حكومة اولمرت القادمة ستخلصنا من كابوس الاحتلال

حجم الخط
0

حكومة اولمرت القادمة ستخلصنا من كابوس الاحتلال

حكومة اولمرت القادمة ستخلصنا من كابوس الاحتلال الخطاب الرسمي الاول لايهود اولمرت في مؤتمر هرتسيليا باسم حكومة اسرائيل كان مهمة مدروسة سياسيا بعناية. فقد توجه مباشرة الي مشاهدي التلفزيون (معدل مشاهدة ذروة 40 في المئة) بدل النظر في اوراقه. وبصوت واثق لمن يعرف ما هو التحدي السياسي الذي يقف أمامه لم يتلعثم، لم يتردد، لم يرفع الصوت، لم يهدد، لم يتحاسب ولم يجادل. فقد اتخذ وقفة رئيس وزراء مرشح وكأنها فصلت علي قياسه. كان بوسعه أن يحتل عناوين رئيسة عالمية، لو أنه هدد مثلا بتدمير ايران او أنه عرض انذارا نهائيا بأنه لن يتفاوض مع السلطة الفلسطينية اذا انتصرت حماس في الانتخابات. وقال اولمرت في دائرة مغلقة ان ما كان مهما في خطابه هو وقوفه كرئيس وزراء. في هذا الاختبار اتخذ مثلا القرار بالسماح للفلسطينيين بالتصويت في القدس قبل أن يطالبه الامريكيون بذلك. في نقطتين اخريين أحدث اختلافا ما عن ارييل شارون: واحدة موجهة للفلسطينيين في أن الحكومة لن تخضع لاقلية من خارقي القانون والمواقع الاستيطانية ستفكك. والثانية في أنه اذا ما نشأ وضع لا يكون فيه شريك للمفاوضات في الجانب الفلسطيني علي تطبيق خريطة الطريق ـ وهي امكانية بدت واقعية مع انتصار حماس في الانتخابات ـ سيعمل بكل الوسائل التي يراها مناسبة، وهو تلميح لخطوات اخري من طرف واحد. في هذه النقطة ايضا يوجد خروج عن الموقف المعلن لشارون. التاريخ يفيد أن الرقم اثنين في السلطة لم يكونوا بالضرورة مواصلي درب الزعماء الذين خلفوهم. نائب فرنكلين روزفلت، هاري ترومن، الذي وصم بتعابير مهينة أصبح بعد موت رزفلت احد كبار الرؤساء في امريكا. فقد فتح العصر النووي بقراره القاء قنبلتين نوويتين علي اليابان. أنور السادات، الذي كان نائب الرئيس المصري عبد الناصر المحبوب حظي في مصر بلقب الحمار . ولكن مع موت ناصر، الذي جر أبناء شعبه من كارثة الي كارثة، وجه السادات لاسرائيل ضربة حرب اكتوبر التي في اعقابها ولدت مبادرة السلام بين الدولتين. ليفي اشكول، الذي اعتبر زعيما ضعيفا، ثبت تعبير حكومة استمرار وتغيير ورثها عن دافيد بن غوريون. اما عمليا، فقد سار نحو قسم التغيير. أعد البنية لحرب الايام الستة في ظل التصفية السياسية لـ بن غوريون. برزت في خطاب اولمرت النبرة وليست الموسيقي. فقد وضع نفسه في موقع خلف شارون ولكنه ليس شارون. ليس مؤكدا في أنه لو كان شارون موجودا لسار اولمرت في نفس المسلك، يخلي المستوطنات، خلافا لموقف الليكود، وينجح بين ليلة وضحاها في أن يقيم علي الملأ كديما كحزب سلام سيحتل السلطة. اللغز الكبير هو هل سيحافظ كديما علي قوته المتصاعدة النامية بحجم كبير ينعكس في الاستطلاعات حتي بدون شارون؟ د. مينا تسيمح تري ان كديما هو حقيقة ناجزة. بيبي ليس محبوبا، وبالنسبة لعمير بيرتس يوجد احساس بانه غير ناضج. وبعد أن تذوق الجمهور طعم الامل في حزب سلام وسط، وفي ظل عدم وجود البديل أصبح كديما كيانا بحد ذاته. في محادثات خاصة يقول اولمرت ان كديما سيكون الحزب الذي سيكتل في داخله اناسا ذوي خبرة وعلي رأسهم خلية قيادية مثيرة للانطباع. 60 يوما حتي الانتخابات هي وقت طويل ومن المهم في أنه في هذا الزمن لا يرتكب اولمرت الاخطاء. الاختبار الفوري له سيكون معالجة انتصار حماس في الانتخابات ـ هل ينبغي الحديث معهم؟ تصميمه علي التواصل من المكان الذي توقف عنده شارون هو مطلق، ولكن ماذا كان شارون سيفعل في مثل هذا الوضع؟ صحيح أن اولمرت لا يبث قوة الجرافة التي كان يبثها شارون، ولكن يوجد مستوي من المعقولية العالية في أن يعرف كيف يقدر الي أين السير في هذا التطور الجديد.لقد أنهي اولمرت خطابه بكلمات آمل أن نتمكن من ان نقف حيال رئيس الوزراء ونقول له: علي طول سرنا . هذا القول هو قول شعري وسياسي في آن واحد. اولمرت هو الذي سيشكل الحكومة القادمة، سواء كانت استمرارا أم رمزا للتغيير ـ المهم هو أن حكومة برئاسته ستخلصنا من كابوس الاحتلال.يوئيل ماركوسكاتب دائم في الصحيفة(هآرتس) 27/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية