حماس وسياسة الاقصاء الامريكية

حجم الخط
0

حماس وسياسة الاقصاء الامريكية

حماس وسياسة الاقصاء الامريكيةبين حين وآخر تطل علينا الادارة الامريكية بأوجه مختلفة في ممارساتها السياسية، والتي تعكس درجة الصلف والاستكبار التي تتعامل بها هذه الادارة في سياساتها الخارجية، خاصة مع الدول العربية والاسلامية، انها سياسة المستعمر الامريكي والذي بدأ يكشف عن نواياه المبيتة تجاه المنطقة بعد احداث ايلول وبعد فوز حماس الاخير في الانتخابات التشريعية، والتي جعلته يعيد العالم الي عصر الاستعمار واستعباد الشعوب باحتلاله العراق وافغانستان بشكل مباشر.فالمستعمر الامريكي لم يكتف بدعمه للاحتلال الصهيوني وتقديم كل اشكال الدعم المادي والغطاء السياسي له، بل دخل مستعمرا خدمة للمصالح المشتركة مع الصهيونية، والسياسة التي تمارسها وتنتهجها ادارة الاستكبار الامريكية بين الحين والآخر، هي انتقائية اللقاءات التي تعقدها رموز تلك الادارة مع شخصيات ومنظمات في المنطقة او في الدعوات الموجهة لاجراء حوارات في واشنطن. فتعامل الادارة الامريكية مع الرئيس الراحل ياسر عرفات انساق سريعا مع مخطط العدو الذي كان يهدف الي عزل الرئيس الراحل، فكثيرة هي الوفود التي قدمت الي المنطقة والتي رفضت اللقاء به، رغم انه استقبل عدة مرات في البيت الابيض وكان ينظر اليه علي انه شريك في السلام، ثم جاءت سياسة الرئيس الراحل علي عكس ما تهوي امريكيا والعدو فكانت العزله جزاءه.واظهرت زيارة رايس ومساعدها لشؤون الشرق الاوسط ان الادارة الامريكية ماضية في سياسة عزل القادة والمنظمات المنتخبين ديمقراطيا من شعوبهم لكونهم لا ينساقون ولا ينجرفون مع امواج الصهيو امريكية العاتية التي تريد سلب الشعوب حريتها.فرايس في لبنان اجتمعت مع ما يطلق عليهم الاكثرية النيابية دون اللقاء بلحود، ومساعدها اجتمع مع الرئيس ابو مازن دون ان يكلف نفسه عناء النظر الي الخارطة السياسية في فلسطين والتي افرزت حماس ديمقراطيا كأغلبية نيابية، وهناك مواقع عدة في العالم تتجلي فيها هذه السياسة الامريكية المتعجرفة.وهذا ليس غريبا علي ادارة تتجاهل حالة الرفض المتزايدة للحرب لدي شعبها بل وتسمح لنفسها الاطلاع علي خصوصياتهم والتنصت علي مكالماتهم، لكن ما يهمنا هنا هو معرفة ابعاد هذه السياسة وغاياتها والتي نراها كما يلي: اولا: سحب الشرعية من القادة والمنظمات التي وصلت الي سدة الحكم بوسائل ديمقراطية تروج لها تلك الادارة وذلك ببناء سياج من العزلة، فتجاهل امريكا في التعامل واللقاء معهم واستمرارها في انتهاج هذه السياسة وفرضها علي غيرها من الدول، هذا يجعل منهم مجرد قادة داخل اوطانهم دون ان يكون لهم حضور علي المستوي الدولي. فالرئيس الراحل لم يتلق طوال فترة حصاره اي اتصال من زعيم او مسؤول عربي علي الاقل وذلك بناء علي توجيهات من ادارة بوش، وهذا ذات المصير الذي تسعي ايصال ايميل لحود له، وما زالت تحاوله مع حركة حماس لولا حنكة قادتها وانفتاحهم وتكسر الطوق الامريكي عبر دعوة روسيا لحماس لزيارتها. ثانيا: صناعة قادة يتماشون مع المخطط الامريكي، فهي تسعي الي ان يكون لها حلفاء في المناطق التي يفوز بها ديمقراطيا اشخاص ومنظمات لا ينساقون مع المشروع الامريكي، واللقاء معهم هو جزء من صناعة هؤلاء القادة والذين لم يفوزوا، كما يتطلب ذلك تقديم الدعم المالي والسياسي لهم وحث الدول الاخري علي استقبالهم.خالد معاليرسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية