حول مقالة التنوير الأوروبي: مدخل لفهم الذات والآخر : من هو هذا الذي يسطو علي كتاباتي وينشرها باسمه؟

حجم الخط
0

حول مقالة التنوير الأوروبي: مدخل لفهم الذات والآخر : من هو هذا الذي يسطو علي كتاباتي وينشرها باسمه؟

هاشم صالح حول مقالة التنوير الأوروبي: مدخل لفهم الذات والآخر : من هو هذا الذي يسطو علي كتاباتي وينشرها باسمه؟ لم أكد اصدق عيني عندما رأيت مقالاتي منشورة علي صفحات القدس العربي ومنسوبة الي شخص آخر يدعي: صبحي درويش!! لم اكن اعتقد بان ممارسة كهذه يمكن ان تحصل في اي مكان في العالم. فما معني ان اسرق كتاباتك وأنسبها لنفسي؟كعادتي كل صباح فاني اتجول فترة علي الانترنت قبل ان اعود الي عملي في الترجمة او الكتابة. وقد لفت انتباهي عنوان المقالة المثبت في الصفحة الاولي من الجريدة المذكورة علي النحو التالي: التنوير الاوروبي: مدخل لفهم الذات والآخر . (27/12/2005). وللوهلة الاولي اعتقدت بان الكاتب يتفضل عليّ ويقدم عرضا سخياً لكتابي الذي نشرته دار الطليعة مؤخراً بدعم من رابطة العقلانيين العرب تحت عنوان: مدخل الي التنوير الاوروبي .واذا بي افاجأ بان اسمي غير مذكور علي الاطلاق حتي ولو بشكل جانبي، وهامشي او غير مباشر.. لا ابدا. المقال مصفوف وموضوع علي صفحات القدس العربي وكأنه ينتمي بالفعل الي صاحبه الذي وقع اسمه عليه: صبحي درويش! اعترف باني لم اسمع باسم هذا الكاتب قبل الآن ولا اعرف عنه اي شيء. ولكن الشيء الذي يدهشني هو التالي: لماذا ورط نفسه في عملية مكشوفة ومفضوحة الي مثل هذا الحد؟ ولماذا لم يكلف نفسه عناء تغيير بعض المقاطع او الجمل او الافكار لكي يموه الامور علي الاقل ويغطي علي اسلوبي الشخصي في الكتابة؟ لا.. الرجل يسرق في وضح النهار دون اي خوف من حسيب او رقيب. احيانا يقفز علي بعض السطور من مقالتي لكي يعود الي السرقة من جديد، وهكذا دواليك. وفي احيان كثيرة يسرق من عدة مقالات لي ثم يركب منها مقالة واحدة ينسبها لنفسه بكل صفاقة ويرسلها الي الجرائد الغافلة عن الموضوع للنشر.ولكن المشكلة هي انه اساء الي القدس العربي اكثر مما اساء اليّ لأنها وضعت اسمه مع عناوين الكتاب في صفحتها الاولي وكأنه شخص محترم ولانها نشرت مقالة مزورة علي غير علم منها.. لم اكن اعتقد اني سأواجه مشكلة من هذا النوع في حياتي. كنت اعتقد ان الآخرين سينتقدون افكاري وقد فعلوا ذلك اكثر من مرة. ولكن ان يسرقوا مقالاتي هكذا دفعة واحدة فهذا شيء لم يخطر لي علي البال أبداً. كان رد فعلي الاولي علي عملية السطو هذه هو الدهشة وعدم التصديق. وشعرت بالانزعاج كما كان سيشعر اي كاتب آخر لو حصل له نفس الشيء. ثم شيئا فشيئا رحت اشعر بنوع من الاعتزاز والفخر لان مقالاتي اصبحت قابلة للسرقة! ثم لأن الآخرين قد يفتخرون بها ويتمنون لو انهم هم الذين كتبوها والا لما خاطروا بسمعتهم ووضعوا اسماءهم بشكل مزور عليها، هكذا علي المكشوف.. علي هذا النحو رحت اتردد بين نوعين من المشاعر: مشاعر الامتعاض، ومشاعر الاعتزاز، مشاعر الألم ومشاعر الفرح.. ولم اعرف كيف اتوقف عند حد معين. بل وانفجرت بالضحك دون ان اعرف السبب. فما الذي يقصده هذا الكاتب من عملية مكشوفة الي مثل هذا الحد؟ هل يريد ان يزعجني فقط، وبشكل شبه مجاني؟ هل يريد استفزازي وإثارة ردود فـــــعلي؟ هل المســــألة فيها لغم او فخ في عصر مليء بالافخاخ والالغـــــام؟ ولكن ما الفائدة من كل ذلك؟ اعترف اني، وفي اللحظة التي اكتب فيها هذه الكلمات، لا اجد اي جواب شاف علي هذه التساؤلات..ولكن هناك سؤالاً آخر يطرح نفسه: هل نشر الكاتب مقالته بدون علم رئاسة التحرير، او علي الاقل بدون علم رئاسة القسم الثقافي للجريدة؟ هل مرت عليهم، او من بين اصابعهم، مرور الكرام؟ شيء ممكن وجائز. بل اعتقد ان هذا هو الاحتمال الارجح.ولكن هنا ايضا انتظر ردا علي تساؤلاتي. وذلك لأن المسألة لا تخصني وحدي. وانما تخص ايضا الجريدة الاولي التي نشرت فيها هذه الافكار (اي الشرق الاوسط ) وكما وتخص دار الطليعة البيروتية التي نشرت الكتاب كاملا قبل بضعة اشهر من الآن (مدخل الي التنوير الاوروبي).كنت اتمني، في نهاية هذا العام وبداية عام جديد ان اتحدث عن موضوع آخر وعن قضايا اكبر وأجل شأنا. واعتذر للقارئ اذ توقفت عند هذا الموضوع الذي يمسني شخصياً. ولكني ما كنت سأتوقف عنده كل هذا التوقف لولا انه يخص قضية اخلاقية عامة تتجاوز شخصي الضعيف بعشرات المرات. فسرقة اموال الآخرين او السطو علي املاكهم شيء مزعج حتماً. ولكن سرقة بنات افكارهم وعباراتهم حرفا حرفا يعني سرقة روحهم واعز ما لديهم. وبالتالي فهو اشد ازعاجاً لأنه يمسهم في الصميم. (هنا نكتشف ان الروح أهم من المادة، او ان الفــــكر أغلي علي النفس من الفلوس).أتمني ان يكون ما حصل خطأ غير مقصود وان يتم الاعتذار عنه من قبل الجريدة المذكورة او الكاتب المعني. فأنا لا اكن له اي ضغينة لسبب بسيط هو لكوني لا اعرفه، وبالتالي فلا اتمني له الا الخير وعدم الوقوع في خطأ من هذا النوع مستقبلا لأنه يسيء الي نفسه وجريدته اكثر مما يسيء اليّ. اقول ذلك وبخاصة ان الحقيقة واضحة وضوح الشمس واستطيع ان اقاضيه في اي مكان يشاء وعلي رؤوس الاشهاد. ولكن ارجو الا اضطر الي المطالبة بمحكمة دولية!! فتكفيني محكمة المثقفين العرب. اخيرا سوف اقول ما يلي: يبدو ان العملية مدبرة ومبيتة عن قصد. ويبدو ان هناك جهة كاملة تقف وراءها وليس شخصا واحدا بدليل ان العملية تكررت مرة اخري علي صفحات ضفاف الشرق الاوسط وان بدرجة اقل، ثم مرة ثالثة علي صفحات إيلاف ، وهنا كانت السرقة كاملة لا لبس فيها ولا غموض. الاولي بعنوان فولتير والتنوير حيث لم يلطش صاحبنا الا مقطعين متكاملين علي ما يبدو، والثانية بعنوان جان جاك روسو والتنوير الاخلاقي حيث لطش كل شيء كما فعل علي صفحات القدس العربي (التاريخ 3/1/2006) و(4/1/2006) علي التوالي واما تزويره علي صفحات القدس العربي فقد صدر بتاريخ (27/12/2005).وبالتالي فهناك تصعيد مدروس ومقصود من اجل استفزازي الي اقصي حد ممكن ونرفزتي. ولكن هذه المسألة لا تخصني وحدي وانما تخص كل المثقفين العرب. فالذي سطا علي كتــاباتي ونسبها الي نفسه بدون اي حرج يمكن ان يسطوا علي كتاباتهم وغير كتاباتهم اذا استطاع.ومبدأ اللصوصية والسطو واحد في كل الحالات. وعندئذ يختلط الحابل بالنابل وتضيع الطاسة ولا يعود احد يعرف ماذا كتب فلان او علان ويصبح الابيض اسود والاسود ابيض. وهكذا تسود الفوضي والبلبلة في ساحتنا الثقافية. وتزوير الفكر اخطر من تزوير السياسة بل ربما كانت مشكلتنا الاساسية تكمن هنا.اعترف باني فوجئت بهذا العدوان الخسيس ولم اكن اتوقعه علي الاطلاق. ولا اعرف سبب توقيته ولا مبرراته ولكني اعرف شيئا واحدا: هو انه لا اخلاقي ولقد اخذني علي حين غرة والجهة التي قامت به سوف تفشل دائما وتمني بالهزائم تلو الهزائم لانها قائمة علي الغش والكذب والتزوير.وسوف يكون مصيرها الانحطاط الدائم لانه لم يحصل في التاريخ ان قامت حضارة ما الا علي مباديء الحق والصدق والشفافية والاستقامة الفكرية والاخلاقية ومن يسرق نصا واحدا لشخص آخر لا يختلف في شيء عمن يسرق وطنا بأسره!الان عرفت سبب انحطاط العرب ولماذا لا يمكن ان ينهضوا في المستقبل المنظور فأشخاص يحتقرون الحقيقة الي مثل هذا الحد هم المسؤولون عن تدمير القيم في الساحة السياسية والثقافية العربية.. ومعركتي معهم طويلة، بل ربما لم تكن قد ابتدأت بعد. ولن يخيفوني بعددهم ولاعدتهم ما دامت الحقيقة الي جانبي، والزور والبهتان الي جانبهم، الحقيقة اقوي منهم حتي لو كانوا ألافاً مؤلفة، ونحن العرب اذا لم نعترف بالحقيقة يوما ما، اذا لم نجعلها غايتنا ومنارتنا، لن تقوم لنا قائمة ولن ينهض لنا بنيان. هذه هي عقيدتي الصلبة ولا يستطيع كل مزوري العالم ان يحرفوني عنها قيد شعرة. فالاكاذيب تمضي والحقائق لا تموت.واذا لم يرتدع هذا الشخص عن سرقة مقالات الاخرين او السطو عليها فسوف اضطر الي تكليف محام بملاحقة القضية امام المحاكم.وينبغي الا ينسي اننا نعيش في بلدان اوروبية متحضرة ذات قوانين صارمة فيما يخص حماية حقوق التأليف والكتابة والنشر، نحن لسنا في عالم الغاب والذئاب هنا، نحن هنا جميعا خاضعون لحكم القانون لحسن الحظ.ہ كاتب من سورية يقيم في باريس8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية