جاك سترو: الخيار العسكري ضد ايران ليس مطروحا في هذه المرحلة
حاول ترطيب الاجواء مع ايران في محاضرة في لندن:جاك سترو: الخيار العسكري ضد ايران ليس مطروحا في هذه المرحلةلندن ـ القدس العربي من سمير ناصيف:القي جاك سترو، وزير الخارجية البريطاني، محاضرة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن بعنوان ايران الطريق الي الامام لخص فيها الموقف البريطاني من قضية التسلح النووي الايراني مؤكدا بان بريطانيا تتمني ان تصبح منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية، كما طرحت لندن وحلفاؤها في مناسبات سابقة.غير انه اشار الي ان اسرائيل لم تهدد باستخدام اسلحتها النووية ضد اي بلد آخر في المنطقة فيما تضمنت تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاخيرة تهديدا بازالة اسرائيل من الوجود، وبالتالي فان التعامل الدولي مع حصول ايران علي السلاح النووي يختلف عن التعامل مع اسرائيل في هذا المجال.كما قال ان ايران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تؤيد حل الدولتين للقضية الفلسطينية ـ الاسرائيلية، وطهران تشجع مجموعات في لبنان والعراق معارضة للحلول السلمية لمشاكل المنطقة بينها الجهاد الاسلامي وحزب الله.واشار الي ان صعود الرئيس احمد نجاد الي السلطة في ايران ساهم في تصعيد العلاقة الغربية ـ الايرانية نحو الاسوأ، بعدما كانت هذه العلاقة افضل في ظل رئاسة الرئيس السابق محمد خاتمي الذي دعا الي الحوار بين الحضارات.واوضح بان بريطانيا لا تعتبر بان الخيار العسكري ضد ايران في هذه المرحلة في محله، في رد علي سؤال حول تحضيرات عسكرية تقوم بها الجهات العسكرية الامريكية في هذا المجال.واضاف قائلا بان سياسة الهجوم العسكري علي ايران في هذه المرحلة ليست السياسة الامريكية المعتمدة رسميا.واكد بان المجتمع الدولي لا يعارض حصول ايران علي الوقود النووي للاهداف السلمية ولكن تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية تشير الي ان ايران تحاول الحصول علي تفاصيل برامج نووية حصلت عليها ليبيا وكوريا الشمالية خلال تحضيرهما لبرنامجيهما النوويين. كما اعتبر سترو بان مشاركة ضباط ايرانيين في عملية انتاج الوقود النووي السلمي في ايران كانت مثيرة للريبة.واوضح بان دخول مجلس الامن علي الخط في هذا الموضوع هو لدعم سلطة الوكالة الدولية للطاقة النووية . وفي هذه المرحلة قال بانه لن يفصح بالتفصيل عن خطة مجلس الامن. الا انه اشار الي ان الخطة المعتمدة عموما تشمل اولا الضغط علي ايران لكي توقف عملية التخصيب ولكي تتعاون مع الوكالة الدولية، وثانيا ان يكون نشاط مجلس الامن في خطوات مرحلية، وبالامكان التراجع عنها اذا قامت ايران بالخطوات المطلوبة، وذلك من اجل ترك الباب مفتوحا للمفاوضات مع طهران، وثالثا السعي الي الاحتفاظ بالاجماع الدولي حول شأن التعامل مع ايران، ورابعا ان تبقي الوكالة الدولية اللاعبة الاساسية في معالجة القضايا العالقة علي ان يدعم مجلس الامن سلطتها. وهذا يعني برأي سترو بان السعي للتوصل الي حل عبر المفاوضات مازال علي الطاولة.واكد سترو الدور الرئيسي الذي لعبته اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية في حماية العالم من هذه الاسلحة وانتشارها.ونوه وزير الخارجية البريطاني بتعاون ايران مع المجموعة الدولية في الشأن الافغاني، ودعا الي التفاعل الدولي مع الشعب الايراني. كما اشار الي اهمية اعتماد الصبر، كما حدث بالنسبة للتعامل مع ليبيا، حيث كان الصبر مثمرا في مجال تعاونها النووي، ونفي وجود رغبة لدي المجتمع الدولي لتحقيق تغيير للنظام في ايران. وعندما ضغط عليه احد الصحافيين البارزين (فانك غاردنر) قائلا بان امريكا تحضر لعمليات عسكرية ضد ايران، قال سترو: لقد قدمت طرحا واضحا في هذا الشأن، ان موقف بريطانيا واضح في اعتبار الحل العسكري في غير محله في هذه المرحلة .وسأله صحافي ايراني عن جدية بريطانيا والغرب في معالجة المسألة النووية الاسرائيلية، اذ لم يطرح موضوع الاسلحة النووية الاسرائيلية الا منذ 33 عاما فكيف يمكن لشعوب الشرق الاوسط ان تصدق بان النيات الغربية صافية؟ فقال سترو لقد استمعت الي التقارير الصحافية والتلفزيونية حول تعاون بريطانيا في البرنامج النووي الاسرائيلي. اود ان اؤكد بان التكنولوجيا النووية اتت الي اسرائيل من فرنسا، وكان آنذاك يحكم ايران نظام الشاه. واسرائيل تضم 5 ملايين شخص وقيادتها لا تهدد ايران، فيما ايران دولة ضخمة يهدد قادتها اسرائيل وعلي اي حال سؤالك يعني بشكل مباشر بان ايران تسعي لانتاج السلاح النووي .واستخدم سترو الحجة نفسها في رد علي سؤال حول ازدواجية تعامل امريكا مع الهند في الشأن النووي حيث قال مع ان الهند دولة لم توقع اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية، فهي لم تهدد جيرانها بهذه الاسلحة، وبالتالي يمكن التعاون مع برنامجها النـــووي السلمي .وحول دور ايران في تصعيد العنف في العراق قال سترو: ان دور ايران غامض في العراق. فمن جهة النظام الايراني يعتمد التصعيد في العراق فيما يختار التعاون في افغانستان .واكد سترو بان اي تغيير في النظام الايراني يجب ان يحققه الشعب الايراني بنفسه وانه لا يؤيد ان تتدخل بريطانيا في هذا الموضوع.وقال انه اذا قررت امريكا اعتبار الخيار العسكري من الخيارات التي يجب عدم استثنائها كليا، فهذا يعود اليها. اما بريطانيا فانها لا تعتبر الخيار العسكري مطروحا في هذه المرحلة.وعما اذا كان اي قصف عسكري للمواقع النووية في ايران قد يؤدي الي انعكاسات خطيرة في الدول الخليجية المجاورة وفي تلويث الاجواء والهواء مما يشكل خطرا صحيا كارثيا علي السكان قال سترو انه قلق حول هذا الامر، غير ان مدير المعهد جون شيبمان الذي اختم الندوة قال ان هذا الموضوع هام جدا وكان يجب التطرق اليه بشكل اكثر تفصيلا.