حوارات فتحاوية عشية العيد تحذر من إنهيار الحركة وسقوط النظام الفلسطيني وعباس يشتكي من الأزمات التي تلاحقه بعد التهديد المصري

حجم الخط
0

حوارات فتحاوية عشية العيد تحذر من إنهيار الحركة وسقوط النظام الفلسطيني وعباس يشتكي من الأزمات التي تلاحقه بعد التهديد المصري

نصر يوسف اعترف بالعجز.. وإتهامات لدحلان بالسعي ليكون البديل.. وحماس منقسمة والجهاد اصبحت قوة لا يستهان بها:حوارات فتحاوية عشية العيد تحذر من إنهيار الحركة وسقوط النظام الفلسطيني وعباس يشتكي من الأزمات التي تلاحقه بعد التهديد المصريعمان ـ القدس العربي ـ من بسام بدارين:الوضع داخل السلطة الفلسطينية وحركة فتح هذه الأيام متأزم، وكبار القادة يبحثون يوميا عن اي حل ممكن لحالة الفوضي التي سادت مؤخرا في قطاع غزة والتي تقول بعض التقارير ان عدواها مرشحة للإنتقال إلي مدن الضفة الغربية إذا لم يتم إستدراك الموقف.ووسط الزحام الحالي من الفوضي لدي القادة الأبرز في حركة فتح وتحديدا في اللجنة المركزية أمل بإستنهاض الحرص الجماعي علي السلطة وعلي النظام السياسي الفلسطيني الذي أصبح مرشحا هو ذاته للإنهيار حاليا وفقا لما تحدث عنه وزير الداخلية نصر يوسف في آخر تقاريره الأمنية الموجهة لمركزية فتح ولقادة السلطة.وبرزت الأوضاع الصعبة مع وصول الإنذار المصري الأول الأسبوع الماضي للرئيس محمود عباس علي شكل تهديد واضح وسريع أعقب حادثة رفح حيث أطلق مسلحون فلسطينيون النار علي الجانب المصري من الحدود وقتلوا جنديين مصريين، الأمر الذي اثار إستياء القاهرة بشكل كبير.ورسالة التهديد المصرية التي وصلت لمكتب عباس مباشرة لم تقتصر علي التلويح بوقف الإهتمام المصري بعملية السلام ولكنها أشارت بوضوح للتحدي الأبرز الذي يواجه عباس حاليا والمتمثل في ان الملف اللبناني السوري هو الأهم مرحليا وإقليميا وعربيا وسعوديا ومصريا بصفة خاصة.وعليه وضع المصريون الرئيس عباس بين الخيارات الضيقة للغاية، فكل ما ومن حوله اصيح متأزما والرجل إشتكي بمرارة من الوضع العام والإقليمي وقال لبعض أركان اللجنة المركزية في حركة فتح بان الوضع صعب جدا فحركة فتح في ازمة وحركة حماس منقسمة تماما ما بين الداخل والخارج وتحرشات رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي مستمرة ومحمد دحلان ومجموعته يستغلون الوضع الداخلي لكي تصل الأمور بمرحلة تكون فيها هذه المجموعة هي الحل.وإنفعالات عباس الداخلية المعبر عنها بطرق متعددة تحدثت عن ان أولويات سورية عند مصر والسعودية قد تطيح بآماله في تحصيل غطاء عربي إقليمي بعد الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة خصوصا وان الأوضاع المنفلتة أمنيا في القطاع لا تساعد أحدا، مشيرا الي ان غياب شارون عن الصورة يعني المزيد من الأعباء والعودة للمربع الأول.وعباس وعلي مدار الأسبوع الماضي لم يكن يريد الغرق في السيناريوهات الأسوأ وتحديدا تلك التي يتوقعها وزير داخليته القوي الجنرال نصر يوسف او بعض القادة الكبار في مركزية فتح أو التي يتم التعبير عنها همسا هنا وهناك في صفوف النخبة الفلسطينية.وفي إطار فهم اللحظة الراهنة فلسطينيا وفتحاويا يمكن القول ان السيناريوهات المشار إليها تمثل التحدي الأساسي أمام برنامج عباس المتازم، فداخل فتح حذر نصر يوسف بوضوح ورسميا من إنهيار النظام السياسي الفلسطيني إذا إستمرت الفوضي الحالية، وآخرون من القادة الأساسيين من طراز عباس زكي وغيره يسمعون إجتهادات تعيد إحياء خيار التقاسم الوظيفي مع مصر والأردن إذا فشلت فتح في الحفاظ علي ديمومة وإستقرار النظام السياسي.وفي أوساط فتح والسلطة المعادية لدحلان ومجموعته تثور إتهامات بان الأخير يسعي لإستغلال حالة الفوضي لكي يطرح نفسه كبديل لعودة الأمن والإستقرار داخل الأرض الفلسطينية وخارجها وقد لا يكون ذلك صحيحا لكنه نتاج حالة تبادل الإتهامات الرائجة بكثافة حاليا داخل أوساط حركة فتح.ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقيادي معتدل ومهم في الحركة من طراز عباس زكي الذي اعلن سابقا انه لن يترشح للإنتخابات التشريعية يتوقع الأسوأ إذا إستمرت حالة الفلتان، محذرا في مجالسه الخاصة من فوضي تصل إلي حد الإغتيالات في صفوف المجموعات المسلحة التي يصفها محمود عباس ونصر يوسف بأنها عصابات تمثل نهجا تدميريا للنظام السياسي وتدفع الشعب للمطالبة بالأمن علي حساب المصالح السياسية الأساسية.وتقرير الوزير نصر يوسف الأمني الأخير يعكس حجم المرارة لدي النخبة الفلسطينية فالرجل أوصي بتأجيل الإنتخابات التشريعية محذرا من حمام دم وبرك دماء ومواجهات أهلية إذا ما عقدت الانتخابات في الوقت المحدد لها وفي ظل حالة الفوضي الحالية. ولتسجيل رأيه المسؤول تاريخيا قال الجنرال يوسف بوضوح للرئيس عباس بان وزارة الداخلية ستكون عاجزة تماما عن ضبط الأمن العام والسيطرة علي الأمور إذا عقدت الإنتخابات في وقتها.وتقول اوساط فلسطينية خبيرة لـ القدس العربي بان وصول جنرال قوي وصلب ومتمرس كنصر يوسف لمرحلة يعترف فيها بعجزه عن القيام بمسؤولياته مسألة ينبغي ان يتوقف عندها الجميع فعلا، فيوسف رد بذلك علي تعليمات مباشرة وصلته من الرئيس عباس أمرته بوقف المجموعات المسلحة التي تعيق النظام بكل الوسائل، بما في ذلك إستخدام القوة، لكن تقديرات الجنرال ان إستخدام القوة عشية الإنتخابات لن يوقف العنف والفوضي بل يزيدهما.ويبدو ان حركة حماس بذاتها دخلت في سياق أزمة موازية، فقرار حماس بالداخل واضح بالمشاركة بالإنتخابات وبالتمكن من الحصول علي أغلبية وبالمشاركة في إستلام السلطة بدليل التصريح الأخير لمحمود الزهار بخصوص المشاركة في الإنتخابات بالقدس او بدونها، علما بان قادة المكتب السياسي لحماس بالخارج يفضلون عدم المشاركة بإنتخابات التشريعي ويشيرون لأزمة متواصلة.ولدي حماس أزمة خاصة بها إسمها حركة الجهاد الإسلامي التي تعمل بنشاط وهدوء في الجانب السياسي في مناطق الضفة الغربية. ونشاط الجهاد لفت نظر الجميع مؤخرا خصوصا بعدما تم إعتبار بعض مناطق غرب الضفة مغلقة بالكامل علي حساب الجهاد التي اصبحت الآن سياسيا وليس عسكريا فقط قوي لا يستهان بها وتحاول الظهور بعيدا عن حماس او علي حسابها.ووسط كل هذه التقاطعات المطلوب من الرئيس عباس إيجاد وصفات أمنية وسياسية هادئة تنقذ برنامجه الشخصي وتحافظ علي النظام السياسي وتعيد إنتاج المشهد الفلسطيني السلبي الذي ظهر مؤخرا بعد إنفلاتات غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية