حماس ستكون في المعارضة والائتلاف في نفس الوقت بينما تحاول فتح ادارة اقتصاد انتخابي والتخويف من أصولية الحركة الاسلامية

حجم الخط
0

حماس ستكون في المعارضة والائتلاف في نفس الوقت بينما تحاول فتح ادارة اقتصاد انتخابي والتخويف من أصولية الحركة الاسلامية

بينما المنافسة تشتد في الحملة الانتخابية بين الحركتينحماس ستكون في المعارضة والائتلاف في نفس الوقت بينما تحاول فتح ادارة اقتصاد انتخابي والتخويف من أصولية الحركة الاسلامية بعد أن انتهي الصراع الحاد بين الشبان والقدامي حول تشكيلة قائمة فتح للانتخابات البرلمانية، تُركز الحملة الانتخابية الفلسطينية في الجدل حول الأفكار والنهج وليس علي الأفراد والشخصيات.صحيح أن المتحدثين بلسان فتح وحماس يحاولون هنا وهناك تشويه بعضهم البعض، إلا أن الامور لا تُقال بصورة مباشرة في العادة، والجدل يدور حول طريقة الحكم والسياسة التي اتبعتها السلطة الفلسطينية.إلا أن انتقادات حماس لكون اجهزة السلطة فاسدة ومُسرفة، وأن سياسة اوسلو قد فشلت ورحلت عن هذا العالم ـ تُصد من قبل فتح بعدة وسائل. الطريقة الاولي تتم من خلال ادارة اقتصاد انتخابات. في الاشهر والاسابيع الأخيرة جُند لاجهزة الأمن الفلسطينية (وخصوصا في غزة) آلاف الشبان الذين بدأوا في تلقي رواتبهم القليلة المعتادة في السلطة. الامور وصلت الي حد نشر أنباء في وسائل الاعلام المحلية في الايام الأخيرة حول الازمة الاقتصادية الحادة المتوقعة في السلطة بُعيد الانتخابات. بناء علي ذلك، من الممكن القول أنه اذا مرت الامور بسلام وجرت الانتخابات بعد غد، فلن يتفاجأ أحد اذا لم تتمكن المالية الفلسطينية من دفع رواتب شهر كانون الثاني (يناير).المتحدثون بلسان حركة فتح يحذرون من أن نجاح حماس في الانتخابات سيدفع دول العالم واوروبا وامريكا الي الكف عن مساعدة السلطة ماليا. قائد حماس، اسماعيل هنية، رد علي ذلك بالقول: لدي السلطة الفلسطينية ما يكفيها من المال، ولدينا احتياطيات غاز غير مستغلة في شاطئ غزة . هو ورفاقه يدعون أنهم قد تحدثوا مع دول اوروبا حول ذلك، وأنه لا داعي للخوف من توقف الدعم. فنزويلا ودول اخري في جنوب امريكا لا يخشون امريكا، فلماذا نخشاها نحن؟ ، قال هنية.أما في الشأن السياسي، فقد سخر محمد دحلان من المتحدثين باسم حماس عندما قالوا أن اوسلو قد فشل: اوسلو فشل؟ فكيف يحدث اذا أنكم تشاركون في المعركة الانتخابية الآن؟ . أي أنه لو لم تكن عملية اوسلو لما كانت هناك سلطة، ولما كان بامكانكم أن تخوضوا الانتخابات.الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمتحدثون بلسانه يحاولون اقناع الرأي العام الفلسطيني في أن عملية اوسلو كانت انجازا هاما، وأن لها مستقبل قادم. هم يفعلون ذلك مثلا من خلال اقتباس اقوال القائم بأعمال رئاسة الوزراء في اسرائيل، اهود اولمرت، الذي يأمل بأن تبدأ المفاوضات حول التسوية النهائية مع الرئيس محمود عباس فور الانتخابات الفلسطينية والاسرائيلية . هذا كان العنوان الرئيس في صحيفة القدس الواسعة الانتشار في يوم الاربعاء الماضي، والتي طرحت الأمور وكأنها استجابة لنداء اولمرت لمحمود عباس. لاحقا قيل أن اولمرت يُلمح بأن الفلسطينيين في القدس لن يقبعوا الي الأبد تحت السيطرة الاسرائيلية. أي أنه مستعد لتقسيم العاصمة في المستقبل.اضافة الي ذلك، تقوم وسائل الاعلام الفلسطينية المقربة من السلطة بالاحتفال التام بكل استطلاع رأي اسرائيلي يُظهر أن اغلبية الاسرائيليين يريدون مواصلة الانسحابات في الضفة ومستعدون لتنازلات في القدس.المتحدثون بلسان فتح يحاولون إخافة الناخبين الفلسطينيين مُدعين أن حماس هي حركة متعصبة اسلامية وستحاول إجبارهم علي نهج حياة وقانون ديني صعب وغير قابل للتطبيق، وأنها تعارض كل مفاوضات وتطالب بالحفاظ علي الذراع العسكرية التابعة لها والإبقاء عليها .اذا صدقنا استطلاعات الرأي الفلسطينية، فالاغلبية ما زالت تميل الي حركة فتح. ولكن حتي اذا كانت هذه اغلبية ضئيلة، فمن الواضح أن عددا ملموسا من المستقلين سيُنتخبون وبعضهم هو في الواقع من أنصار حماس. ولكن لن تكون أمامهم صعوبة في الانضمام الي تحالف برئاسة حركة فتح. يبدو أن ذلك سيكون شكلا مريحا لحماس التي سيكون أتباعها في المعارضة ولكن بعضا منهم سيكون في نفس الوقت في الائتلاف الحاكم، وبذلك سيتمكنون من تخطيط المسيرة القادمة بحذر.داني روبنشتاينمحلل خبير في الشؤون الفلسطينية(هآرتس) 23/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية