جمعية متطرفة تحول كنيسة الي كنيس يهودي بالقدس والفاتيكان يهدد بأزمة مع اسرائيل

حجم الخط
0

جمعية متطرفة تحول كنيسة الي كنيس يهودي بالقدس والفاتيكان يهدد بأزمة مع اسرائيل

جمعية متطرفة تحول كنيسة الي كنيس يهودي بالقدس والفاتيكان يهدد بأزمة مع اسرائيل الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس: كشف النقاب امس الثلاثاء في تل ابيب عن ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قامت بالسيطرة علي كنيسة في القدس الشرقية المحتلة وتحويلها الي مكان مقدس لليهود. وقالت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية التي اوردت النبأ امس ان الصفقة الجديدة اثارت ازمة دبلوماسية حادة مع الفاتيكان ومع السلطات الالمانية المسؤولة عن الكنيسة المذكورة، واكدت الصحيفة ان الفاتيكان احتج بصورة رسمية علي هذه الخطوة الاسرائيلية معتبرا اياها مسا سافرا بمشاعر المسيحيين في فلسطين وفي اوروبا ايضا. ويتبين من التقرير الذي اوردته الصحيفة الاسرائيلية ان الحديث يدور عن مكان مقدس للمسيحيين في القدس المحتلة منذ ان احتل الصليبيون الارض المقدسة، واسم المكان هو كنيسة السيدة العذراء وكهنتها المان. واتضح ايضا انه قبل حوالي خمس سنوات قامت ما تسمي سلطة تطوير الحي اليهودي في القدس المحتلة ببيع الكنيسة الي جمعية يهودية دينية متطرفة تدعي اش هتوراه ، تنشط في القدس المحتلة وتقوم بالسيطرة علي اماكن مقدسة للمسلمين والمسيحيين عن طريق الغش والخداع. وبعد ان اشترت المكان المقدس للمسيحيين قامت الجمعية اليمينية المتطرفة باغلاق المكان كليا، ووضعت علي الباب الرئيسي للمكان لافتة كبيرة تؤكد ان المكان هو مكان مقدس لليهود ومنعت الحجاج المسيحيين من اوروبا وامريكا من زيارة الكنيسة زاعمة ان المكان تحول الي مكان مقدس لليهود. واضافت الصحيفة قائلة ان هذه الخطوة اثارت ردود فعل غاضبة في الفاتيكان والمانيا، حيث وجه الفاتيكان احتجاجا رسميا الي وزارة الخارجية الاسرائيلية والي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، طالبا فيه بالعمل فورا علي اعادة الكنيسة الي المسيحيين، كما هدد الفاتيكان الدولة العبرية باتخاذ اجراءات ضدها في حالة مواصلة تعنتها. ونقلت الصحيفة علي لسان موظفين رفيعي المستوي في الخارجية الاسرائيلية قولهم ان الصفقة التي ابرمت بين الطرفين ادخلت اسرائيل في دوامة ديبلوماسية واثارت العالم المسيحي ضدها، وعليه طالبت السلطات الاسرائيلية من الجمعية اليهودية المتطرفة الغاء صفقة البيع واعادة المكان المقدس لاصحابه الاصليين، الا ان الجمعية المذكورة رفضت التوجهات وزعمت في ردها، حسب (معاريف)، بان المكان هو مقدس لليهود ولا رجعة عن هذا القرار. وبعد رفض الجمعية باشرت الحكومة الاسرائيلية اجراء مفاوضات مع الجمعية اليهودية، وفي نهاية المطاف توصل الطرفان الي اتفاقية بموجبها تواصل الجمعية اليهودية السيطرة علي الكنيسة، ولكن بموازاة ذلك توافق علي فتح ابواب الكنيسة امام الزائرين وخصوصا الحجاج المسيحيين الذين يصلون الي الاراضي المقدسة. واكدت الصحيفة ان المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية المحامي مناحيم مزوز وافق علي الاتفاق الجديد بين الحكومة الاسرائيلية وبين الجمعية اليهودية، ولكن جهة اسرائيلية اخري لم توافق علي هذا الاتفاق وتقدمت بالتماس الي المحكمة العليا الاسرائيلية لالغاء الاتفاق واعادة المكان المقدس الي اصحابه.وخلال النقاش الذي دار في المحكمة العليا، انتقد قاضي المحكمة العليا سليم جبران، تصرف الحكومة الاسرائيلية في هذه القضية وتساءل كيف توافق الحكومة علي تحويل مكان مقدس للمسيحيين الي مكان مقدس لليهود، وتابع ان الحكومة الاسرائيلية تدعي انها تعارض هذه الخطوة، ولكنها بالمقابل لا تفعل شيئا من اجل الغاء الاتفاق بين الجمعية اليهودية وما تسمي سلطة تطوير الحي اليهودي في القدس المحتلة . ولكن ممثلة النيابة العامة الاسرائيلية اوضحت للمحكمة ان سلطة تطوير الحي اليهودي هي سلطة قائمة بحد ذاتها وان الحكومة الاسرائيلية لا يمكنها فعل أي شيء لالغاء صفقات تقوم بابرامها في القدس المحتلة. من ناحيته قال القاضي جبران في معرض قراره انه من غير المعقول ان تقوم الدولة العبرية بالسيطرة علي مكان تابع للمسيحيين وتحويله الي مكان عبادة لليهود، مشيرا الي ان استمرار الوضع القائم سيؤجج الصراع الديني في المدينة المقدسة بين الاديان المختلفة وطلب من ممثلة النيابة العمل بشكل مكثف علي الغاء الاتفاقية بأسرع وقت ممكن، واقترح القاضي علي الحكومة الاسرائيلية ان تقوم بدفع التعويضات الي الجمعية اليهودية المتطرفة، لمنع تفاقم العلاقات بين الدولة العبرية والعالم المسيحي، منبها من ان الفاتيكان لن يسكت علي هذه الخطوة وان من شأن استمرار الوضع القائم نشوب ازمة دبلوماسية حادة بين الفاتيكان والحكومة الاسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية