حمرة علي منديل حبيبي
حمرة علي منديل حبيبي أرجوك لملمي عظامي فما عدت أعرف إلي أين يمتد جسدي وشعوري بالألم.. حددي لي مساحة توتري وقلصي عدد النوافذ التي تغزوني منها مشاعرك.. لعلني أقاوم موسما آخر.. ولعلني أمطر عليك قليلا من الشعر.. أغسل به عار هزيمتي أمام اغتصاب هيبة أمتي.. أعيدي لي بعض الثقة.. أخشي أن يصبح شعري متسكعا.. وأن تصيبه هرولة الكبار بالعدوي.. إن أمة ليس فيها من يحترم الكلمة.. الرشيقة.. وليس فيها من يتذوق طعم الروج علي منديل رمته ـ حبيبتي وهي مسافرة ـ إلي.. هي أمة عانس ومعقدة.ارجوك لا تعتقدي أنني أبتعد عن الموضوع.. ساعديني فقط كي أتلاشي أكثر وأكثر، فأعظم المفكرين والعباقرة هم الذين يعرفون أن الغيبوبة والجنون والتلعثم والنظرات السكري هي أعراض المطر.خذيني إليك قليلا.. دعيني أكف عن الدوران.. وأفقد إحساسي بالجاذبية.. دعيني أكون خارج قوانين النظام الشمسي.. فأنا أحتاج لإلوهية.. خاصة.. كي اعود إنسانا جديرا بالحياة.تلوثت عيناي بصور الموت في العيون.. وفي شاشات التلفاز.. وفقدت أنامل النساء خاصية التشمع والذوبان.. وأصبحت الأشجار خشبا والماء سائلا.. وحالة من حالات المادة.فهلا نفخت فيَّ الروح.. متي تقفين بين أصابعي.. وأوراقي.. تنثرين من عصاك السحرية فوقها فتتحول كلماتي الغاضبة لشعب ثائر مائج.. لا تخدعه خطب الزعماء ولا عناوين الصحافة.. ولا مزاودات المعارضين للمتسلطين.. وهم أكثر استبدادا منهم.إن أرضي يا حبيبتي تعاني من تخثر بالدم.. وسرطان الرئة.. لسانها مبتور.. وآذانها مسدودة بطين المذلة والفقر.. حتي أنها تنوء بأبنائها وتتوجع من حملهم علي ظهرها طوال رحلة الحياة والموت.. ومع ذلك فهي عبارة عن فم مفتوح باتجاه السماء بانتظار قطرة غيث.. أفلا تستطيعين أن تكوني تلك القطرة؟ يضرب الجلاد خاصرتي.. ويهمزني.. بعيون مخابراته.. فلمن إن أردت الشكوي أشتكي.. بودي لو عرفت.. بودي لو ملكت في أي جزيرة نائية لا تمتد إليها أيادي الجلاد.. محطة تلفزيونية أو إذاعية.. كي أصرخ فقط؟جمال اسماعيل مذكورالقاهرة6