعو الفلسطينيين للذهاب للانتخابات العامة لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية المفقودة منذ عام 2007

حجم الخط
1

رام الله ـ ‘القدس العربي’ حرص رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض على ان يوجه ‘خطبة الوداع’ لابناء شعبه في اخر كلمة له كرئيس للوزراء بعد ان قدم استقالته السبت الماضي للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقبلها الاخير وكلفه بتسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
وطالب فياض بالاحتكام لصندوق الاقتراع لانهاء الانقسام الداخلي المتواصل منذ منتصف عام 2007 والتي فشلت كل الاتفاقيات والجهود في انهائة لغاية الآن، واستعادة الوحدة الوطنية التي ما زالت مفقودة منذ ذلك العام.
واطل فياض على الجمهور الفلسطيني امس بكلمة اسبوعية تبث كل اربعاء عبر الاذاعات المحلية قائلا: إرتأيتُ أن يتركزَ حديثي الأسبوعيّ لهذا اليوم، وهو الأخير الذي أخاطبُكم فيه كرئيسٍ للوزراء، حول التحديات الكبيرة التي تواجهُنا، وخاصةً الأوضاع الداخلية، وضرورة استنهاض طاقاتنا في إطار يكفل تحقيق الإنسجام المطلوب بين مكونات نظامنا السياسيّ كافة، وبما يُساهمُ في توحيد كل الجهود في مواجهة الاحتلال ومخططاته المُستمرة في استهداف وجود شعبنا وحقه في الحياة والبقاء على أرض وطنه.
وتابع قائلا في كلمته التي وصفت بخطبة الوداع : لقد تشرفتُ، أيها الأخوات والأخوة، قبل حواليّ ست سنوات، بأن مُنحت الفرصة لخدمتكم عندما عُهدت لي مهمة تشكيل حكومة أتت لشديد الأسف، في ظلِ ظروفٍ ربما كانت الأكثر تعقيداً منذ إنشاء أول سلطةٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ على أرض فلسطين.
واضاف فياض: وقد كان لالتفاف كل مواطن منكم حول برنامج عملنا، والذي استمد أولوياتِه أساساً من احتياجاتِكم، الفضلَ الأكبر والركيزةَ الأهم في تمكيننا من إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية والنهوض بدورها وقدرتها على القضاء على حالة الفوضى التي كانت مُستشريةً ومدمرةً لمشروعنا الوطنيّ، وفي رعاية مصالح جميع المواطنين وتقديم الخدمات الأساسية الكفيلة بتعزيز صمودهم وقدرتهم على مواجهة الاحتلال في إطار رؤيةٍ واضحة للتحرر الوطنيّ والبناء الديموقراطيّ، حيث أدى هذا الالتفاف إلى إعادة بناء الأمل والثقة بالقدرة على الإنجاز والتقدم بخطى ثابتة نحو ترسيخ مؤسسات دولة فلسطين العتيدة، ووظيفتها الجوهرية في خدمة مواطنيها على أساس تكريس مبادئ المواطنة القائمة على العدل والإنصاف واحترام الحقوق وصون الحريات. وقد ظل معيارُنا الاساسيّ للنجاح مُتمثلاً في مدى التقدم نحو إعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، والذي للأسف ما زال يتطلبُ منا جميعاً المزيدَ من الجهد والإخلاص لضمان تحقيقه. فهذا الأمر يُشكلُ حجرَ الزاوية لإمكانية تجسيد دولة فلسطين المُستقلة على الأرض، حيث أنه كما لا دولةَ دون القدس عاصمةً أبديةً لها، فإنه لا دولةَ دون قطاع غزة جزءاً أساسياً لا يتجزءُ منها. ولعل احترام وعي المواطن ودوره في إنجاز هذا الأمر، يتطلبُ العودةَ للشعب، وإجراء الانتخابات العامة باعتبارها المدخل الوحيد لإعادة بناء نظامنا السياسيّ وتحقيق أهدافنا الوطنية.
وواصل فياض كلمته الاذاعية قائلا: واليوم، أيها الأخوات والأخوة، وبعد أن تقدمتُ باستقالتي للأخ الرئيس ‘أبو مازن’، شاكراً له الفرصة التي مُنحتُها لخدمتكم، فإن واجبي يفرضُ علي مخاطبتَكم بكل الشفافية ومن منطلق روح الشراكة التي عملنا معاً على أساسها طوال الفترة الماضية. فما نحنُ بأمس الحاجة له في هذه المرحلة يتركزُ على تمتين جبهتنا الداخلية، وإزاحة كل مظاهر الضعف في بنية نظامنا السياسيّ، وبما يُحققُ المزيد من الالتفاف حول مشروعنا الوطنيّ وتحصينه من كل الأخطار المُحدقة به، ويضاعف الجهود لتقريب لحظة الخلاص والانعتاق من الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، وبما يُفضي إلى تجسيد سيادتنا الوطنية على أرض دولة فلسطين التي احتضنتها الأسرةُ الدولية في تشرين ثاني الماضي، بعد أن ساهمَ كل فلسطينيّ وفلسطينية في بناء ركائزها وتعزيز مقوماتِها، لتكون دولة حرة لشعبٍ من الأحرار مُجللة بعذابات الأسرى والمشردين وبعظمة تضحيات الشهداء، وعلى رأسهم زعيمنا الخالد أبو عمار، وإنني على ثقة بقدرة شعبنا على تحقيق هذه الأهداف.
واضاف: في هذه اللحظة، أخواتي وإخوتي، أشعرُ بالعرفان لكل الذين ساندونا ووقفوا معنا، كما أشعرُ بعميق الامتنان والعرفان لكل رأيٍ أو موقفٍ انتقدَ مسيرةَ عملنا وحاول تصويبها لما فيه خير شعبنا وقضيته الوطنية. وأما من لازموا هذه المسيرة بمواقفَ مُسبقة، أو امتهنوا إطلاق الأحكام المُسبقة، فأقول لهم، سامحكُم الله. فلسطين أكبر من الجميع.
وتابع فياض: لقد تركزت مهمتُنا الأساسية خلال السنوات الماضية، على توفير كل ما من شأنه تعزيز قدرة شعبنا على الصمود، وتمكينه من البقاء على أرضه، وتوفير المناخ الكفيل باستنهاض طاقاته في معركة التحرر الوطنيّ والبناء الديموقراطيّ في مواجهة مخططات الاحتلال وسياساته في استهداف حق شعبنا الطبيعيّ في البقاء على أرضه والعيش حراً كريماً عزيزاً أبياً عليها. وكان شعبُنا دوماً هو المعلم والمُلهم، والحاضنة الأهم التي سلحتنا بالأمل وبالثقة في القدرة على الانجاز ومراكمته، وعلى تصويب ما يعتري مسيرةَ عملِنا من نواقصَ أو ثغرات. وكان هذا الأمل الذي يربيه شعبُنا يومياً، يتعاظمُ ويعززُ ارادتَنا وحتمية انتصار قضيتنا، بالقدر الذي يتمكنُ فيه طفلٌ من الوصول إلى مدرسته، أو فلاحٌ من البقاء على أرضه، أو مواطنٌ في الصمود ليومٍ آخر، ولليوم الذي يليه حتى نحقق أهداف مشروعنا الوطنيّ كافة.
وواصل قائلا : وهنا فإنني آمل أن تتمكن الحكومة الجديدة من البناء على ما تم إنجازه، ومواصلة حشد كل الطاقات واستثمار أقصى الإمكانات لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على المزيد من الإسهام في معركة التحرر الوطنيّ والبناء الديموقراطيّ.
واختتم فياض: وقبل أن أختم حديثي، أود أن أؤكد لكم أن التنحي عن هذه المهمة لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الفعل والإسهام، كما هو حال كل واحد منكم في دور الكل الفلسطينيّ في الدفاع عن قضية شعبنا وحقوقه الأساسية في الحرية والكرامة، وتوفير كل ما من شأنه تقريب لحظة انتصارها. وفي نهاية حديثي، أشكركُم من أعماق قلبي على كل فكرةٍ ورأي، ومبادرة ساعدتنا في العمل. كما أشكركُم على كلِ لحظةٍ احتضنتمونا فيها في بيوتكم وخيامكم، في خربكم ومضاربكم… في كل زُقاقٍ وحي من مدن وقرى ومخيمات وطننا المنتصر بإذن الله وبإرادتكم. وسيظل رهاننا أولاً وأخيراً على شعبنا وصموده وإصراره على نيل حقوقه كافة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن الحساني:

    بدلاً من الدعوة لإنتخابات وكلام ليس له معنى في ظل احتلال الأرض على فياض الدعوة اذا كان بيده شيء لحل سلطة أوسلو التي لا هدف من وجودها سوى ملاحقة شرفاء الشعب الفلسطيني خاصة في الضفة المحتلة بموجب تنسيقها الأمني مع الصهاينة كذلك توفير غطاء فلسطيني للأنشطة الاستطانية التي لم تبقي لأصحاب الأرض الأصليين شيئا…أم أن فياض يدعو لانتخابات طمعاً منه أن تعينه أمريكا التي اشادت به رئيساً وحتى لو تم ذلك فكل من يتربع على عرش سلطة أسلو لا ولن يقدم للشعب الفلسطيني شيء وسيكون مجرد أداة في يد أعداء الشعب الفلسطيني سواء الصهاينة أو الأمريكان.

إشترك في قائمتنا البريدية