حمص تواجه النظام السوري بالتظاهرات والسلاح… والنكات!

حجم الخط
1

الثورة في حمص لها طعم مختلف، ففي حمص تمتزج المعاناة بالابتسامة في مدينة عُرف عن أهلها حب الدعابة والمزاح، واشتهر أهلها باطلاق النكات ولو على أنفسهم.
في بداية الحراك السلمي للثورة السورية تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإجتماعية العديد من النكت الحمصية والقصص والفيديوهات التي تسخر من روايات النظام السوري عن المؤامرة الكونية والعصابات وعدم وجود مظاهرات، ولما دخلت الدبابات إلى مدينة حمص لمواجهة المظاهرات واجهها أبناء حمص بالصدور العارية والنكت الساخرة حتى أنهم أطلقوا صفحة على الفاسبوك تحمل اسم مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات حتى تبقى الدبابات نظيفة، وحتى أن أحد شباب باباعمرو حمل سطلاً وعدة التنظيف واقترب من الدبابات التي أُرسلت إلى باباعمرو وبدأ بتنظيف إحدى الدبابات وسط دهشة الجنود السوريين الذين سألوه ماذا تفعل؟ فقال لهم: لازم دبابات باباعمرو تكون أنظف من دبابات باب السباع، وأصبح الناس في حمص يستدلون على البيوت بالدبابات المنتشرة في الأحياء السكنية فيقول أحدهم: بيتي في باب السباع ثاني دبابة عاليمين.
ومع تحول الثورة السلمية إلى العمل العسكري وتشكيل كتائب مسلحة تتبنى عمليات ضد النظام السوري لم يتوقف الحماصنة عن السخرية حتى على أنفسهم وامتدت السخرية لتشمل البطولات التي يحققها الحماصنة في العمل المسلح، فقد أسس بعض الناشطين منذ أكثر من ستة أشهر صفحة على الفاسبوك والتويتر بعنوان الشيخ أبو ماجد الغامقي، وهي شخصية وهمية لا وجود لها تتبنى الأعمال العسكرية التي تحصل في حمص بأسلوب فكاهي، وأبو ماجد الغامقي حسب ما تظهره الصفحة القائد الأعلى للعمل العسكري في حمص وحتى في سورية كلها، يقاتل في كل مكان ويفجر الحواجز ويسقط الطائرات وله أتباع بآلاف الجنود الذين يقاتلون النظام السوري، وبنفس الوقت يذهب ويقابل الرؤوساء والملوك، ويعقد مؤتمرات صحفية على الفاسبوك، وطبعاً يبقي شخصيته مجهولة لأنه يحب التواضع.
وإنجازات الغامقي أكبر من أن تحصى فبنظرة واحدة من عينيه ارتعبت الطائرة الإيرانية واصطدمت بطائرة إيرانية أخرى تُقل أسلحة وسقطتا فوق مطار دمشق الدولي، أما الأشعة تحت الغامقية التي يطلقها الشيخ فلها قصة أخرى إذ أن استعمالها ساهم بشكل كبير بتحرير اللواء 38 في درعا من قبل كتائب الغامقي، ورغم أن الغامقي لا يحب الحديث عن دوره في الثورة السورية إلى أنه يكشف بعض أسراره للمعجبين بالصفحة وإحدى هذه الأسرار أنه هو من اشترى بخاخات الدهان لأطفال درعا كي يكتبوا ‘الشعب يريد إسقاط النظام’ منذ سنتين على جدران مدارس درعا، كما أن ابنه ماجد هو من حطم صورة بشار الأسد فوق نادي الضباط بحمص في أول مظاهرة بمدينة حمص وهو من أسقط تمثال الأسد الأب في محافظة الرقة وهو من فجر مبنى الأركان في قلب العاصمة دمشق وهو من خطط لعملية تفجير خلية الأزمة، وبالنسبة لكتائب الغامقي التي يديرها الشيخ فهي التي تتبنى كل انتصار للمعارضة السورية فهي التي حررت مستودعات السلاح في خان طومان وهي التي حررت مطار الجراح العسكري ومطار تفتناز، ويقوم الغامقي بكشف بعض الأسرار العسكرية لمتابعيه على صفحته الشخصية قبل حدوثها فتتكرر على الصفحة منشورات كثيرة من قبيل ‘أخبار مفرحة ستثلج صدوركم قريبا’، أو ‘غداً سأقوم إن شاء الله بإسقاط طائرة في حمص’، أو ‘يحادثني الآن مسؤول كبير من النظام يريد الإنشقاق وسينشق غدا’.
لكن المضحك أكثر من ذلك هو أن بعض أتباع النظام السوري (المنحبكجية) صدقوا وجود هذه الشخصية الوهمية التي تغرد على مواقع التواصل الاجتماعي، بل ونشرت بعض هذه المواقع التابعة للنظام السوري هذا الخبر:
الأجهزة الإستخباراتية الأمنية السورية تنفذ عملية استخباراتية نوعية تم خلالها القبض على المدعو الشيخ ‘أبو ماجد الغامقي’ وهو اليد اليمنى للمخابرات السعودية وصلة الوصل بين ‘آل سعود’ وبين الإرهابيين، وهو المسؤول المباشر عن إمداد إرهابيي حمص وإدلب بالسلاح والمال والمخدرات.
طبعا فضائيات النظام السوري وإذاعاته وأكثر من ثلاثين موقعاٌ الكترونياٌ وصفحة نشرت هذا الخبر الكاذب، ولا يُستغرب إن أظهرت مخابرات النظام أحدهم على التلفاز ليقر ويعترف بأنه هو أبو ماجد الغامقي زعيم الثورة السورية في حمص.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الريفو:

    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    الشيخ الغامقي وكتائبو مالهم حل ابدا

إشترك في قائمتنا البريدية