الخرطوم ـ «القدس العربي»: كشفت شبكة أطباء السودان، عن تدمير واسع طال القطاع الصحي الخاص في العاصمة السودانية الخرطوم، تقدر قيمته الأولية بـ121 مليون دولار أمريكي.
وقالت إن 90٪ من المنشآت الصحية الخاصة، أي ما يقدر بـ(73) من أصل (80) مستشفى، طالتها عمليات التدمير والنهب المسلح، وتم تحويل بعضها إلى مقرات عسكرية في العاصمة الخرطوم. واتهمت قوات الدعم السريع بتنفيذ معظم عمليات التدمير التي وصفتها بـ«المتعمدة» و« الممنهجة».
وأشارت إلى أن استهداف تلك المرافق أدى إلى شلل تام في القطاع الصحي الخاص في الولاية، مما يُنذر بعواقب وخيمة على القطاع الصحي في الحاضر والمستقبل.
واتهمت قوات «الدعم السريع» بتنفيذ عمليات نهب وتدمير «متعمدة» طالت قطاع واسع من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم.
ونوهت إلى أن استهداف وتدمير المستشفيات يُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد الحرب التي تحظر الاعتداء على المرافق الصحية، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
وحسب إحصاءات مفصلة نشرتها الشبكة للمستشفيات الخاصة (العامة والمتخصصة) المتضررة في محليات العاصمة المختلفة، بينت أن عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة في محلية الخرطوم بلغت (38) بينها (24) مستشفى عامًا و(2) متخصص (أنف وأذن وحنجرة) و(3) مستشفيات نساء وتوليد، بالإضافة إلى مستشفى لمرضى الكلى وآخر لطب العيون و(4) مستشفيات باطنية وجراحة ومستشفى للأطفال وآخر للجراحة فضلا عن مصحة للطب النفسي.
كشفت عنها شبكة الأطباء السودانيين… واتهمت «الدعم السريع» بانتهاكات
وفي محلية جبل أولياء، خرجت (3) من أصل (4) مستشفيات عن الخدمة، حيث ما تزال مستشفى الرازي تقدم خدماته جزئيًا.
وتسببت العمليات العسكرية في توقف 9 مستشفيات في محلية بحري بينها 7 مستشفيات عامة و(2) متخصصان، أحدهما لمرضى الكلى والآخر متخصص للنساء والتوليد.
وتعطلت 3 من أصل 4 مستشفيات عن العمل في محلية شرق النيل، 3 مستشفيات عامة ومستشفى متخصص للأطفال، حيث لا يزال مستشفى شرق النيل يقدم خدماته جزئيًا.
وفي محلية أم درمان، بلغ عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة 16 مستشفى، بينها 12 مستشفى عامًا واثنان متخصصان في الباطنية والجراحة ومركز متخصص في الأطفال وآخر متخصص لطب العيون.
أما محلية أمبدة، فقد توقفت 2 من أصل 4 مستشفيات عن العمل، فيما لا تزال مستشفى «قطر الندى» و« ليبيا التخصصي» يقدمان خدماتهما.
وخرجت 2 من أصل 5 مستشفيات خاصة عن الخدمة، في محلية كرري حيث ما تزال 3 مستشفيات عامة تقدم خدماتها.
وحذرت شبكة الأطباء السودانيين، من تداعيات الكارثة الصحية في ولاية الخرطوم، حيث أدى النهب والتدمير إلى تدمير ممنهج للقطاع الصحي الخاص.
وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المتسببين وإعادة تأهيل القطاع الصحي لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية لسكان الولاية.
وبينما تتصاعد الحرب السودانية المندلعة منذ منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي، تعرض العديد من الكوادر الطبية للقتل، بينما تواجه المستشفيات والمرافق الطبية عمليات قصف وتدمير واسعة أدت إلى خروج أكثر من 70 ٪ من القطاع الصحي في البلاد عن الخدمة.
وشهد عدد من المستشفيات والمؤسسات الصحية اعتداءات وقصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة وإخلاء قسري من الجانبين. في وقت احتلت قوات الدعم السريع عدد من المستشفيات في المناطق الاستراتيجية وحولتها لثكنات عسكرية.