حزب الله يخترق الحدود بمسيّراته ويضرب بصواريخ بركان ثكنة ويحصي 1523 جريحاً إسرائيلياً

حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: بقيت الجبهة الجنوبية مشتعلة بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله الذي أورد جدولاً بعدد إصابات العدو في المستعمرات المحاذية للحدود مع لبنان، مشيراً إلى أنها بلغت 1523 جريحاً موزعاً بين مستشفيات زيف صفد (739) ونهاريا (607) ورمبام (93) وهلال يافيه (47) والكرمل (16) والمركزي في عيمك (11) والمركز الطبي في بوريا (8) وبني تسيون (2).

واستهل الحزب عملياته العسكرية بمهاجمة ثكنة زبدين فثكنة برانيت. وأعلن الإعلام الحربي في بيان أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في ​قطاع غزة، وتأييدًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو ‌‌‌‏المقاومة الإسلامية عند الساعة 6:40 من صباح الإثنين ثكنة ‏زبدين في ‏​مزارع شبعا​ اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة؛ وحققوا فيها إصابات مباشرة”.

ثم أعلن الإعلام الحربي في بيان ثان مهاجمة ثكنة برانيت عند الساعة 8.20 وهي مركز قيادة الفرقة 91 بصاروخين من طراز بركان الذي يحمل كل منهما رأساً حربياً ما بين 300 و500 كيلوغرام، وقد ألحق الصاروخان أضراراً جسيمة في الثكنة.

مهاجمة تجمعات

وأتبع الحزب عملياته باستهداف ثلاثة تجمعات لمشاة الجيش الاسرائيلي بالأسلحة المناسبة والقذائف المدفعية الأول في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون والثاني في محيط موقع الضهيرة والثالث في مثلث الطيحات محققاً إصابات مباشرة. كما أعلن الحزب أن مقاتليه استهدفوا بعد الظهر بواسطة ثلاث مسيّرات هجومية مراكز تجمع جنود الاحتلال غرب كريات شمونة.

في المقابل، أعلن جيش العدو انه “قصف مواقع في لبنان أطلقت منها حوالي 25 قذيفة صاروخية باتجاه كريات شمونة وتم اعتراض بعضها”، وتحدث عن “اعتراض 3 مُسيّرات في أجواء الجليل الأعلى”. وقال “أغرنا على بنى تحتية لحزب الله”. وطالت الاعتداءات الإسرائيلية أطراف بلدات يارين، الضهيرة، طيرحرفا، رب الثلاثين، محيبيب والجبين. وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف حولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين دير ميماس وكفركلا وتلة العزية، وحاصرت نيران القذائف الراعي محمد يونس (60 عاماً) في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرضت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركز إضافة إلى القوزح ورامية وتلة الحمامص.

كذلك، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة الخيام وسقط صاروخ بين المنازل ما أدى إلى إصابة منزلين. وقصفت مروحية أطراف بلدة مارون الراس، واستهدفت المدفعية منزل عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” النائب قبلان قبلان في منطقة الجبل في ميس الجبل وكان المنزل خالياً، وعلّق قبلان على هذا الاستهداف قائلاً “الحمد لله لم يكن هناك أحد في المنزل، وما استهداف هو الحجر وبالتالي “فدا دم المقاومين” فالحجر لا يساوي نقطة دم واحدة”.

وعصراً أفيد باستهداف القوات الإسرائيلية كنيسة مار جريس في بلدة يارون قضاء بنت جبيل حيث ألحقت بها أضراراً كبيرة.

واستمرت المواجهات مساء وحذّر جيش الاحتلال من مسيّرات في القطاع الشرقي للحدود مع لبنان، في وقت دوّت صفارات الانذار في مسكاف عام، وسُمعت أصوات انفجارات في الجليل.

الجيوش لا تهزم شعوباً

في المواقف، أكد رئيس المجلس السياسي في حزب الله، إبراهيم أمين السيد، في كلمة له خلال حفل تأبيني لشهيد على طريق القدس “أن نتيجة الحرب في غزة هي انهيار وسقوط الكيان الصهيوني”، وقال: “والله لو فعلوا أضعاف ما يفعلون من أجل أن يستعيدوا ما سقط لهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر لن يستطيعوا ذلك وقد انتهى الموضوع”. واعتبر “أن حجم الخسائر قد بلغ أسس وجود وبقاء هذا الكيان، فلا الأساطيل الأمريكية والأوروبية، ولا المواقف السياسية الداعمة لـلكيان الاسرائيلي ولا المواقف المخزية في العالم، وخصوصاً في منطقتنا، تمكنهم من استعادة ذلك، الموضوع انتهى والمسألة أصبحت مسألة وقت بعد 45 يوماً من الدعم العالمي الأمريكي والأوروبي بالسلاح”. وأضاف: “عندما أعطي العدو الفرصة ليأخذ وقته، دمّر ودمّر، ووصل الرقم إلى 12 ألف شهيد بينهم 8 آلاف طفل وامرأة، فهل بقتل الأطفال والنساء يُستعاد دور الكيان، ما يفعلونه، لا يساوي حذاء مقاوم واحد.. الأمريكيون والأوروبيون كذابون لا يتحدثون الحقيقة”. وختم “إن جيوشاً يمكن أن تهزم جيوشاً، لكن بكل التاريخ واليوم لا تستطيع جيوش أن تهزم شعوباً من مستوى الشهداء المجاهدين، من مستوى هذه الناس الطيبة الحاضرة، هذه هي الحقيقة”.

من جهته، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس أنه “مهما حاول العدو الاسرائيلي القيام بمجازر وقتل الأبرياء، فإن المقاومة لن تتراجع ولن تستسلم”، معتبراً “أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد والمقاومة في نهاية المطاف هي التي ستنتصر”. وقال خريس “على مستوى لبنان، لا أحد يريد الحرب ضمن كل قيادات المقاومة ولسنا نحن من فتح الحرب، بل ندافع عن أنفسنا ووجودنا ووطنا وحدودنا ولبناننا ونحن مع المقاومة الفلسطينية بكل ما أوتينا من قوة”. ولفت إلى “أن الاذى لا يأتي الا من العدو الاسرائيلي، فيما للأسف يحمّل البعض حركة “حماس” المسؤولية، بأنها بدأت الحرب فيما العدو هو من بدأ في القتل والتدمير والتهجير منذ زمن، وما قامت به المقاومة هو حق مشروع لها، لتقوم بدورها في ضرب المحتل في كل أراضي فلسطين المحتلة”.

جولة بو حبيب

في التحركات، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف الذي قال “تحدثنا عن الوضع في لبنان والجنوب وهو خطير جداً ولا بد من وقفه والأحداث في المنطقة خصوصاً في غزة، ونحن في كل المحافل الدولية ننادي بالسلام ووقف العمليات الحربية والعسكرية”.

وزار وزير الخارجية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأعلن أنه “عرض لنتائج الاتصالات الدبلوماسية الجارية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية”، وقال “وضعت دولته في صورة الجولة التي سأقوم بها إلى بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ للبحث في الوضع الراهن في جنوب لبنان وغزة وقضايا النازحين، وبعدها إلى إسبانيا للمشاركة في الاجتماعات المرتقبة للاتحاد من أجل المتوسط”.

إلى ذلك، ذكر موقع “أكسيوس” أن المبعوث الأمريكي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين وصل إلى إسرائيل لإجراء محادثات لمنع اندلاع حرب مع لبنان. واعتبر هوكشتاين ضمن فعاليات منتدى حوار المنامة 2023، قمة الأمن الإقليمي 19 “أن ما يحصل في غزة لا يجب أن يؤثر على حدود لبنان”، مشيراً إلى “أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قائم، والخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية