خصوم اولمرت ومنافسوه يحاولون إثارة قضايا تتهمه بالفساد ويعلمون أنه سينقض عليهم بلسانه السليط
خصوم اولمرت ومنافسوه يحاولون إثارة قضايا تتهمه بالفساد ويعلمون أنه سينقض عليهم بلسانه السليط اذاً بُرئت ساحة اولمرت مرة اخري. فقد استقر رأي المستشار مزوز أول أمس علي عدم البدء بتحقيق في قضية الحكومة الوهمية التي أجراها اولمرت في بيتار القدس. ولا يمكن ألا نعود الي القصة عن زلمان أران، وزير التربية ومن رؤساء مباي، الذي جاءه في مرة ما بفرح أحد النشطاء في حزبه وبشره قائلا: بُرئت في المحكمة. مثير، أجاب أران، فأنا لم أُبرأ قط.لقد أصبح اولمرت برئياً أكثر من مرة، ولم يُحكم عليه في أي مرة. من ناحية قانونية هو بريء نقي. انه ذو حق. ومن ناحية عامة، القضايا التي اتصل اسمه بها علي امتداد السنين، هي أضعف النقاط عنده. انها تجعله فريسة سهلة لخصومه وطالبي الاساءة اليه. لا يصعب أن تُلصق بانسان كهذا قضايا جديدة، ولو كانت مختلقة.وهذا ما يفعله خصومه الآن. عندما ثبت لديهم أن إغراق سفينة كديما الضخمة هو مهمة غير ممكنة، ولا يمكن أن يستطيعها أي حدث أو تطور، من أي مجال، وبأي حجم، توجهوا الي العناية برئيسه. يريدون ضعضعة مكانته بكشوف شخصية وأن يجرّوه الي ميدان الكشوف والاتهامات والردود المضادة لاسلوبه اللاذع المعروف، مفترضين أن كل ذلك سيضره. رأينا النتائج الجزئية في ملاحق السبت الماضي في صحيفة هآرتس و معاريف وفي مواقع الانترنت، واحساسي أننا سنري بعد.يوشك الشهر الذي بقي للانتخابات ألا يكون سهلا علي اولمرت. قبل كل شيء، لأن كل انسان، ولو كان قويا علي ثقة بنفسه، يدخل الضيق عندما تُنشر فيه اتهامات وتُكشف قضايا تتصل به. وثانيا، قد يُكشف النقاب عن قضية فيها شيء من الحقيقة. وثالثا، وهذه ربما تكون الصعوبة الكبري ـ سيضطر اولمرت الي ضبط النفس، والي كبح جماح نفسه والي الصمت كثيرا. ينبغي أن يكون منضبطا (اولمرت!) وأن يواصل إطباق فمه، حتي اذا ازدادت النشرات فيه واحتدت. لا ينبغي أن يُسمح لـ اهود فيه أن يندفع خارجا. ألا يرد علي الكشوف بهجوم ساحق اولمرتي نموذجي، بل بانضباط، وعندما يحتاج الأمر، ألا يهاجم المبادرين الي النشرات وألا يقصم الموقعين عليها. باختصار، أن يعمل عملا يخالف طابعه مخالفة تامة وباعثه الطبيعي. انه امتحان صعب جدا.سيصمد له، كما أفترض، ربما يكون ذلك بتجاوزات لا يمكن كفها هنا وهناك. انه يريد الوصول بسلام الي يوم الانتخابات، وبمساعدة خبراء الاستراتيجية والمستشارين الذين يحيطون به ويحفظونه، سيصل كما يبدو ايضا. إلا اذا كُشف في هذا الشهر عن شيء كبير وجدي حقا، وبُرهن عليه ايضا، ويصعب افتراض أن هذا سيحدث. لا أقصد الي كشف مثل قضية بيع الملياردير أبرامز مثلا، الشقة. يمكن أن نخاطر بتقدير، أن هذا سينتهي بصوت خافت ضعيف، وكل كشف آخر في مستوي كهذا، قد يصبح حتي عصا مرتدة علي من أرسلها في هواء العالم.سيُصفي اولمرت الحسابات بعد الانتخابات. سيكون آنذاك معفي من الكِمام الذي وضعه مستشاروه علي فمه، وسيعود الي وضعه الطبيعي وسيعود يسلق خصومه بلسانه. إن من يعتقد أن اولمرت يدل بتصرفه المشايع والمحترِم منذ تولي السلطة مرغما، وهو الشيء الذي حاوله براك ونتنياهو ولم ينجحا، أي أن يحاول التغير في هذا العمر، يخطيء خطأ كبيرا. لا يوجد شيء كهذا. سترون في التاسع والعشرين من آذار (مارس).ومع كل ذلك، مع كل صعوبة الأمر، يحسن به أن يحذر وأن يكف جماح نفسه بعد الانتخابات ايضا. لأن اولمرت في حجمه الطبيعي، قد يكون خطرا علي كديما. فهو علي هذا الوجه ايضا ذو طاقة كامنة قد تؤول الي التحطم، ويكمن فيه بذور الشغب التي قد تُحلله. هذه، كما يمكن التنبؤ، ستثير في اثناء الولاية القادمة الاختلافات، والخصومات، والثورات، والقذع، والشقاقات واشياء اخري ـ كمثل تقليد الاحزاب التي وُلدت استعدادا للانتخابات من جماع ناس وآراء من جميع الأطراف ومن كل ما يمكن جمعه.إن جزءا من كل هذا سيحوّل يقينا الي القائد، الذي تنقصه صلاحيات شارون ومكانته، والذي جري تقبله كقائد فقط بعد ذلك وبفعل الظروف. اولمرت شديد النشاط، وعنيف، ولاذع ومُقذع كما كان في السنين الخالية، ليس لن ينجح فقط في حفظ حزبه موحدا في اوضاع ازمة داخلية، بل سيسهم حتي اسهاما منه في تعجيل التحطم.ها هي ذي نصيحة بالمجان: يجدر بزعيم كديما أن يُبقي الي جانبه بعد الانتخابات ايضا فريقا متخصصا مهنيا من المستشارين والموجهين، ليعرف كيف يحفظ فم القائد ولسانه. وفي الأساس، حري هو أن يسمع لهم. هذا جهد كبير، لكنه ذو جدوي. إنهم، كما يمكن أن نفترض، سيُرخون له الحبل قليلا، ليستطيع أن يسلق معارضيه بلسانه كما يُحب، لكنهم سيمنعونه من لفه حول عنقه.ابراهام تيروشكاتب في الصحيفة(معاريف) 1/3/2006