حظيت بارتياح شعبي وشملت تعيين نجل الرئيس السابق سفيرا بالامارات

حجم الخط
0

صنعاء ـ ‘القدس العربي’ من خالد الحمادي: قوبلت قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الأربعاء بارتياح شعبي كبير، واعتبره سياسيون بأنه ‘آخر مسمار’ في النعش السياسي لعائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد أن ظل صالح وأفراد عائلته يلوّحون بالعودة إلى السلطة، بينما يتهمهم آخرون في الوقوف وراء العديد من العمليات المخلة بالأمن والاستقرار السياسي في البلاد، إثر تلكؤهم في الخروج من السلطة ورفضهم مغادرة اليمن.
واعتبر العديد من السياسيين قرارات هادي بأنها الأكثر أهمية منذ توليه السلطة، لأنها فكّكت عائلة صالح وشتّتهم في ثلاث قارات، بتعيين العميد أحمد علي، نجل صالح سفيرا في الامارات العربية المتحدة، وتعيين العميد طارق محمد عبدالله صالح، ابن شقيق صالح وقائد حرسه الشخصي ملحقا عسكريا في ألمانيا، والعميد عمار محمد عبد الله صالح، نجل شقيق صالح والوكيل السابق للأمن القومي، ملحقا عسكريا في إثيوبيا.
وهدفت هذه القرارات الرئاسية إلى التنفيذ الفعلي لإعادة هيكلة الجيش وتوحيد صفوفه، بعيدا عن نفوذ وتأثيرات أفراد عائلة صالح في المؤسسة العسكرية، وعن السلطة عموما.
وتضمنت قرارات هادي استبعاد اللواء علي محسن الأحمر، من القيادة العسكرية وتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن، فيما اتخذ قرارا موازيا بتحويل معسكر الفرقة الأولى مدرع الذي كان يقوده الأحمر ويحتل مساحة واسعة في العاصمة صنعاء إلى حديقة عامة، في خطوة عملية نحو إخراج المعسكرات من المدن، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، بعد أن ظلت محاطة بها من كل جانب.
واستغل هادي سفر صالح إلى السعودية لغرض العلاج، ليصدر هذه القرارات الرئاسية الجريئة التي كان اليمنيون ينتظرونها منذ وقت مبكر، والتي يطمحون إلى أن تكتمل بإجبار صالح على البقاء في السعودية، ولو حتى بتعيينه رئيسا لـ’الجالية اليمنية’ في الرياض، ليبتعد عن ممارسة نشاطه السياسي في اليمن، إثر شعورهم بحضوره وتدخله المستمر في كل صغيرة وكبيرة، رغم إقصائه عن السلطة مطلع العام الماضي.
ورحبت كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية، بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، بالقرارات التي اصدرها هادي مساء أمس الأول، والهادفة إلى تقسيم مسرح العمليات العسكري لليمن وإعادة هيكلة الجيش وتشكيل وتسمية المناطق العسكرية وتعيين قياداتها.
وأعلنت هذه الأحزاب دعمها وتأييدها لقرارات هادي، التي قالت إنها ‘بعثت رسائل تطمين لليمنيين بجدوى التغيير السلمي، كما أعطت المرحلة الانتقالية دفعة قوية تبشر بنجاح استحقاقاتها’.
وأعلن المؤتمر الشعبي العام في بيان رسمي تأييده الكامل لقرارات الرئيس هادي الخاصة بإعادة توحيد الجيش وكل الخطوات والقرارات التي يتخذها في سبيل استكمال عملية التسوية السياسية.
إلى ذلك قال تكتل أحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم اغلب الأحزاب السياسية والكبيرة في البلاد، وفي مقدمتها حزب الاصلاح والاشتراكي والناصري ‘إن هذه القرارات ستسهم في عملية نقل السلطة وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والنقاط العشرين’. مؤكدا أن الشارع اليمني ظل ينتظر هذه القرارات منذ وقت مبكر .
وقوبلت هذه القرارات بدعم إقليمي ودولي، عبر برقيات التأييد من الدول والمنظمات الدولية الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكان هادي قد أخذ إشارة الموافقة منها قبيل إعلانه لهذه القرارات بيوم، والتي اتفق الجميع على أن الفرصة أصبحت مواتية لإصدارها في هذا الوقت الذي يغيب فيه صالح عن الساحة اليمنية وعن تأثيراتها على الوضع في الداخل.
وحظيت قرارات هادي أيضا بتأييد غير مسبوق من شباب الثورة وخرجت مسيرة حاشدة في صنعاء عصر أمس تأييدا لقرارات هادي، وأطلقت على جمعة اليوم ‘جمعة النصر’ في تعبير على الانتصار ضد نظام الرئيس صالح، وشعر اليمنيون عموما بالارتياح الكبير لما يعتقدون أنه (إزاحة) لصالح وافراد عائلته من السلطة، بعد أن ظلوا يعانون من تدخلاتهم في السياسة وفي التحكم بشؤون البلاد بطريقة غير مباشرة رغم بعدهم عن السلطة.
إلى ذلك وصف مستشار الرئيس هادي للشؤون الإعلامية محبوب علي القباطي القرارات التي اصدرها هادي بـ’قرارات تاريخية ووطنية تخص الوطن وكل ابنائه بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم لاختيار المستقبل الجديد الذي يطمح إليه كل ابناء الشعب اليمني’.’
وأكد أنها رغم أهميتها تأخرت كثيرا، وقال ‘انه رغم تأخر صدور هذه القرارات عن التوقيت الذي كان ينبغي ان تصدر فيه بعد استكمال لجنة هيكلة الجيش لمهمتها في اطار ما تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتعلقة بالتسوية السياسية في اليمن، فإنها في حد ذاتها قرارات ذات اهمية قصوى، تحدد معالم الطريق لبناء اليمن الجديد، ليكون الجيش فيه مؤسسة وطنية لحماية الوطن وسيادته ويحمي نظامه السياسي الذي ارتضاه الشعب بكل مكوناته وتعدده السياسي’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية