جنبلاط يبرز خريطة مزورة تسلمها من جميل السيّد وتنقل مزارع شبعا الي داخل حدود لبنان ووئام وهّاب المقرب من سورية يتوعّد المغامرين بدفع ثمن سياسي غال
جنبلاط يبرز خريطة مزورة تسلمها من جميل السيّد وتنقل مزارع شبعا الي داخل حدود لبنان ووئام وهّاب المقرب من سورية يتوعّد المغامرين بدفع ثمن سياسي غالبيروت ـ القدس العربي ـ من سعد الياس:في اطار السجال الدائر حول لبنانية أو عدم لبنانية مزارع شبعا كشف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط امس عن خريطة للجيش اللبناني يعود تاريخها الي العام 1962 تظهر أن منطقة مزارع شبعا خارج الحدود اللبنانية.وابرز خريطة قال إنها مزورة وسلّمه اياها في العام 2001 المدير العام للأمن العام السابق اللواء الركن جميل السيد، تظهر كيف نقلت حدود لبنان من مكان الي آخر لكي تصبح مزارع شبعا داخل حدود لبنان .وعرض النائب جنبلاط خلال لقائه وفداً ضم مئات المهندسين من قوي وتيارات 14 آذار، خرائط للحدود اللبنانية، وقال: كل حركة استقلال لبنان مبنية علي هذه الخريطة. وتسهيلاً للأمر اكثر، هناك خريطة اكبر حجماً ايضاً موجودة، هذه الخريطة هي للجيش اللبناني وتعود الي العام 1962 وتظهر فيها حدود لبنان مع اسرائيل، ومع سورية. اما السؤال فهو: من اين هذه الخريطة؟ فكل الأفرقاء اللبنانيين الذين تحاربوا في الماضي، الجميع، بمن فيهم الفلسطينيون، استخدموا خرائط الجيش ولم يخترع أحد البارود. هذه الخرائط في العام 1962 توضح حدودنا مع سورية، ونري فيها مثلا المجيدية بعيدة من الحدود ـ وانا لست مهندساً ـ اعتقد نحو كيلو متر واحد. ونري مغر شبعا داخل سورية، وغيرها من القري داخل سورية ايضاً. وكما أعلمت بأن الحدود الطبيعية هي القمم، وجبلي السماق والروس بيننا وبين سورية، واضحة جداً. هذه خريطة الجيش عام 1962، وقد تغيرت معالم الحدود في العام 2001، لكن علي مدي الاربعين عاما الماضية كان هناك خط معترف به .اضاف: الدكتور عصام خليفة طرح خريطة ربما تعيدنا الي العام 1923 او 1943، لكن علي الاقل وعلي مدي فترة الاربعين، كانت هذه الخريطة (للجيش)، الواضحة بيننا وبين سورية. فجأة وعندما كنا في حال غزل مع نظام الوصاية وتحديدا مع احد رموزه وهو اليوم في السجن جميل السيد، أخرجت خريطة جديدة. هذه الخريطة اعطاني اياها جميل السيد، أخطأ و كمشناه .فجأة أزيحت الحدود الي الداخل، وعند ذاك خرجت نظرية تحرير مزارع شبعا. وصحيح آنذاك أن الحكومة اللبنانية، تحت الوصاية، وافقت علي الامر. لكن اساس الموضوع علي هذه الخريطة ومبدأ تحرير مزارع شبعا من خلال المقاومة، يقف الحد بين بناء الدولة وعدم بناء الدولة. تلك الخريطة تسمح لقوة مسلحة بالسيطرة علي الجنوب بدون دولة واستخدام الجنوب عبر الحلف اللبناني ـ السوري ـ الايراني الي أفق غير محدد من اجل مصالح النظام ومصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية، ويبقي لبنان اسيراً .واضاف جنبلاط عندما قلنا بالحوار، الحوار لا يعني اطلاقاً الغاء تطبيق القرار 1559. هناك قرارات دولية ونحن كلبنان قمنا بكل واجباتنا في المصالحة وفي التحرير، اما رهن لبنان الي ما لا نهاية فأتصور ان غالبية اللبنانيين ضد هذا الامر، ونحن لسنا بأكثرية وهمية، كما قال احدهم في احد الاحتفالات بالامس، لا ابداً. لكن مطلوب الوضوح في الرؤية كي نستمر في مسيرة الاستقلال والحرية والسيادة . واضاف: لكن علي تفسير هاتين الخريطتين يقع مستقبل لبنان، وهناك ايضا هنا في القاعة خريطة الامم المتحدة، الخط الازرق الذي بناء عليه اقرت الامم المتحدة ان لبنان نفذ القرار 425، فجأة طلعت خريطة العام 2001 ونظرية مزارع شبعا، وعلي هذه القاعدة يعني الامر انه مع الاسف الجيش لا يستطيع السيطرة عليها وعلي اكثر من ثمانية معابر. ويوم الجمعة ليلاً، مرت من المكان قافلة من السلاح والصواريخ علي تلك الحدود باسم احد التنظيمات المسلحة في لبنان اوقفها الجيش ثم سارت، وكل يوم هناك تسلل، وطالما يوجد دولة مقسومة الولاء: من جهة حكومة، وصحيح هي حكومة الاكثرية ولكن، من جهة ثانية، رئيس الجمهورية فرضته الوصاية السورية مما يعني انه ليس رئيس جمهورية لبنانياً، وهو تالياً ينفذ تعليمات النظام السوري، وهو يوقف كل التشكيلات الامنية والديبلوماسية والادارية وحتي القضائية، البلد في تناقض هائل. لكن كل ذلك لا يلغي الجوهر الي اين لبنان؟ وجميل المزايدة في المهرجانات ذات التنظيم الفولاذي ـ كما سماها علي حمادة، فليعطونا الامكانات نفسها او يعطها لأي حزب منا ومنكم او اي تنظيم يتمتع الامكانات الهائلة نفسها 300، 400 مليون دولار من ايران يعمل اي كان دويلات ضمن الدولة. لا، نحن مشروعنا دولة، بناء دولة. لذلك اليوم نفهم واكثر من اي وقت مضي وعلي مشارف يومين من استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لماذا قتل الحريري واغتيل مشروع الدولة، لان رفيق الحريري لم يكن مقتنعاً بهذه الخريطة للعام 2001. ولذلك اغتيل، ولهذا اغتيل الآخرون الذين كانوا يطالبون بالسيادة والاستقلال والحرية، هذا هو الواقع بكل صراحة وقد اعطيت الخطوط العريضة الاساسية .في المقابل، رأي وزير الخارجية فوزي صلوخ ان استمرار احتلال اسرائيل لأراض لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، اضافة للاعتداءات والخروقات شبه اليومية من قبل اسرائيل للسيادة اللبنانية، وقضية المعتقلين اللبنانيين، وخرائط الالغام، اضافة الي تحصين لبنان ضد الخطر الاسرائيلي، هي قضية تلامس كل اللبنانيين وبالتالي تأخذ حيزاً هاماً في سياسة لبنان الخارجية .وردّ الوزير السابق وئام وهاب المقرّب من سورية علي اعتبار قوي 14 آذار أن موضوع سلاح المقاومة لم يعد موضع اجماع اللبنانيين فقال هذا أمر طبيعي من قبلهم لانه يتجاوب مع اسيادهم في تل ابيب وواشنطن الذين يأخذون عليهم تراجعهم عن تجريد لبنان من عناصر منعته وقوته. وليعلم هؤلاء ان مغامرتهم هذه ستبوء بالفشل وسيدفعون ثمناً سياسياً غالياً لانهم تعرّوا امام اللبنانيين بكذبهم وارتباطهم بالخارج .