خطاب بوش التقليدي عن حالة الاتحاد يحمل صيغة متفائلة وشعبيته تواصل التراجع
جاء بعد عام من الاخبار السيئة.. اعصار كاترينا وتراجع في العراق واخيرا انتصار حماسخطاب بوش التقليدي عن حالة الاتحاد يحمل صيغة متفائلة وشعبيته تواصل التراجعلندن ـ القدس العربي :خطاب الرئيس الامريكي عن حالة الاتحاد، الذي القاه في ساعة متأخرة من ليلة امس، كان مليئا بالموضوعات اكثر من كونه قائمة من الاهداف. وجاء في وقت استمرت فيه تراجع شعبية الرئيس، ووصلت في استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة تايم ان 55% من الاميركيين غير راضين علي طريقة بوش في الاضطلاع بمهامه في مقابل 41% يوافقون علي ادائه الرئاسي. وفي استطلاع آخر نشرت نتائجه ان بي سي نيوز وصحيفة وول ستريت جورنال نتائج شبه مماثلة مع 54% من غير الموافقين علي اداء بوش في مقابل 39% يؤيدونه. ولا يزال العراق يلاحق الرئيس بوش، حيث عبرت غالبية الامريكيين 60% عن استيائها من ادارة بوش للحرب في العراق فيما ايد 38% من المستطلعين رئيسهم حول هذه المسألة بحسب استطلاع مجلة تايم. واكدت نسبة 51 بالمئة ان حرب العراق كانت خطأ، وتراجع اداء الرئيس في الحرب علي الارهاب حيث قالت نسبة 47% فقط من الامريكيين انها تؤيد اداء الرئيس وعارضته نسبة 48 بالمئة. واهتم الرئيس بوش بخطابه الاخير، حيث عكف المساعدون علي قراءة نسخه ومسوداته الكثيرة واستعانوا برئيس تحرير صحيفة وول ستريت جورنال اليمينية، بيل ماغيرن لكتابة الخطاب، وكذلك كاتب الخطابات السابق مايك غيرسون الذي اضاف بعض الاشارات علي الخطاب. وكالعادة اكد بوش في خطابه علي اهمية بقاء القوات الامريكية في العراق حتي الانتهاء من المهمة، مرددا ان وجود القوات هناك هو جزء من الحرب الدولية علي الارهاب. ورفض بوش سحب سريع للقوات الامريكية، ولكنه قال انه طالما بدأت القوات العراقية بتأكيد نفسها، فالجيش الامريكي سيتخذ خطوات لتخفيض عدد القوات بحس وتيرة التقدم الذي يبديه العراقيون. وكانت مجلة التايم قد نقلت عن مسؤولين في الحزب الجمهوري قولهم ان بوش سيعيد الطلب من الكونغرس تجديد العمل بقانون الوطنية . وترك طلب الجمهوريون في حالة من التشوش لانهم قالوا ان بعض ملامح القانون لم تكن فاعلة في كفاح الارهاب. وتعتبر الخطاب مهم في سياق ولاية بوش الثانية لانه محاولة منه للاستجابة للتحديات التي واجهها العام الماضي واثرت علي شعبيته، اهمها استمرار الحرب علي العراق، والطريقة التي تم فيها التعامل مع كارثة كاترينا، التي ضربت نيواوليانز، والملف الايراني. ووصف بوش في خطابه العالم بانه مليء بالكثير من التحديات والفرص الاقتصادية والتكنولوجية. وجاء الخطاب في الوقت الذي وضعت فيه استراتيجية بوش الخارجية، من اجل نشر الديمقراطية وتعزيزها عبر الانتخابات والبرلمانات علي المحك بعد فوز حماس في الانتخابات. ومع ان بوش سيحاول تسويق خطابه في رحلة الي ناشفيل، خاصة في مجال اصلاح النظام الصحي. ويعتقد المراقبون الامريكيون ان مهمة بوش عسيرة، حيث قال مسؤول مركز بيو للاستطلاعات ان بوش يعاني من مواقف الرأي العامة الشاكة فيه الرأي العام لديه ثقة قليلة في بوش كزعيم، وصورته كرجل تضفي اخلاقية وثقة علي البيت الابيض لم تعد كما كانت . ومن المتوقع ان يعلن بوش عن الميزانية الجديدة في الاسبوع القادم، حيث شهد العام الماضي نوعا من النمو الاقتصادي البطيء. وقال معلق اخر ان البيت الابيض سوق خطاب بوش علي انه متفائل مع ان الشعب الامريكي ليس متفائلا في الوقت الحالي . وقلل اخرون من قدرة بوش في خطاب واحد علي اعادة تشكيل سياسته وارثه السياسي وفي عام واحد، حيث قالوا ان ارثه سيكون محلا للتأثر ايجابا وسلبا بالاحداث العالمية. وفي الوقت الذي كان يعد فيه المسؤولون في البيت الابيض الخطاب في نسخته الاصلية تسيدت شبكات التلفزة انباء جرح احد كبار مذيعي بوب وودراف الذي جرح في العراق ونقل الي امريكا، ومن هنا فولاية بوش ستظل عرضة للتأثر بالاخبار السيئة القادمة من العراق. وحددت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير مطول ان التحديات والنقاط الساخنة التي تواجه بوش، هي كوريا الشمالية، وافغانستان، والعراق، وانتصار حماس، وايران. ويعتقد محلل ان العام الماضي كان من اسوأ الاعوام التي واجهت بوش، فالكثير من الاشياء حدثت لم يكن قادرا علي منع كاترينا، وتراجع امريكا في العراق، وبعض محاور الاقتصاد التي لم تكن فاعلة، وثلثي الشعب الامريكي يعتقدون ان البلاد لا تسير في الاتجاه الصحيح، وهناك نوع من الغضب داخل قطاعات من الشعب، فيما يتعلق بالشؤون المحلية والخارجية . ويري مراقبون ان مهمة بوش في العام الحالي يجب ان تتركز علي منع الديمقراطيين من السيطرة علي مجلس النواب او الشيوخ، وذلك لان اي سيطرة ديمقراطية تعني انهم سيقومون بفتح تحقيقات في اداء بوش في اعصار كاترينا، والحرب علي العراق. ويري كتاب خطابات ان وضع الرئيس بوش العام الحالي غير وضعه العام السابق، فخطابه في ذلك الوقت جاء بعد اعادة انتخابه ولذلك كان مليئا بالطموحات، وبعد 12 شهرا، راقب بوش، خطه للاصلاح الاجتماعي تتداعي اما دعوته لنشر الديمقراطية فقد ثبت انها سلاحا ذو حدين.