جلسة متفجرة لـ البرلمان الفلسطيني
جلسة متفجرة لـ البرلمان الفلسطينيالجلسة الاولي المتفجرة للمجلس التشريعي الفلسطيني الجديد تعكس صورة مصغرة، ولكن مقلقة، لما يمكن ان تكون عليه العملية السياسية في الاراضي المحتلة بعد فوز حماس باغلبية المقاعد.نواب حركة فتح انسحبوا من المجلس احتجاجا علي قرار رئاسته التصويت لالغاء مراسيم اصدرها المجلس السابق قبل الانتخابات بيومين تعطي الرئيس صلاحيات تعيين القضاة في المحكمة الدستورية دون الرجوع لاعضاء المجلس التشريعي.الانسحاب ليس سلوكا ديمقراطيا، وكان الافضل لنواب حركة فتح البقاء في مقاعدهم والاستمرار في النقاش بطريقة حضارية مسؤولة والقبول بقرار الاغلبية في نهاية المطاف.القرارات التي اصدرها المجلس التشريعي في اللحظات الاخيرة من عمره لم تكن دستورية وحتي لو كانت كذلك، فان من حق المجلس الجديد الغاءها. ولذلك فان احتجاجات نواب حركة فتح علي هذه الخطوة تفتقد الي الكثير من المنطق.حركة فتح سيطرت علي المجلس التشريعي وكل مؤسسات السلطة لاكثر من عشر سنوات، لم يعترض احد علي قراراتها، وعليها ان تسلم بان من ابرز المباديء الديمقراطية هو الانتقال السلمي للسلطة واحترام رأي الاغلبية.ولا نعتقد ان السيد الطيب عبد الرحيم امين عام شؤون الرئاسة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح كان موفقا عندما اتهم حركة حماس بمحاولة الاطاحة برئيس السلطة السيد محمود عباس من خلال الغاء مراسيم بتوسيع صلاحياته، اصدرها المجلس السابق.نواب حماس لم يتعرضوا مطلقا للرئاسة، وانما مارسوا حقا كفله لهم النظام التأسيسي للسلطة والمجلس الذي وضعته قيادة فتح وصادق عليه نوابها.فالمرسوم الاخير الذي اصدره المجلس التشريعي السابق باعطاء رئيس السلطة حق تعيين قضاة المحكمة الدستورية، وقبل الانتخابات بايام ينم عن نوايا سيئة، ورغبة في نزع صلاحيات المجلس التشريعي، والغاء اي فسحة امل بقيام مؤسسة قضائية مستقلة.فاذا كان هذا المرسوم دستوريا، اي اعطاء الرئيس صلاحية تعيين القضاة، فلماذا لم يصدر قبل خمسة اعوام او حتي خمسة اشهر، وتقرر تمريره علي عجل وبعد ظهور نتائج الانتخابات، وفوز حركة حماس باغلبية المقاعد فيها؟نحن هنا لا ندافع عن حركة حماس وانما عن عملية سياسية نريدها نظيفة وديمقراطية، ترتكز علي القانون وتنحاز الي مصلحة المواطن الفلسطيني وثوابتــه الوطنية.الانتخابات التشريعية الاخيرة جبت كل ما قبلها من ممارسات غير ديمقراطية، وانهت مرحلة فاسدة اساءت للشعب الفلسطيني وصورته في العالم، مثلما اساءت لحركة فتح نفسها.حركة فتح حركة وطنية شريفة قادت النضال الفلسطيني علي مدي ثلاثين عاما، وقدمت آلاف الشهداء، ومشكلتها الرئيسية تكمن في بعض رجالات الحرس القديم، المنعزلين عن القاعدة العريضة النظيفة، الذين لا يريدون ان يصدقوا ان الزمن تغير، وان الشعب الفلسطيني قرر معاقبتهم وتغييرهم، وافساح المجال لدماء جديدة، سواء من داخل فتح او من حركة المقاومة الاسلامية حماس .انسحاب نواب فتح من المجلس التشريعي لم يمنع الغاء المراسيم المختلف عليها، ولكنه اظهر نواب الحركة في مظهر غير ديمقراطي، وكأنهم يريدون استمرار مرحلة لفظها الشعب الفلسطيني لفسادها وسوء ادارتها للاوضاع الفلسطينية.9