حركة فتح والنادي الملكي ريال مدريد!
حركة فتح والنادي الملكي ريال مدريد! لست رياضيا من الدرجة الأولي ولا حتي الثانية، ولكنني متابع من الدرجة الأولي لجميع أخبار الرياضة ومستجداتها، نعم، متابع ومتفرج ممتاز منذ الصغر، فكلنا نحترف الفرجة، ولا نقوي إلا عليها، فالتدخل قد يكلفنا الكثير، والفرجة أرخص وأسهل ويسمح بها دائما، رغم أن جدتي تقول دائما (الله لا يجعلنا فرجة لحد).قبل أن أقع في فخي الاسترسال والاستطراد اللذين يفرضان نفسيهما كضيف ثقيل، يفترض بي وحتي لا أترك القارئ في حيرة من أمره، أن أبين وجه الترابط بين حركة فلسطينية تاريخية كفاحية وبين ناد إسباني رياضي عريق. لدرجة أن يصبح الاسمان معا عنوانا لسطوري هاته. وأظنني قد بدأت فعلا بنسج خيوط التشابه بين فتح والريال، فالعراقة والتاريخ المشرف قاسم مشترك بينهما. كما أنني لا أقلل من شأن أحد، وإن كنت أؤمن شديد الإيمان بعبارة برنارد شو الشهيرة إن أسلوبي في المزاح هو أن أقول الحقيقة .المتعثران، هكذا يصف الساسة ومحللو المستديرة حال الاثنين، ففتح تعثرت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية (المحك الأكبر)، وإن كانت تمتلك كل الإمكانيات والكوادر الحزبية والأسماء اللامعة البراقة التي طالما رسمت السياسة الفلسطينية بقضها وقضيضها، والنادي الإسباني هو الآخر امتلك ويمتلك الموارد الضخمة والمدراء الفنيين المشهورين واللاعبين العمالقة من كل الأقطار والأمصار. ولكن كل هذا لم يكن ليكفي وكان حظ النادي الإسباني الشهير الخسارة وفي أحيان كثيرة أمام فرق ونواد مغمورة، ولم تشفع له عراقته ولا حتي جماهيره الأرستقراطية وقاعدته الكروية العريضة في حصد اللقب الذي سخر له كل شيء. من المعلوم أن كثرة الطباخين تفسد الطعام، هذا بالضبط ما حصل في فتح، فالمصالح تعارضت وأصبح الهم الأكبر من سيمثل من وعلي حساب من؟ وآه كم تنفس الشارع الفلسطيني الصعداء عندما توحدت قائمة فتح التي ستمثلها في الانتخابات، فالكل لا يرضي بالجلوس ولو مؤقتا علي دكة الاحتياط، فصارت الخلافات الموسمية المتكررة نتيجة حتمية وسمة مشتركة أخري بين فتح والريال. في عام 1902م تأسس نادي ريال مدريد الرياضي، وفي الفترة الواقعة ما بين الثامن والعشرين والواحد والثلاثين من كانون أول عام 1964م كانت عملية (عيلبون) وهي حسب المصادر التاريخية الرسمية للحركة باكورة عملياتها الفدائية أو كما يحلو للبعض بان يسميها (عملية الانطلاقة)، أعرف أنه شتان بين التاريخين، وأعرف أكثر من ذلك أنه شتان بين ناد رياضي وبين حركة فلسطينية عملاقة مثل فتح، ولكنه الضحك الذي يشبه البكاء والمدح الذي يشبه الهجاء.أتمني أن ترفع معاول الإصلاح في حركة فتح عاليا، وأن يتم تجاوز كل الخلافات، وأن تعاد صياغة كل شيء بما فيه مصلحة الجماهير الفلسطينية التي عشقت حركة فتح وتمترست خلف صفوفها، وبما فيه وفاء لشهدائها ولكل كوفية مرقطة.المحامي فضل عسقلاننابلس ـ فلسطين6