جبهة الرفض المكونة من كديما حماس تُسقط خريطة الطريق التي هي ورقة التين الأخيرة لرفض التسوية

حجم الخط
0

جبهة الرفض المكونة من كديما حماس تُسقط خريطة الطريق التي هي ورقة التين الأخيرة لرفض التسوية

معارضة من طراز 2006 جبهة الرفض المكونة من كديما حماس تُسقط خريطة الطريق التي هي ورقة التين الأخيرة لرفض التسوية برنامج الصباح في صوت اسرائيل بث تقريرا في آن واحد عن آفي ديختر، أحد قادة الحزب الحاكم كديما، الذي كان قد أعلن موت خريطة الطريق، وعن خالد مشعل، زعيم حماس الذي صرح بأن الخريطة قد شُطبت عن جدول الاعمال. كل واحد منهما يدعي أن الطرف الآخر ليس شريكا للمفاوضات السياسية، لذلك لم يعد المسار المقترح في عام 2002 ذا صلة بالمجريات. موسي أبو مرزوق، نائب خالد مشعل، متفق هو الآخر مع ديختر، إذ أوضح أن حماس هي الاخري ستواصل السعي الي تحقيق أهدافها عبر الوسائل أحادية الجانب. هؤلاء يسعون لفرض تسوية اقليمية بواسطة الجدران الفاصلة واختصارات الخطوط من أجمل ما يمكن تحت اسم فك الارتباط ، واولئك يسعون الي تأجيل التسوية من خلال العمليات وأخذ قسط من الراحة لاستجماع القوة تحت اسم الهدنة . كلهم مُحقون.بالنسبة لارييل شارون، الاستاذ والمعلم الأكبر لكديما، وبالنسبة لاحمد ياسين، زعيم حماس الأسبق، لم تكن خريطة الطريق أبدا أكثر من خريطة يتوجب السعي لركلها الي ملعب الخصم. حدود حزيران (يونيو) 1967 وتقسيم القدس وحل مشكلة اللاجئين خارج حدود اسرائيل، ليست أساسا للتسوية بالنسبة للحزبين (حماس وكديما). لذلك ليس من الجدير إهدار الدموع علي موت وثيقة تقول إن التسوية التي ستبحث بين الجانبين ستؤدي الي اقامة دولة فلسطينية ديمقراطية قابلة للوجود الآمن والسلمي بجانب دولة اسرائيل. ستحل الصراع. وتنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 . مصطلح قابلة للوجود هو عكس خطة كديما لتقطيع أوصال الضفة الي جيوب من خلال الكتل الاستيطانية وإبقاء السيطرة الاسرائيلية علي غور الاردن. ومن الناحية الاخري لن يكون لحماس التي توافق علي السماح لاسرائيل بالعيش بسلام الي جانب فلسطين، أي شبه بحماس التي ترفض الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات التي وقعتها م.ت.ف معها. في نفس الوقت الذي يتنصل فيه قادة كديما وحماس من خريطة الطريق، سواء نظريا أو فعليا، يُقسم محمود عباس بالولاء لها.أبو مازن لم يكتف خلال مقابلته الشاملة مع صحيفة الحياة باطلاق التصريحات المؤيدة للوثيقة البائسة التي انتهي مفعولها قبل أكثر من شهرين، من اجل رفع العتب، بل شجب الرئيس الايراني وحماس لرفضهم الاعتراف باسرائيل. عباس دعاهم الي تبني قرار قمة بيروت في آذار (مارس) 2002 الذي دعا الي اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل مقابل الانسحاب الي خطوط حزيران (يونيو) 1967، وحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين علي أساس القرار 1940. من البديهي بالطبع أن أبو مازن يعرف أن حل مشكلة اللاجئين، مثل الحدود الدائمة، يجب أن يكون عادلا وفق الرؤية الاسرائيلية ايضا وبالاتفاق معها. هو يدعو اسرائيل الي استئناف المفاوضات حول التسوية الدائمة، ويعتقد أن اغلبية الجمهور الفلسطيني ستؤيد الاتفاق عندما يطرح علي الاستفتاء الشعبي مع موافقة حماس أو من دونها.كديما وحماس توصلان الي نفس المكان: تأجيل حل تقسيم البلاد الي دولتين واخلاء الطريق من اجل التسوية أحادية الدولة. المشكلة هي أن الوقت لا يتقدم بصورة متماثلة ومتناظرة. اليأس يصب في مصلحة حماس التي برهنت علي أن القدرة علي اقامة الجدران الحديدية أو أخذ مصيرها بيدها لا تقتصر علي اسرائيل. ومن يأخذ مصيره بيديه أكثر من المخرب الانتحاري الذي يفجر نفسه في حافلة اسرائيلية؟ الديمغرافيا تصب هي ايضا ضد مصلحة الدولة اليهودية. اخلاء كل المستوطنات والمعسكرات لم يُخلص اسرائيل من عبء الاحتلال في قطاع غزة. هذا ناهيك عن أن الاخلاء الجزئي للمستوطنات واستمرار الوجود العسكري في الضفة، لن يُخلصها من المسؤولية عن هذه المنطقة.اسرائيل مثل من يعود الي عقوقه وعصيانه مرة تلو اخري، تنجذب مرارا الي الطبخة التي قامت بحرقها خلال خمس سنوات ونيف. في البداية دمرت البني التحتية للسلطة لتحصل علي دولة حماس المفتخرة، والآن، ها هي تشطب خريطة الطريق ـ ورقة التين الأخيرة لجبهة الرفض الاسرائيلية ـ الفلسطينية.عكيفا الدارالمراسل السياسي للصحيفة(هآرتس) 6/3/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية