حديث عن التغلغل البوليسي.. في الحرة وغيرها!

حجم الخط
0

حديث عن التغلغل البوليسي.. في الحرة وغيرها!

سليم عزوزحديث عن التغلغل البوليسي.. في الحرة وغيرها! لست من الذين تتعلق أعينهم بأفواه بطانة أهل الحكم، حتي إذا نطق أحدهم بكلمة حق، هلل وكبر، ونصب للناطق (حلقة ذكر) تكريما له، لسبب بسيط، وهو ان هؤلاء القوم لا يكون الباعث وراء ما يقولون نزاهة فكرية، او استقامة سياسية، وإنما لأنهم، وفي الأغلب الأعم، يكونون قد سعوا لمغنم، وعندما لم يصيبوه وحصلوا علي (بمبة)، فعلوا ما فعلوا، من باب غسيل المواقف، علي وزن غسيل الأموال.لن استطرد في هذا الجانب، مخافة ان تأتي الطوبة في المعطوبة، فأقضي بقية عمري اغني: ظلموه. فمحسوبكم في انتظار الترخيص له بحزب معارض من أهل الحكم، كما ذكرت في مقال الأسبوع الماضي، وليس من الحصافة، او اللياقة ان نعارض من بيدهم المنع والمنح.المهم، فعلي الرغم من انني لست متعلقا بأفواه، او أقلام، البطانة سالفة الذكر، الا انني لم استطع ان امر مرور الكرام علي ما جاء في مقال الدكتورة هالة مصطفي الباحثة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة (الأهرام)، وعضو لجنة السياسات، والمنشور في جريدة (الواشنطن بوست) الأمريكية، والذي احتفت به جريدة (العربي)، الصحيفة الحزبية الوحيدة المعارضة في مصر.المقال يدور حول تغلغل البوليس السياسي في الحياة السياسية في البلاد، وهو معروف للعامة، والخاصة، والدهماء، ولهذا، ولانني في انتظار الرخصة، لن استطرد فيه، وانما يعنيني ما جاء من تدخل في شؤون الفضائيات، فهذه الأجهزة هي التي تمارس رقابة عليها، من خلال منح ومنع التراخيص للمراسلين. وهو أمر سبق وان تناولته في هذه الزاوية. لكن هالة مصطفي (والألقاب محفوظة) أضافت الي ما كتبته ان قناة الحرة بعظيم شأنها وجلال قدرها، بحكم كونها ممولة من قبل الولايات الأمريكية رأسا، يسري عليها ما يسري علي المحطات الاخري.أعلم ما واجهته قناة المنار من صعاب في سبيل اعتماد مراسل لها في القاهرة، والي درجة أنها اختارت اكثر من مراسل، وفي كل مرة، كان المختار يفشل في الحصول علي الترخيص بمزاولة عمله، ولأسباب أمنية، وروي لي زميلنا طلعت رميح جانبا منها حيث كان واحدا من الذين وقع الاختيار عليهم. والتحكم في منح التراخيص يدخل في باب تأميم الفضائيات السياسية من المنبع، وهي سياسة وان كانت مفهومة في مواجهة قنوات مثل المنار، والجزيرة، والعربية، وشبكة الأخبار العربية، وما الي ذلك من قنوات تليفزيونية، فانه سلوك يبدو غريبا مع قناة الحرة التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية، القوة الوحيدة في العالم.هالة مصطفي قالت: ومن البداية كان عمل قناة الحرة خاضعا للرقابة السرية من قبل الأجهزة الأمنية، وهذه حقيقة غير واضحة دائما أمام هؤلاء الذين يراقبون هذه القناة من واشنطن ، وهذا بالطبع عن طريق التحكم في اختيار المراسلين، والادهي والأمر هو ما ذكرته من ان هذه الأجهزة الأمنية لها القول النهائي في اختيار الضيوف الذين يظهرون في البرامج، والمتابع سوف يلاحظ ان الآراء الليبرالية والتقدمية والمتفتحة يتم تقديمها بصورة اعتذارية تأسفية .وما جاء في المقال المنشور في (الواشنطن بوست) لا بد وان يفتح الباب لمناقشة قضية المحللين الذين تستعين بهم المحطات الفضائية لمناقشة الأحداث، او المشاركة في الحوار حول القضايا المطروحة للنقاش، فمن يتابع هذه الفضائيات سوف يكتشف ان الوجوه مكررة الي درجة الملل، والي درجة ان عددهم لا يتجاوز الخمسة عشر شخصا علي أحسن تقدير، وقد كنت في وقت من الأوقات أظن ان هذا التكرار مرده الي علاقات الصداقة مع المراسلين، وان هؤلاء الضيوف نجحوا في ذلك لأنهم يجيدون فن العلاقات العامة، لأنه ليس من المنطق ان نشاهد الواحد منهم في أكثر من قناة، معلقا علي حدث واحد، وفي يوم واحد، ثم نظن ان هذا يرجع الي انه فلتة، او انه عقلية معملية تحليلية فذة.فلو كان المحلل ليس له منافس في عالم التحليل الاستراتيجي، والتعليق الفيزيقي (لزوم القافية)، فان دواعي المنافسة تحتم علي أي قناة ان تبحث عن بدائل، لأنه ليس من قواعد المنافسة ان ادير المؤشر علي قناة (الجزيرة) فأجد ضيفا، أجده بعد ذلك، وربما قبل ذلك، في (العربية) و(العالم) و(النيل للأخبار)، والقناة الأولي المصرية، ليقول نفس الكلام، وبصياغات أخري أحيانا.عندما كنت أعلم ان هذا المذيع او ذاك، في هذه القناة او تلك، ليس علي وئام مع مكتب القاهرة، بسبب اختيار الضيوف في برامجهم، كنت أرجعه الي ثقافة (الكفيل) الوافدة الينا من دول الخليج، فالمراسل او مدير مكتب القاهرة، يريد ان يتحكم في اختيار الضيوف المصريين، حتي يظهر بأنه صاحب فضل، وحتي يجامل أصدقاءه، ومعارفه، بينما المذيع نجح في ان يقيم قنوات متوازية مع كثيرين في مصر، يستطيع من خلالهم ان يختار وجوها غير الوجوه التي أصبح ظهورها، من كثرته، يصيب المشاهد بالنكد المقيم.كنت أتصور قبل ما كتبته هالة ان الصداقة، والاستلطاف، والعلاقات العامة، هي جواز المرور للقنوات التليفزيونية، وهي أسباب تكرار ظهور شخصيات بعينها في كثير من المحطات، وهي وراء احتفاء بعض القنوات بشخوص لا يستطيع الواحد منهم ان يقيم جملة مستقيمة، وعندما لا تسعفه العبارة، يستعين بالبجاحة.. هل شاهدتم محرر الحوادث باحدي الصحف الحكومية، الذي تستضيفه (عموم) الفضائيات ـ ما ظهر منها وما بطن ـ وتقدمه علي انه خبير امني محترف، فيأبي إلا ان يظهر برتبة (الباشاويش)، وفي كل مرة يقدم الدليل علي انه لا يصلح للاستضافة، ومع هذا أصبح يظهر علي القنوات التليفزيونية أكثر من ظهور نانسي عجرم؟!لقد (بانت لبتها) وثبت ان الصداقة والاستظراف، وما الي ذلك ليس سببا في هذا الظهور المشبوه لشخصيات بعينها علي شاشات الفضائيات، ولكنه وكما قالت هالة مصطفي يرجع الي تدخل البوليس السياسي (حوالينا لا علينا)، وإذا كان هذا مقبولا في قنوات عربية لا تستطيع ان تحمي مراسليها، او ان تأتي بغيرهم ممن لا ترضي عنهم الآلهة، فانه يكون عجبا ان يحدث في قناة أمريكية هي (الحرة)، والتي لم نسمع ان من يعنيهم الأمر قد فتحوا تحقيقا شاملا حول ما جاء في المقال المذكور، مع انه يمثل ـ في حال ثبوته ـ فضيحة مكتملة الأركان، اللهم إلا إذا كان الهدف ان يتم استغلاله كمسوغ للإطاحة وقت اللزوم بموفق حرب رئيس القناة، مع ان هالة ذكرت ان الاختراق يتم من وراء ظهر الإدارة في واشنطن.مهما يكن الأمر فقد آن الأوان لان تقوم كل قناة بفتح ملف الضيوف المكررين، واستبدالهم بآخرين عن طريق الطلب من الأجهزة المتغلغلة مدها بقائمة جديدة من الضيوف، او تخصيص مجموعة لكل قناة يحظر علي القنوات الاخري ان تتعامل معهم، وذلك اضعف الإيمان.المتاجرة بـأحمد منصور فشلت محاولة تليفزيون الريادة الإعلامية، الشهير بالتليفزيون المصري، المتاجرة بظهور احمد منصور مذيع الجزيرة علي شاشته.ففي أول أيام عيد الاضحي المبارك استضافه محمود سعد في برنامج (البيت بيتك) ليحصل منه علي شهادة بسيف الحياء بأن التليفزيون المذكور أصبح منافسا جادا للفضائيات الاخري، وأصبح يعيش جوا من الحرية منقطع النظير، لكن يُذكر لمنصور فيُشكر انه لم يقع ضحية الابتزاز، فلم يجامل القوم بكلمتين وإنما قال عبارة ذات مغزي: .. (لسه بدري). وبلع محمود سعد الرد، وسعي لان يحصل منه علي شهادة بطريقة اخري، فطلب منه ان يروي قصة الاعتداء عليه، والتي تعرض لها في أول ايام الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولا يعلم انه قد أدان من سعي لانتزاع شهادة لصالحهم، فقد كان الاعتداء موجها لقناة الجزيرة، ولإخافة منصور، فإذا كان سقف التغطية يمكن ان يكون قد تم الاتفاق عليه مع مكتب القاهرة، فان (العلقة) يمكن ان تمثل رسالة للموفد من الدوحة.وقد كانت هذه هي المحاولة الثانية لانتزاع شهادة من مذيع الجزيرة، فقبل شهرين تقريبا استضافه برنامج (ماسبيرو) وسعت مقدمته شافيكي المنيري ان تحصل علي شهادة باللت والعجن بأن التليفزيون المصري يتمتع بالحرية، والدليل انه يستضيف احمد منصور، وكأن الضيف هو أبرهة الأشرم، وان استضافته دليل (لا يخر الماء) علي جو الحرية الذي تعيشه مصر، وقد رفض احمد منصور ان يجاريها، وأبي ان يمنحهم شهادة بحسن السير والسلوك، وبعد هذا بأسابيع وقع الاعتداء وكانت ابلغ شهادة حررها النظام المصري بنفسه وتؤكد ان بينه وبين الإصلاح: دنيا!عجبت لمن يصرون علي منع برنامج (رئيس التحرير)، ثم يسعون بدون يأس للحصول علي شهادات بحسن السير والسلوك.الجيش الباسل معلوماتنا العسكرية عن الجيوش أنها لحماية الأوطان من الأخطار الخارجية، لكن الجيش العراقي اثبت بالفعل انه ليس جيشا بالمعني المفهوم، وإنما هو يليق حقا بمن شكلوه، وهم المحتلون للعراق.فالجيش الباسل قام بخطف او اعتقال (لا فرق) أنور الحمداني المذيع بتليفزيون النهرين. والمذكور ليس من عناصر المقاومة، ولم يدع عبر القناة للصمود، ففكرة برنامجه تقوم علي عرض مشاكل الناس لا أكثر، ومع هذا فقد تحرك الجيش الذي لا يقهر وقام باعتقاله.واضح ان الجيش المنسوب للعراق أراد ان يؤرخ بما فعل لسجله العسكري الحافل والمشرف.ہ كاتب وصحافي من مصر[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية