حماس تعتبر الخطة الامريكية لافشال الحكومة انقلابا علي الديمقراطية وتنفي جمع اسلحة عناصرها وترحب بموقف فنزويلا
تل ابيب تدرس سبل اسقاط الحكومة المقبلة بممارسة ضغوط اقتصادية: حماس تعتبر الخطة الامريكية لافشال الحكومة انقلابا علي الديمقراطية وتنفي جمع اسلحة عناصرها وترحب بموقف فنزويلارام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:وصفت حركة المقاومة الاسلامية حماس امس الخطة الامريكية لزعزعة الحكومة الفلسطينية المقبلة وافشالها بأنها انقلاب علي الديمقراطية التي تنادي بها واشنطن.واكد سعيد صيام، القيادي البارز في حماس لـ القدس العربي ان الحركة باشرت اتصالات مع دول عربية واسلامية واوروبية لقطع الطريق علي الابتزاز الامريكي للفلسطينيين لأنهم اختاروا حماس .وقال مشير المصري احد قادة حماس والعضو في المجلس التشريعي الجديد لـ القدس العربي تعقيبا عما كشفته صحيفة نيويورك تايمز امس بأن الولايات المتحدة واسرائيل تجريان محادثات حول سبل افشال حكومة حماس المقبلة بان ذلك انقلاب امريكي علي الديمقراطية وتدخل سافر في الشأن الفلسطيني وانحياز اعمي لاسرائيل وعقوبة جماعية للشعب الفلسطيني كونه مارس الديمقراطية باختياره حماس .واكد المصري بان حماس لديها موارد الشعب الفلسطيني المالية الداخلية التي سيتم استثمارها بطرق صحيحة وشفافة اضافة الي الدول العربية والاسلامية والصديقة التي وعدت بمساعدة الشعب الفلسطيني، مشيرا الي ان الشعوب العربية والاسلامية ستقدم يد العون للفلسطينيين.واضاف المصري قائلا لذلك فان حماس تنصح الولايات المتحدة الامريكية بالا تعزل نفسها عن العالم نتيجة سياستها العمياء في الانجرار وراء اسرائيل ورغبتها في رسم الديمقراطية وتفصيلها علي مقاسها ، وذلك في اشارة الي عدم رضي الكثير من دول العالم عن السياسات الامريكية. وجاءت اقوال المصري في وقت اكد فيه مسؤولون امنيون اسرائيليون انهم يدرسون السبل الكفيلة بالتسبب في سقوط حكومة حماس المقبلة مع التركيز علي ممارسة ضغوط اقتصادية علي السلطة الفلسطينية.وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس نقلا عن هؤلاء المسؤولين تأكيدهم، بأنهم ليسوا متفائلين حيال فرص نجاح الخطة الامريكية لزعزعة استقرار السلطة في المرحلة المقبلة.وقد نفت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة، ما ذكرته صحيفة (نيويورك تايمز) امس من ان الولايات المتحدة واسرائيل تجريان محادثات حول السبل الكفيلة بافشال حكومة حماس في حال عدم موافقة الحركة علي الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود ونبذ العنف والقبول بالاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية.وقالت المصادر ذاتها للاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية انها لا تعلم شيئا عن مثل هذه الاتصالات او مثل هذه الخطة.وكان مراسل الصحيفة الامريكية في القدس، قد افاد نقلا عن مسؤولين اسرائيليين ودبلوماسيين غربيين، ان اسرائيل والولايات المتحدة تحيكان خطة تهدف الي عزل السلطة الفلسطينية والتسبب للشعب الفلسطيني بمعاناة تجبره علي اسقاط حركة حماس واعادة فتح الي السلطة علي حد تعبير الصحيفة.وتؤكد الصحيفة ان الهدف من هذه الخطوات هو وضع عراقيل امام حماس تمنعها من تشكيل الحكومة الامر الذي سيقود الي اجراء انتخابات جديدة.واضافت ان الخطة الاسرائيلية ـ الامريكية تشمل العمل لمنع تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وعزلها دوليا بشكل يجعل من حياة الشعب الفلسطيني غير محتملة و تجبره علي اعادة حركة فتح الي السلطة وان معلوماتها تعتمد علي تسريبات من مصادر اسرائيلية رسمية ودبلوماسية امريكية تدعي ان حماس تنوي اعادة بناء قوتها العسكرية وزيادة اعمال العنف .واضافت الصحيفة ان هذه الاستراتيجية تنطوي علي مخاطر جمة، منها محاولة حماس تجنيد دعم مالي من العالم الاسلامي، بما في ذلك سورية وايران ، كما يمكن ان تؤدي بـ حماس الي المواجهة المباشرة مع اسرائيل ما سيؤدي الي اندفاع انتفاضة ثالثة .وكشف مصدر اسرائيلي، ان تل ابيب التي تتوقع عدم تجاوب حماس مع مطالبها، تنوي وقف تحويل المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية ابتداء من الشهر المقبل، والتي تتراوح بين 50 و55 مليون دولار، كما تنوي واشنطن وقف المساعدات المالية المقررة للسلطة الفلسطينية.وتوقعت المصادر ان يقدم الاتحاد الاوروبي علي خطوة مماثلة او ان يقوم بتقليص حجم المساعدات، كما تنوي اسرائيل تشديد القيود المفروضة علي تحركات الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية، من جهة، وداخل الضفة الغربية المحتلة من جهة اخري. وكانت اسرائيل قد اعلنت فور انتهاء الانتخابات الفلسطينية قرار منع قادة حماس من التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما اعلنت امس الاول انها استكملت فصل القطاع الشرقي للضفة الغربية عن بقية اجزاء الضفة، كما تنوي اسرائيل الفصل التام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.وعلي صعيد اخر، نفت حركة حماس الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية حول قيام الحركة بتجميع وتسجيل السلاح المتواجد بأيدي عناصرها.وقال مشير المصري لـ القدس العربي ان هذه تسريبات اسرائيلية عارية عن الصحة ، فيما قال النائب المنتخب عن قائمة الحركة بشمال غزة فتحي حماد ان لا نية أبداً للحركة بجمع هذا السلاح، مضيفاً أن هذه الأنباء عارية تماماً عن الصحة وتعرف الحركة من وراء ترويجها ، متهماً المخابرات الإسرائيلية بأنها وراء ذلك وتهدف منها ـ حسب رأيه ـ لمعرفة ما يدور برأس قادة الحركة واستطلاع الأفكار التي يفكرون بها. وأكد حماد ان لا نية لدي الحركة بالقيام بالقيام بتصرف من هذا النوع طالما بقي الاحتلال جاثماً علي الارض الفلسطينية، نافياً نفياً قاطعاً علم المستوي السياسي للحركة باعداد المنتسبين وكوادر الجناح العسكري للحركة أو أي حصر لأعداد الأسلحة التي لديها.وكانت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ادعت امس ان كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بدأت بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية حملة لتسجيل الأسلحة المتواجدة بحوزة نشطاء الكتائب، وانتهت من ذلك في القطاع الشمالي من قطاع غزة. واضافت الصحيفة انه تم في بعض المناطق جمع الاسلحة وتسليمها لقادة الكتائب العسكرية في القطاع.وحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر فلسطينية وغربية، فان القيادة السياسية للحركة امرت بعد فوزها في الانتخابات بجمع كافة اسلحة كتائب عز الدين القسام وان ذلك تم فعلا في شمال القطاع.وحسب مصادر في حماس ، اقتبستها الصحيفة، فان هذه الخطوة تشكل محاولة من قبل الحركة لنقل رسالة الي الغرب تؤكد نجاح الحركة بفرض هيمنتها علي كتائبها المسلحة، كما يشكل ذلك خطوة تمهيدية لاحتمال صدور قرار عن الحكومة الفلسطينية العتيدة، التي ستترأسها حماس ، بتمديد الهدنة وجمع اسلحة الفصائل المسلحة.وقالت مصادر اخري ان قرار جمع اسلحة كتائب عز الدين القسام يشكل خطوة اولي تهدف الي توحيد كافة الفصائل المسلحة في تنظيم واحد يخضع لامرة الحكومة القادمة ويشكل قوة موازنة للقوات الامنية الفلسطينية التي ستبقي خاضعة لأمرة الديوان الرئاسي الفلسطيني. من جهة اخري، رحبت حركة حماس بالموقف الفنزويلي من الحركة حيث قالت فنزويلا امس انها ترحب باستقبال قادة حماس بعد أن حققت الحركة فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الشهر الماضي.ويعمل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وهو خصم لواشنطن علي تعزيز الروابط مع الحكومات العربية مع سعي بلاده، العضو في منظمة (اوبك) وخامس أكبر مصدري النفط في العالم، الي انهاء اعتمادها السياسي والاقتصادي التقليدي علي الولايات المتحدة. وفي رده عندما سألوه هل ستستقبل حكومته وفدا من حماس قال خوسيه فسينتي رانجيل نائب الرئيس الفنزويلي للصحافيين اذا جاءوا.. فسيكون ذلك مبعث سرور .واضاف قائلا ما هي المشكلة في ذلك؟ ألن تستقبلهم روسيا والبرازيل والارجنتين؟ وفوق ذلك فانهم يحظون بتأييد غالبية الشعب الفلسطيني. انهم فازوا لتوهم في الانتخابات .وفي قطاع غزة، قال خليل أبو ليلي القيادي بـ حماس ان الحركة سترحب بدعوة من فنزويلاوهي تعتبرها دولة مهمة ستسعي الي زيارتها.واضاف قائلا حماس ترحب بتعليقات نائب الرئيس الفنزويلي ونحن نتطلع لزيارة فنزويلا وجميع الدول الحرة الاخري التي تؤيد حقوق شعبنا .ونقلت صحيفة برازيلية في وقت سابق من الشهر الحالي عن متحدث باسم حماس قوله ان الحركة تعتزم ارسال وفود الي عدة دول في امريكا اللاتينية في مسعي للحصول علي معونات ودعم سياسي.وكانت روسيا دعت حماس الي زيارة موسكو لاجراء محادثات. ويأتي الانقسام العالمي حول حماس في وقت نقلت فيه اسرائيل للقاهرة رفضها المطلق التعامل مع حكومة بقيادة حماس .واجري وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، في القاهرة امس محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ومسؤولين مصريين آخرين، حيث نقل اليهم الموقف الاسرائيلي المتعنت ازاء نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، والمستهتر، عمليا، بخيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي.وقال مصدر اسرائيلي مطلع ان موفاز ابلغ مبارك رفض اسرائيل اجراء اي حوار او اتصال مع حركة حماس وقادتها، باعتبار الحركة غير مشروعة علي حد زعم اسرائيل.واضاف المصدر ان موفاز نقل الي المسؤولين المصريين قرارا يفيد انه في اللحظة التي سيعلن فيها عن تشكيل حكومة برئاسة حماس ستقدم اسرائيل علي اعادة النظر في مجمل اتصالاتها مع الفلسطينيين. ومن جهة اخري قال مشير المصري لـ القدس العربي امس انه لا يوجد عربي او اسلامي يضع شروطا او عراقيل في طريق حماس وتشكيلها للحكومة الفلسطينية المقبلة، وذلك تعقيبا علي تصريحات امين عام جامعة الدول العربية التي قال فيها تعامُلنا مع حكومة حماس سيكون علي أساس قبولها بالمبادرة العربية للسلام .واكد موسي، الأمين العام لجامعة الدول العربيّة، الليلة قبل الماضية، أن تعامل الجامعة مع الحكومة المُرتقبة لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس سيكون علي أساس قبولها بالمبادرة العربية التي أقرّتها قمّة بيروت.ورفض موسي بشدّة في مؤتمر صحافيّ عقده في مقرّ وزارة الخارجية السودانيّة وبثّته وكالة الأنباء السودانية سونا أن تكون الدعوة لقبول مبادرة عربية بمثابة شروط أو ضغوط علي حماس ، موضّحاً أن العرب لا يشترطون علي إخوانهم. ونحن نتعامل مع قضية مهمّة ولا نضع أيّ شروط لدعم الشعب الفلسطيني .وأكد أن أمام الحكومة الفلسطينية المُرتقبة مسؤوليّات كبيرة تستوجب الدعم العربي المادي والسياسي، وكذلك التفاهم والتنسيق وفق مقرّرات قمّة بيروت في إطار سلام عادل ومتوازن باعتبار أن السلام خيار استراتيجي للعرب .وأضاف أن التهديدات الغربية بسحب المساعدات عن السلطة الوطنية إذا وصلت حماس لسدّة الحكم تهديدات فيها الكثير من التسرّع، وربما نتيجة ضغوط معيّنة ولا تُعبّر عن حكمة سياسية، وقال لا يمكن أن تطالب بالديمقراطية ثم تبكي علي نتائجها .وأكد ضرورة إعطاء حماس الفرصة بصفتها الفائز بثقة أغلبيّة الفلسطينيين قبل توجيه التهديدات، وأن يُبني تقديم المساعدات علي أسس إنمائيّة وليست سياسية.