جنس جماعي في سفاري بارك السورية ودكتور المخابرات يدعبل ضيفي البرنامج!

حجم الخط
0

جنس جماعي في سفاري بارك السورية ودكتور المخابرات يدعبل ضيفي البرنامج!

حسام الدين محمدجنس جماعي في سفاري بارك السورية ودكتور المخابرات يدعبل ضيفي البرنامج!الجلسة الأخيرة التي نقلها التلفزيون السوري والمشاهد التي نقلتها الفضائيات العربية لمجلس الشعب السوري والتي خصّصت للتشهير بنائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام واعلانه خائنا للوطن والأمة كانت جلسة تاريخية بحق وحقيق.فقد أثبتت هذه الجلسة (التي وصفها أحد الصحافيين بأنها كانت اكثر ضررا علي النظام السوري من تصريحات خدام نفسه) ان التاريخ يتحرّك ولم ينته كما زعم فوكوياما ولا يهم ان كان تحرّكه في سورية رجوعا الي الوراء آلاف السنين حين لم تكن السياسة والدبلوماسية والمنطق من مصطلحات البشرية ومكوّناتها.ذكّرتني الجلسة بوصف رسول حمزاتوف لاجتماع لاتحاد للكتاب أيام الحقبة السوفياتية فقد لاحظ الشاعر ان الحاضرين كانوا في تصرفاتهم أشبه بالحيوانات: واحد يشبه الببغاء وآخر يشبه الضبع وثالث يشبه الحمار (مع حفظ الألقاب والدرجات).ہ ہ ہبثّ اجتماع هستيري وبانفلات زمني لا محدود (ست ساعات) حوّلا الجلسة الي شكل من اشكال ما سمّي بـ تلفزيون الواقع .أشهر وأول هذه البرامج في بريطانيا طبعا هو الأخ الأكبر Big Brother حيث يتباري عدد من المتسابقين الذين يجمعهم منتجو ومخرجو البرنامج مراعين التنوّع والتنافر حيث يقدّم الجميل والبشع والأسود والأبيض والشاذ جنسيا والمهووس الخ… الذين يتنافسون علي رضا الجمهور لينال الأخير الباقي بينهم ـ بفضل تصويت المشاهدين ـ جائزة كبيرة اضافة للشهرة العارضة التي حصل عليها. مخرجو مجلس الشعب السوري بالمقارنة يحاولون ايضا مراعاة التنوّع لكنهم لا يحبّون التنافر ابدا، فأعضاء المجلس كلهم يجمعهم الولاء للأب القائد، ومن ثم للابن القائد، ويوحّدهم الخوف من اجهزة الأمن.كان الفلتان العصابي في جلسة مجلس الشعب السوري فرجة مسلّية هائلة مثله مثل حلقات الأخ الأكبر و ستار اكاديمي ، كما كان بحثا سريعا عن الشهرة والنفوذ.عدم وجود مخرج يقتطع اللقطات الناتئة والنابية او شرطي ينظّم المرور بين النواب المتراكضين للظهور في عين الكاميرا كان مقصودا تماما من نظام مهووس بالمراقبة والاجتزاء ومنع أي شخص من الادلاء بتصريح الا بعد إذن صادر من أعلي (آخر عقوبة لحقت برئيس تحرير جريدة لنشره خبرا عن اضراب للمتخلّفين عقليا والمساجين تضامنا مع القيادة في سورية ضد الحملات الظالمة عليها رغم انه صدر عن وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا !).كما ان انعدام الرقابة علي هذه الجلسة ناتج طبعا من أن كمية كبيرة من الأعضاء (علي حد قول رئيس مجلس الشعب) كانوا في مباراة معروفة النتيجة لأن اللاعب الآخر غائب ومهزوم سلفا.النوّاب (او كما يسميهم الشاعر اللبناني جورج جرداق: النوائب) كانوا يتصارعون مثل زملائهم اعضاء سوبر ستار و ستار اكاديمي علي الجائزة !الفارق الوحيد هو ان النوّاب السوريين علي عكس زملائهم اولئك لم يعيروا لا المشاهدين ولا العالم الخارجي أيّ اهتمام (لأن جمهورهم مؤلف من شخص واحد هو الذي يحكم علي درجة ولائهم ويوزع عليهم الجوائز) وكان آخر همّهم ان يظهروا الوقار او يناقشوا الوقائع بمنطق او يحاولوا الظهور كأنهم إخوة للديمقراطية بالرضاعة تشرّبوا مبادئها منذ نعومة اظفارهم او انهم اعضاء في البرلمان الفرنسي او البريطاني انحطّ بهم الزمان فدخلوا البرلمان السوري.ظهر نوّاب الشعب السوري مثل ثلّة من رعاع الأزقة الرثّة وأكدوا بكل قواهم العقلية والعضلية انهم كانوا قادرين علي قتل نائب رئيسهم السابق والتهام جثّته تحت أضواء الكاميرات والفلاشات.ہ ہ ہهذه الوضعية ذكرتني بقصة ونكتة. القصة هي للقاص والروائي السوري محمد كامل الخطيب وتتحدث عن شخص ضعيف في حياته العائلية وعاجز في حياته الزوجية ويقرّر بلحظة يأس او تحدّ ان يبصق علي صورة أبيه المعلّقة علي الجدار. تعلو البصقة الي فوق ثم تهبط علي وجه الابن.وأما النكتة فتحكي عن شخص فرزته العدالة الالهية الي جهنّم غير ان بعض حسناته سمحت له باختيار نوع المكان الذي سيعاقب فيه علي ذنوبه. بعد عرضه علي أماكن تقشعر لها الأبدان أدخل الرجل الي غرفة فيها براميل من القمامة (يمكن لراوي النكتة ان يضع فيها مكوّنات أبشع لو أراد) يقف فيها أشخاص مثله فاختار المكان سعيدا ووقع علي استمارات الدخول ليفاجأ بالملاك المكلّف بالتعذيب يبلغ الموجودين بانتهاء الاستراحة طالبا منهم الغوص الي أسفل ورفع أقدامهم إلي الأعلي.أعضاء سفاري بارك السورية في اكتشافاتهم المتأخرة ثلاثين عاما لفساد خدام وفضائح ابنائه قاموا بما يشبه فعل بطلي القصة والنكتة، ففي غضبتهم الضارية علي فساد شخص واحد منهم، تناسوا فسادهم الذي يشبه حفلة الجنس الجماعي، فأهانوا أنفسهم وسخروا من الشعب الذي يجثمون علي صدره ويهينونه بتسمية مجلسهم باسمه.لكن الاستراحة علي ما يبدو قد انتهت!شهداء اضافيوننضال الأحمدية صحافية من لبنان تذكّرني كلما ظهرت علي شاشات التلفزيون بالكائن الخرافي اليوناني ميدوزا الذي يصور امرأة شعرها من الثعابين ونظرة واحدة منها تكفي لتحويل الشخص الي حجر.نضال كانت احدي المتّصلات في برنامج لمن يجرؤ ظهر فيه المغني اللبناني رامي عيّاش، وفي اليوم التالي (أول أمس الأربعاء) كانت هي شخصيا ضيفة لبرنامج آخر خبرية علي قناة المستقبل الذي يقدمه ميشيل قزّي.في البرنامج الأول انهالت نضال بالشتائم والاهانات علي صحافية زميلة لها لأنها لوّحت ان عيّاش استخدم ورقة مرضه للترويج لاسمه وحفلاته ولانتزاع تعاطف الجمهور معه، رغم تأكيد الأولي ان لديها حديثا مسجلا مع عيّاش يثبت ذلك، ولم تنس ان تهين مقدّم البرنامج طوني خليفة ايضا وتقول له انها لا تطيق رؤيته!.تأكيد ميشيل قزّي ان نضال شنت عليه لسنوات تهجمات لا مبرر لها هو ايضا ثبّت لي ان المرأة اما مخبولة واما انها تستخدم هذا الأسلوب الأمني لارهاب زملائها الاعلاميين كجزء من مفهومها لـ الصحافة .وبما ان البلطجة الأمنية تستلزم كما نعلم تغطية ايديولوجية فان الأحمدية وفي المرّتين فتحت فجأة مونولوجا سياسيا لا يرتبط بأي سياق، فقامت في البرنامج الأول بتوجيه تحية الي وليد جنبلاط والي أبطال الانتفاضة اللبنانية. اما في البرنامج الثاني فتركت فجأة مجالس القيل والقال ومعاركها مع الجميع وقرّرت قراءة قصيدة لنزار قباني أهدتها لأرواح الشهداء رفيق الحريري، جورج حاوي، سمير قصير و… مني شدياق ، فضمّت الزميلة المنكوبة الي صفحة الوفيات، رحمنا الله واياكم من الخبل والارهاب!درس في الديمقراطية برنامج الاستحقاق الذي يقدمه الزميل علي حمادة علي قناة المستقبل كان علي موعد مع مفاجأة في حلقته الأخيرة تمثّلت باتصال اللواء بهجت سليمان، مسؤول المخابرات السوري السابق، وأحد المطلوبين، حسب تقرير ميليس، للتحقيق باغتيال رفيق الحريري.سليمان استطرد طويلا في هجوم شديد طال خدّام ووليد جنبلاط بلهجة قاسية أقرب للتهديد.رتبة اللواء وهيبته الكبيرة التي لم تنل منها اقالته من منصبه قبل أشهر ألقت بثقلها علي ضيفي البرنامج فؤاد دعبول، الصحافي في جريدة الأنوار، ومحمد سلام، وهو محلل سياسي.طلب مقدّم البرنامج من الضيفين التعليق علي كلام اللواء (الذي طالب المقدّم بوصفه بالدكتور بدل اللواء) فقال سلام ما معناه ان كلام الدكتور بهجت معقول ومفهوم وان اي مواطن سوري يحقّ له ان يقوله، اما دعبول فرفض التعليق وهو يردّد في داخله مع فايزة احمد ارحم دموع عينيّ ارحم مخدّتي !.مداخلة سليمان سببها كما قال ان ضيفي البرنامج ومقدّمه هم من اللون السياسي ذاته في اشارة تدلّ علي هموم الدكتور اللواء الديمقراطية التي ناقضها بعد قليل حين ذكّر علي حمادة بزيارة الأخير لمكتبه في دمشق، ففي تلك الزيارة اشتكي اللواء من نشر الصحف اللبنانية مقالات للكتاب السوريين لا تصلح للنشر في جريدة حائط ، وكذلك من مقالات علي حمادة معدّ البرنامج نفسه، ومقالات زميله في النهار آنذاك سمير قصير (الذي استشهد بسيّارة ملغومة لاحقا).شكوي الدكتور اللواء من عدم اعطاء الرأي الآخر في برنامج تلفزيوني معقولة ومنطقية ويحق لأي مواطن سوري أن يقولها… ولكن خارج سورية فقط!ناقد من أسرة القدس العربي [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية