حركة حماس والسلطة الفلسطينية والعرب
د. محمد صالح المسفرحركة حماس والسلطة الفلسطينية والعربكثر الحديث عبر أجهزة التلفزة العربية والدولية عن فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، وجد الكتاب أو أصحاب الرأي عبر العالم في مناقشة ما ترتب وما يترتب علي تلك النتيجة التي يجب أن يعتز بها الشعب الفلسطيني وتفاخر بها سلطة محمود عباس عن ما عداها من الأنظمة العربية التي تجري فيها انتخابات برلمانية، لكن الشيء المخيف والمرفوض من كل شريف، هو ما تحدث به أحد تجار حركة فتح عندما راح يحرض الشعب الفلسطيني علي عدم التصويت لحماس بطريق مباشر وغير مباشر إذ قال: نريد حكومة قادرة علي جلب الأموال من الخارج وتوفير الرواتب، وبناء ديمقراطية ومؤسسات، نريد من حماس أن تعلن موقفها من المرأة .. وراح مسؤول آخر يقول: في الشهر القادم لن نستطيع دفع مرتبات الموظفين، كأني بهم يقولون لا تنتخب يا شعب فلسطين حركة حماس فهي غير قادرة علي جلب الأموال من الخارج. نحن بدورنا نسأل أين الأموال التي جلبت من الخارج في شكل مساعدات ومعونات في عهد سلطة فتح وأين ذهبت تلك الأموال وأولها 5% التي تستقطع من دخل كل فلسطيني في ارض الشتات العربي؟ أين أموال الصندوق القومي الفلسطيني ومدخراته واستثماراته؟ ومنهم المسؤولون في السلطة الذين سرقوا علي الأقل 700 مليون دولار من المساعدات والمعونات التي قدمت للشعب الفلسطيني؟ وكم أصبح عدد القطط السمان ؟ الم تعبث الجرذان بالمائدة وبما في بيت المونة ؟! ونسأل عن المئة مليون دولار التي حاول مسؤول كبير في وزارة مالية السلطة تهريبها للخارج وقبض عليه علي الحدود مع الأردن (الوطن القطرية في 3 شباط (فبراير) 2006) والأموال التي استولي عليها البعض تحت ذرائع مختلفة. ولا أريد أن أناقش ديمقراطية الدكتور نبيل شعث التي حرص عليها عندما فازت حركة حماس بحب الشعب الفلسطيني وثقته بها ولامناقشة مؤسساته التي يقول بها فهذا شأن يطول الحديث عنه ولسنا بصدد بحثه هنا. يا للهول !! لم يبق في سجل الدكتور نبيل شعث من القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني إلا المرأة، ونسي أعداد الاستشهاديات من أعضاء هذه الحركة في سبيل الله وتحرير الوطن المقدس فلسطين، ونسي انخراط المرأة في الانتخابات والتصويت لصالح حماس ونجاح إحداهن في هذه الانتخابات ونسي كل قضايا الشعب الفلسطيني إلا قضية المرأة الفلسطينية.ليت الدكتور نبيل شعث اهتم بشأن أبناء وأزواج وإخوان المرأة الفلسطينية الذين يعيشون في قبضة الجيش الصهيوني والعمل علي إطلاق سراحهم من الأسر طوال أيام وجوده في هرم السلطة الفلسطينية بالتعاون مع إخوانه في هذه السلطة. نطمئن الدكتور شعث بان حركة حماس إذا كلفت بالسلطة التنفيذية فان من بين همومها واولوياتها سيكون موضوع الأم الفلسطينية التي تترقب رؤية من يعز عليها طليقا حرا من قبضة جيش الاحتلال الصهيوني وغير ذلك.في هذا الخضم من العبث السياسي الذي يمارسه بعض الآباء الكرادلة في السلطة التي لم تحض بثقة المواطنين خرج علينا شخصية فلسطينية كانت مرموقة يقول حماس ستحد من الحريات الشخصية وستطبق الشريعة الإسلامية في الخليل ورام الله وبيت لحم وبقية المدن الفلسطينية، وهذا كما يقول يتنافي مع واقع الشعب الفلسطيني الذي يتكون من ديانات متعددة ، وهذه نقطة لا أريد الخوض فيها لكن أؤكد القول ان أعضاء حركة حماس هم من نسيج المجتمع الفلسطيني وليسوا غرباء عنه ويعلمون أن بعض موارد هذا الشعب تأتي من السياحة التي لها متطلبات خاصة بالقادمين من خارج فلسطين ولا أعتقد أن حماس ستغلق علي كرادلة السلطة كازينو القمار الذي أقيم في أريحا فهم منشغلون بما هو أهم وأعظم وهو تحرير الوطن ومحاربة الفساد والمفسدين وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس، وعهدي لهم جميعا أنها لن تغلق أبواب كنيسة ولن توقف نواقيسها عن الرنين ولن تغلق ماخورا لغير المسلمين أو تغلق متاجر القدس والمدن الفلسطينية عند كل صلاة. فهل دبت الطمأنينة إلي فؤادك يا صاحبي؟مع الأسف الشديد أن بعض إخواننا الفلسطينيين الذين هم في السلطة وبعض كتبتها وبعض الأنظمة العربية المختلة التوازن سياسيا راحوا يرددون الثلاثية الصهيونية بعد جورج بوش الصغير، وهي وقف العنف، وتقديم الاعتراف بإسرائيل، وقبول كل الاتفاقيات التي وقعتها السلطة مع إسرائيل في ذات الوقت لم نسمع من احدهم، أي السلطة وتلك الأنظمة العربية، يطالب الطرف الآخر المعتدي وهو إسرائيل بوقف العنف ضد الشعب الفلسطيني، ولم يطلب أي منهم أن تقدم إسرائيل وأمريكا اعترافهما بإرادة الشعب الفلسطيني بانتخاب حركة حماس وتعلن قبولها التعاون مع هذه الحركة.أريد تذكير القارئ الكريم، بان زعيم دولة عربية كبيرة عندما انتخب ايهود باراك لرئاسة الوزارة الإسرائيلية وعلقت عليه بعض الصحف العربية سلبا خرج علينا عبر شاشة التلفزة يطالب العرب بإعطاء ايهود باراك فرصة ليحكم، وكرر ذلك الزعيم هذا القول عندما وصل شارون إلي رئاسة الحكومة الإسرائيلية. ورأينا ما فعل بالشعب الفلسطيني وردودهم علي المبادرات العربية وكان آخرها مبادرة الملك عبد الله آل سعود، وخرج علينا زبانية ذلك الزعيم ليقولوا لن تكلف حماس بتشكيل الحكومة إلا إذا اعترفت بثلاثية جورج بوش وإسرائيل. لم نسمع زعيما عربيا واحدا يعلن تأييده المطلق لرغبة الشعب الفلسطيني في ان تحكمه حركة حماس وانه سيمد يد العون لهذه الحكومة الأمينة التي لم يعتصر رجالها الفساد والإثراء غير المشروع.9