جاء دور الاعتراف بيهودية اسرائيل

حجم الخط
17

الامة العربية تقف على ابواب حرب مدمرة، ومع ذلك ما زالت شهية دولة الاحتلال الاسرائيلي مفتوحة لحلب المزيد من التنازلات من الجانب العربي حتى قبل بدء المفاوضات.
وفد متابعة مبادرة السلام العربية المنبثق عن مجلس وزراء الخارجية العرب زار واشنطن والتقى بوزير الخارجية الامريكي جون كيري من اجل ‘تحريك’ عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فبينما كان من المفترض ان يقدم الجانب الاسرائيلي الذي زرع الارض بالمستوطنات والمستوطنين على مدى عشرين عاما تنازلات للعرب لاغرائهم بالعودة الى المفاوضات حدث العكس تماما، وبادر الوفد الى تقديمها متمثلة بالقبول بمبدأ تبادل الاراضي وادخال تعديلات على المبادرة العربية.
نتنياهو لم يرحب بهذه التنازلات العربية على اهميتها، وبادر بارسال وفد برئاسة تسيبي ليفني وزيرة العدل في حكومته الى واشنطن لتقديم سلسلة من التحفظات، ابرزها ضرورة الاعتراف باسرائيل دولة يهودية.
المؤسف ان جون كيري تجاوب مع هذا الطلب ومارس ضغوطا على الجامعة العربية ووفدها، للقبول به تحت ذريعة قطع الشجرة التي تسلق عليها نتنياهو، وسحب كل الاعذار من بين يديه.
لا نستغرب هذه الضغوط الامريكية على الجانب العربي، فالرئيس باراك اوباما طالب الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية، مثلما طالب الحكومات العربية بتطبيع العلاقات دون شروط مع هذه الدولة، كل هذا مقابل ان يجلسوا الى مائدة المفاوضات مع الاسرائيليين.
كنا نتمنى لو ان محنة مبادرة السلام العربية هذه تجنبت تقديم تنازلات للاسرائيليين عبر البوابة الامريكية خاصة في مثل هذا الوقت الذي تقف فيه المنطقة على حافة حرب مدمرة، وتتراجع فيه قضية السلام الى ذيل اهتماماتها، في ظل العدوان الاسرائيلي على سورية، وتفاقم الازمة السياسية في العراق واضطراب الاوضاع السياسية والاقتصادية في دول الربيع العربي.
اعتراف العرب باسرائيل دولة يهودية يعني نزع الشرعية عن مواطنة مليون ونصف المليون من فلسطينيي الارض المحتلة عام 1948، والغاء حق العودة لاكثر من ستة ملايين فلسطيني.
السيدة ليفني طالبت اكثر من مرة ليس بتبادل اراض وانما بتبادل سكان، اي طرد هؤلاء الفلسطينيين من وطنهم وسحب جنسيتهم وتوطينهم في الدولة الفلسطينية المفترض قيامها على اساس حل الدولتين.
وكون السيدة ليفني هي المسؤولة عن ملف المفاوضات فلا نستغرب ان تكرر الطلب نفسه، بل ما هو اكثر منه في ظل هذا الاستعداد العربي المتفاقم لتقديم تنازلات مجانية لاسرائيل باسم الجامعة العربية ومبادرتها للسلام.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرتكب خطأ كبيرا عندما يقول انه اعترف باسرائيل عام 1993 اي قبيل توقيع اتفاق اوسلو بايام، وعلى الاسرائيليين ان لا يطالبونا بالاعتراف بيهودية دولتهم، ولهم الحق ان يسموها كما شاؤوا.
هذا موقف خاطئ ولا يجب ان يكرره الرئيس عباس، بل هو مطالب بان يعارض هذه العنصرية الاسرائيلية بكل قوة، وان يقف الى جانب حقوق اهلنا في المناطق المحتلة عام 1948 في المساواة والعدالة والبقاء على ارضهم وارض اجدادهم.
اخيرا نطالب لجنة متابعة مبادرة السلام العربية هذه ان تتوقف عن تقديم اي تنازلات حول تبادل الاراضي او الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية او تعديل حدود عام 1967، لان ليس من صلاحياتها تقديم هذه التنازلات، وهي ليست مخولة بذلك، مهمتها محصورة في محاولة يائسة لاحياء عملية سلام ماتت وتعفنت ولم تلق الا الاحتقار من الجانب الاسرائيلي منذ اطلاقها قبل 11 عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد:

    لا ابو مازن ولا الجامعة العربية ولا اي انسان خارج عرب ال 48 باستطاعتة ان يدعي تمثيل الفلسطينيين في الداخل اي 48

  2. يقول د.هشام قمحيه:

    من المؤسف والمخجل أيضاً أن يبادر الجانب العربي الرسمي بتقديم تنازلات خطيرة لإسرائيل تتعلق بالأرض الفلسطينية مقابل وهم اسمه السلام. فالتنازلات المجانية العربية هي في الواقع وعد بلفور ثاني للصهيونية،ولكن هذه المرة بأيدي عربية مشبوهة

  3. يقول omar ismaiel:

    والله لو تنازلتو يا عرب عن كل فلسطين لن تأخذو مقابله أي شئ من اسرائيل وسوف تطالبكم بالمزيد من اراضيكم ولن تعطيكم بالمقابل أي شئ حتى تبتلع الجمل بما حمل وبعدها يصبح العرب جميعا يبحثون لهم عن اراض جديده تحتويهم ويصبحو لاجئين في اصقاع الآرض كما هو حال الشعب الفلسطيني والسوري والعراقي والصومالي والآريتيري .بعدها ستعلمون ما هي قيمة الآرض .
    عودو الى رشدكم والتاريخ واسألو من تتنازلون لهم كم من عهد نقضوه وكم من اتفاق دثروه وداسو عليه باقدامهم ….
    وان غدا لناظره قريب والسلام عليكم ورحمة الله الذي لن يرحمنا اذا ما رحمنا انفسنا.

  4. يقول AL NASHASHIBI:

    نعم لحق الانسان الفلسطيني بالعيش بكرامه وشرف في وطنه ..وليس لأي قوي في العالم تستطيع ان تحرمه من هذا الحق…وهي فلسطين العربيه التي تحتوي علي المسلمين واليهود والمسحيين….وهذه هي اسمها دوله فلسطين العربيه …..وليس لأي انسان الحق في قبول الباطل او فرضه علي الاخرين …..وبهذا علي الاستعمارالصهيوني الرحيل ولو يملك القنابل الذريه في كل العالم. نعم لا ولن ترضخ الأكاذيب والنفاق. والمخططات. الصهيوامركان …..وليس قضيه فلسطين هي في ايدي المفلسين المسماه. الجامعه العربيه التي تحتوي علي الفاسدين من الانظمه الرجعيه والخنوع…للاجنده الغربيه…….ومن يحاول ان يفرض او يقبل بالباطل فهو عميل اجنبي او ضعيف المبادئ والشخصيه ……..وعلينا ان ندرك جميعا بان الصهيونيه هي عدوه اليهوده وتعمل علي استخدام واستغلال الدين اليهودي لكي تغطي علي اكذيبها ونفاقها ….حيث اليهوديه ترفض اقامه دوله …..بل تطالب بالعيش في و تحت ظل الوطن الاسلامي والعربي جنب الي جنب ..بالتعاون المشترك ..كما هو الحال في بعض الدول الاسلاميه …مصر والمغرب وإيران ..وتونس …ولبنان…..وهذه هي الحقيقه ….وعلي الوطن العربي ان يفتح ابوابه لاحتضان كل من يرغب بالعيش من (اليهوديه والمسيحيه) العربيه ..فقط …وليس للصهيونيه اي وجود في هذا العالم ……وحتي تدرك معني الصهيونيه راجع أقوال اليهودي الشريف NORMAN FINKLESTINE ….USA +professor. SHLOMO SAND ….وبهذا علينا القبول بالحق وليس بالنفاق .ولو علي قطع الرقاب …..ابن فلسطين مع احترام الديانات وجميع الشعوب بالعيش بكرامه واطمانان وسلام …وليس لعصابات الصهيونيه والاستعمار …وغير ذلك تكون عماله وخيانه ضد الديانات وضد الانسانيه جمعاً …النشاشيبي ..AL NASHASHIBI 

  5. يقول AL NASHASHIBI:

    نعم لحق الانسان الفلسطيني بالعيش بكرامه وشرف في وطنه ..وليس لأي قوي في العالم تستطيع ان تحرمه من هذا الحق…وهي فلسطين العربيه التي تحتوي علي المسلمين واليهود والمسحيين….وهذه هي اسمها دوله فلسطين العربيه …..وليس لأي انسان الحق في قبول الباطل او فرضه علي الاخرين …..وبهذا علي الاستعمارالصهيوني الرحيل ولو يملك القنابل الذريه في كل العالم. نعم لا ولن ترضخ الأكاذيب والنفاق. والمخططات. الصهيوامركان …..وليس قضيه فلسطين هي في ايدي المفلسين المسماه. الجامعه العربيه التي تحتوي علي الفاسدين من الانظمه الرجعيه والخنوع…للاجنده الغربيه…….ومن يحاول ان يفرض او يقبل بالباطل فهو عميل اجنبي او ضعيف المبادئ والشخصيه ……..وعلينا ان ندرك جميعا بان الصهيونيه هي عدوه اليهوده وتعمل علي استخدام واستغلال الدين اليهودي لكي تغطي علي اكذيبها ونفاقها ….حيث اليهوديه ترفض اقامه دوله …..بل تطالب بالعيش في و تحت ظل الوطن الاسلامي والعربي جنب الي جنب ..بالتعاون المشترك ..كما هو الحال في بعض الدول الاسلاميه …مصر والمغرب وإيران ..وتونس …ولبنان…..وهذه هي الحقيقه ….وعلي الوطن العربي ان يفتح ابوابه لاحتضان كل من يرغب بالعيش من (اليهوديه والمسيحيه) العربيه ..فقط …وليس للصهيونيه اي وجود في هذا العالم ……وحتي تدرك معني الصهيونيه راجع أقوال اليهودي الشريف NORMAN FINKLESTINE ….USA +professor. SHLOMO SAND ….وبهذا علينا القبول بالحق وليس بالنفاق .ولو علي قطع الرقاب …..ابن فلسطين مع احترام الديانات وجميع الشعوب بالعيش بكرامه واطمانان وسلام …وليس لعصابات الصهيونيه والاستعمار …وغير ذلك تكون عماله وخيانه ضد الديانات وضد الانسانيه جمعاً …النشاشيبي ..AL NASHASHIBI……لا ياس مع الحياه. ولا حياه مع الياس …نعم لربوع فلسطين  

  6. يقول د . محمد ناصر:

    إن التعفن السري في جوهر دولة إسرائيل إنما هو رفضها الاعتراف بأن المشروع الصهيوني في فلسطين، أي خلق دولة قائمة على إقصاء السكان من غير اليهود من أرضهم، لم يكن أبداً أمراً نبيلاً. ذلك أن الأرض التي اغتصبوها كانت موطن شعب آخر، والذي قام آباء أمة إسرائيل بإرهابه وقتله وتشريده لتحويل المشروع إلى حقيقة واقعة. لكن الأمة الفلسطينية ما تزال تعيش، وعلى نحو مرئي وصاخب وفي كل مكان. وكيما تجعل إنكارها يتماسك، فإن على إسرائيل أن تنكر التاريخ الفلسطيني. وحتى تفرض خططها على فلسطين، فإن عليها بطريقة ما أن تجعل الفلسطينيين يختفون. “الأشياء السيئة بدأت بتقوية نفسها بالمرض”، وهكذا يستمر التطهير العرقي. ونرى رئيس الوزراء وهو يحيك المؤامرات ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل. ويقوم الجيش الإسرائيلي بقتل وإرهاب الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وغزة. ويناضل الصهاينة وأصدقاؤهم على نحو يائس لإسكات أصوات الفلسطينيين أو تلك التي تتحدث عنهم. وفي الغضون، تصر إسرائيل على أنها أمة متحضرة، محترمة ومسالمة – منارة تنير على الأمم. ولكن، كيف يمكن لمجتمع مرهون لمثل هذه الأوهام أن يثمر؟ وكيف يمكن لشعب يعيشون داخل وعاء المشروع الصهيوني كمواطنين يهود أصحاب امتيازات أن يبكوا على نصيبهم المحصن أو أن يشعروا بالحيرة إزاءه؟ ربما يحتاج إسرائيليو اليسار إلى سطرين آخرين من أغنية المغني: “غلاميس قتل رجلاً نائماً، ولهذا، فإن كاودور لن ينام بعد الآن، وماكبث بدوره لن ينام بعد الآن”.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية