حماس و الفيتو الامريكي ـ الاسرائيلي

حجم الخط
0

حماس و الفيتو الامريكي ـ الاسرائيلي

حماس و الفيتو الامريكي ـ الاسرائيليتتعرض حركة المقاومة الاسلامية حماس للضغوط نفسها التي تعرضت لها منظمة التحرير الفلسطينية في فترة السبعينات والثمانينات، لجرها الي التفاوض مع الدولة العبرية، والتخلي عن ميثاقها الوطني.فالمتابع للتصريحات التي تصدر عن مسؤولين اسرائيليين وامريكيين يلمس انها تطرح الشروط نفسها التي قبلت بها قيادة فتح كمدخل للاعتراف بها كجهة يمكن التعامل معها اسرائيلياً، ودولياً.يوم امس، وفور اعلان فوز حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انه لا يري كيف يمكن لحركة حماس مساعدة عملية السلام في الشرق الأوسط فيما تستمر الدعوة الي تدمير اسرائيل، مشددا انه لن يتعامل معها ما لم تشجب الارهاب. بينما قال الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف ان اسرائيل ستفاوض حكومة فلسطينية برئاسة حماس اذا اعترفت باسرائيل وكانت وجهتها نحو السلام.المشكلة ان الرئيسين الامريكي والاسرائيلي يتحدثان عن السلام كما لو ان اسرائيل ملتزمة به، والمفاوضات تسير علي قدم وساق، ووصول حماس الي قمة السلطة هو الذي سيعرقلها.حماس ليست معنية بالعملية السلمية علي اساس اتفاقات أوسلو، لأنها وببساطة شديدة لم تعترف بهذه الاتفاقات، والشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع صوت لها لان برنامجها واضح في معارضته لكل ممارسات وتوجهات السلطة التفاوضية طوال السنوات العشر الماضية.فالاسرائيليون كانوا يرددون دائماً انهم لن يدخلوا مفاوضات يفرض فيها الطرف الفلسطيني شروطا مسبقة، وها هم الآن، وبدعم من الرئيس بوش، يفرضون شروطهم المسبقة علي حركة فازت بالأغلبية في انتخابات ديمقراطية نزيهة.الشعب الفلسطيني لا يمارس ارهاباً حتي ينبذ الارهاب، وانما مقاومة وطنية مشروعة ضد احتلال استيطاني ظالم ليس له مثيل علي وجه الكرة الارضية. السلطة الفلسطينية نبذت الارهاب، وتخلت عن المقاومة، وتجاوبت مع كل الشروط الاسرائيلية والامريكية، فما الذي حصلت عليه في المقابل غير مضاعفة الاستيطان والمستوطنين في الضفة وابتلاع القدس الشرقية، وبناء الجدار العنصري العازل، واعادة احتلال الضفة والقطاع بالكامل، وفرض حصار اقتصادي خانق علي اكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني.حركة المقاومة الاسلامية حماس تعي جيدا تجربة السلطة المريرة مع الشروط الامريكية والاسرائيلية، وتدرك جيدا ان حركة فتح لم تفقد قيادتها للشعب الفلسطيني الا بسبب تصديقها للوعود الامريكية والاسرائيلية الكاذبة بالسلام.الانتخابات الديمقراطية هذه اخرجت الفلسطينيين من مأزق كبير اسمه السلطة، وعملية السلام التي راهنت عليها، ووضعت اسرائيل والولايات المتحدة في مأزق اكبر. فالشعب الفلسطيني قال وللمرة الاولي كلمته وبصوت عال انه ضد التطبيع، وضد الاتفاقات التي تتعارض مع حقوقه المشروعة في الاستقلال والسيادة والعودة، ويجب علي الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي ان يستمع اليه والي رغباته التي عبر عنها بطريقة ديمقراطية حضارية غير مسبوقة.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية