جمال مبارك لا ينوي الترشح للرئاسة: مناورة أم تسليم بالرغبة الشعبية في التغيير؟

حجم الخط
0

جمال مبارك لا ينوي الترشح للرئاسة: مناورة أم تسليم بالرغبة الشعبية في التغيير؟

لمح لتولي منصب حزبي جديد قد يطيح بصفوت الشريفجمال مبارك لا ينوي الترشح للرئاسة: مناورة أم تسليم بالرغبة الشعبية في التغيير؟لندن ـ القدس العربي من خالد الشامي:اعلن جمال مبارك أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر امس انه لا ينوي ولا يرغب في الترشح للرئاسة ، في ما بدا وكأنه تحول في موقفه الذي اعلنه بختام المؤتمر السنوي للحزب الحاكم قبل عدة اشهر، عندما لم ينف ولم يؤكد امكانية ان يكون مرشح الحزب للرئاسة في الانتخابات المقررة في 2011.وتباينت اراء المراقبين حول حقيقة ما قصده الرجل القوي في الحزب والدولة، رغم عدم توليه اي منصب تنفيذي، حيث ذهب البعض الي ان نفي الرغبة والنية في الترشيح لا يشمل بالضرورة رفض الترشيح الصادر من كوادر الحزب وهيئاته لـ ضرورات الحفاظ علي استقرار الوطن .يذكر ان المكتب السياسي للحزب الحاكم هو الذي يقوم بتسمية المرشح للرئاسة، وهذا يهيمن عليه المقربون من جمال مبارك.بينما يري اخرون ان نجل الرئيس قد تراجع بالفعل عن فكرة خلافة والده بسبب تنامي المعارضة لفكرة التوريث بفضل نجاح الحركات الشعبية المطالبة بالتغيير في كسب الرأي العام الي جانبها، وهو ما تجلي بوضوح في النتائج الضعيفة التي حققها الحزب الحاكم في الانتخابات الاخيرة.وفي اعتراف نادر من مسؤول مصري قال جمال مبارك في حوار شامل مع صحيفة روزاليوسف التي ينظر اليها علي انها الناطق الرسمي باسم لجنة السياسات، بان المصريين صوتوا في الانتخابات الاخيرة احتجاجا علي اداء الحكومة، وان الحزب فشل في تحقيق نسبة الاصوات التي يطمح اليها.فهل ادرك نجل الرئيس ان المصريين مصممون علي حصول تغيير شامل وانه ليس من الحكمة تحدي مشاعرهم المحتقنة لاسباب عديدة ومعقدة؟ ويقول ناشط في حركة كفاية ان مشروع التوريث قد تم اسقاطه منذ شهور عندما لقيت مظاهرات الحركة بشعاراتها وابرزها لا للتمديد، لا للتوريث دعما شعبيا واضحا.واشار جمال في حديثه الي احتمال توليه منصب جديد داخل الحزب الوطني، ما اعتبره مراقبون تلميحا الي منصب الامانة العامة للحزب الحاكم الذي يتولاه حاليا وزير الاعلام السابق صفوت الشريف، وهو يتولي كذلك منصب رئيس لجنة شؤون الاحزاب، ما يثير انتقادات متكررة في صحف المعارضة وبعض الصحف القومية . ورأوا ان اطاحة صفوت الشريف من الحزب وحصر وجوده في رئاسة مجلس الشوري سيكون الضربة القاضية في حملة منهجية قادها جمال ضد ما يسمي بـ الحرس القديم في الحزب، بدأت باطاحة يوسف والي ثم كمال الشاذلي في اعقاب الانتخابات التشريعية الاخيرة.ويكرس من الغموض حول مستقبل سدة الرئاسة احجام الرئيس مبارك عن تعيين نائب لرئيس الجمهورية، رغم ان الناطق الرسمي باسم الرئاسة كان اعلن العام الماضي عن نيته لتعيين نائب مدني .وبرزت الحاجة الي وجود نائب للرئيس مبارك (77 عاما) مرة أخري قبل يومين عندما اضطر للتغيب عن القمة الافريقية المنعقدة في الخرطوم بسبب ما قال الناطق باسم الرئاسة انه حالة زكام .ورجح مراقبون ان تكون الاعتبارات الأمنية وراء غياب الرئيس، بينما استغرب معارضون ان يغيب عن قمة افريقية تبحث قضايا مصيرية بينما يسافر خصيصا لتقديم العزاء في أحد أطفال ملك البحرين.وبينما ينشغل المصريون بمتابعة مباريات كأس الامم الافريقية، وتراقب الساحة السياسية احزابا معارضة تتصدع مثل الغد و الوفد او تتجمد مثل التجمع والناصري بعد ادائها الضعيف للغاية في الانتخابات، تشعر الحكومة المصرية بحالة من الصدمة اثر قرار الولايات المتحدة وقف المحادثات بشأن توقيع اتفاق للتجارة الحرة ردا علي ما وصفته صحيفة واشنطن بوست بـ نقض الرئيس مبارك لوعوده الاصلاحية .فهل يستبق جمال مبارك بقراره العزوف عن الترشح للرئاسة فشل الحكومة التي نفي تهما باختيار معظم وزرائها في تحقيق برنامجها خاصة في ظل غضب العم سام؟ام انه يرد علي تكهنات بأن سجن ايمن نور استهدف افساح المجال لتوريث الحكم؟وهل تضطر الحكومة الي اصدار عفو عن المعارض أيمن نور والغاء قانون الطوارئ، وتسريع عجلة الاصلاحات السياسية، ام انها ستصر علي مواقفها؟ الاجابة يحملها عام ســياسي ساخن جدا آخر ينتظر مصر.(تفاصيل ص 4 و8 ورأي القدس ص 91)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية