توافق علي تنظيم السلاح الفلسطيني ونفي أي مقايضة بين رئاسة الجمهورية والقرار 1559
الحوار اللبناني يستأنف اليوم .. أقطاب حققوا مكاسب من الحوار … ولبنان هو الرابح اولاًتوافق علي تنظيم السلاح الفلسطيني ونفي أي مقايضة بين رئاسة الجمهورية والقرار 1559 بيروت ـ القدس العربي ـ من سعد الياس:يستأنف اليوم الحوار اللبناني اللبناني بعد استراحة امس الاحد أعقبت ثلاثة ايام من النقاش الذي ينتقل اليوم مجدداً الي النقاط الحساسة التي اعتبرت مندرجة تحت بند القرار 1559 اي موضوع رئاسة الجمهورية، سلاح المقاومة، السلاح الفلسطيني، مزارع شبعا، بالاضافة الي البند الثالث اي العلاقات اللبنانية السورية. وكان المتحاورون توصلوا الي اتفاق حول تنظيم السلاح الفلسطيني في لبنان، يتوقع ان يتبلور بصيغة نهائية بعد ان جري التداول بها وان تعلن اليوم الاثنين، وترتكز هذه الصيغة الي قرارات مجلس الوزراء وتشمل الي جانب موضوع السلاح الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان.وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد أن الجلسات اعتباراً من اليوم ستناقش كل بند من بنود جدول الأعمال وإقراره وفقاً للنقاش الذي جري خلال الايام الثلاثة، فيما أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ان الحوار يتقدم أكثر فأكثر.. وهناك ايجابية كبيرة بين الأطراف .وهذا ما لفت اليه ايضاً الرئيس بري مذكراً بأن ثمة جواً سبق المؤتمر كان يوحي بأن حرباً أهلية ستنشب . ورداً علي سؤال حول مقايضة الملف الرئاسي بالقرار 1559، قال بري الله وكيلكم ووكيل السماوات والارض، ان لكل موضوع كينونته ولا توجد اية مقايضة علي الاطلاق، الجميع ينظر الي المواضيع من زاوية المصلحة الوطنية .والبارز بعد الجولة السادسة من الحوار صدور مواقف تؤكد أن المتحاورين لم يتوصلوا الي نتائج نهائية في ما يتعلق بالقرار 1559، نافية أن يكون أحد طرح مقايضة لبنانية المزارع و رأس رئيس الجمهورية اميل لحود مقابل التضحية بالقرار الدولي.الي ذلك، وبعد ايام علي انطلاق الحوار في مجلس النواب، طرحت أوساط سياسية سؤالاً رئيسياً عمن تُراه رابحاً أكثر من غيره من الاقطاب من هذا الحوار، فكان الجواب ان الرابح الاول هو لبنان وصورته الديمقراطية والحضارية كبلد إستطاع أن يثبت بإلتقاء قياداته علي طاولة واحدة أنه قادر علي ادارة شؤونه الداخلية بالحوار وليس بحاجة الي وصاية أو الي رعاية كي يتدبّر أموره، وبالتالي ليس صحيحاً أنه إذا انسحب السوري سيتقاتل اللبنانيون وتعود الحرب الاهلية.ورأت الاوساط أنه عندما يكون لبنان هو الرابح فإن جميع الاطراف ستكون بدورها رابحة .لكن الاوساط عينها تعتبر أن هناك بين الاقطاب من حقق مكاسب من وراء هذا الحوار أكثر من غيره علي الشكل الآتي:1 ـ رئيس مجلس النواب نبيه بري نجح في جمع القادة علي مختلف أطيافهم حول طاولة واحدة،وإنتزع الدور الذي كان يجب أن يضطلع به رئيس الجمهورية اميل لحود ليس من اليوم بل من تاريخ وصوله الي سدة الرئاسة، لكنه ضيّع تلك الفرصة وبدل أن يلجأ الي الحوار لاحتضان الطرف المسيحي وتقريبه من الدولة بادر الي محاربة لقاء قرنة شهوان وتغطية أحداث 7 آب (اغسطس) عقب الزيارة التاريخية للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الي الجبل، ولم يبادر الي اراحة الوضع المسيحي بالعمل للافراج عن قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من سجنه وإتاحة الباب امام عودة العماد ميشال عون والعمل لاعادة انتشار القوات السورية لا بل إنه عطّل مبادرة الرئيس بري تجاه بكركي في العام 2000.2 ـ رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي نعته كثيرون بتاريخه خلال الحرب وأكـمـــل في هذه النعوت بعد ظهوره في تظاهرة 14 شباط (فبراير)، عاد اليوم مرة جديدة ليؤكد تمسكه بقيام الدولة ورفضه الدويلات بعدما شارك والبطريرك صفير في العام 1989 في توفير الغطاء المسيحي لاتفاق الطائف وقيام هذه الدولة ولو علي حساب مكتسبات الدويلة. وبرز جعجع علي طاولة الحوار بالاصالة اليوم وليس بالوكالة كما سابقاً في الطائف طرفاً محاوراً يؤكد بالفعل ايمانه بلبنان من القبيات الي الناقورة ورغبته في التوصل الي حلول من اجل لبنان حر سيد مستقل دفع من اجل الحفاظ عليه 11 سنة في سجن ظالم.وإن جلوس جعجع علي طاولة واحدة مع حزب الله و حركة أمل يمحو من سجله كل ما قيل سابقاً عن تعاون مزعوم او غير مزعوم في فترة من الفترات مع العدوة اسرائيل.3 ـ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أثبت فعلاً لا قولاً أن حزب الله يقبل بالحوار حول موضوع سلاح المقاومة ولو أنه قد تكون لديه منطلقات مختلفة عن منطلقات الآخرين لوظيفة هذا السلاح وديمومته.وإن السيد نصرالله الذي استطاع تجاوز العزلة السياسية التي وُضع فيها قبل فترة بانفتاحه علي العماد ميشال عون، قد فكّ اليوم هذه العزلة داخلياً بعد تزايد الكلام عن أن سلاح المقاومة لم يعد يحظي بالاجماع، وبالتالي فإن نصرالله حصّن حزب الله بهذا الحوار الداخلي اللبناني في مواجهة العواصف الدولية الداعية الي تنفيذ القرار 1559. 4 ـ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة نجح ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في التجاوب مع الالتزامات الدولية بالبدء بحوار داخلي حول سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني، كما أنهما استطاعا توفير أجواء هادئة لمؤتمر بيروت 1 الذي ستعقده الدول المانحة من اجل لبنان.5 ـ الرئيس الاعلي لحزب الكتائب الشيخ امين الجميّل تمكّن من حجز مقعد امامي للحزب علي طاولة الحوار بعد عملية التوحيد التي تمت قبل اشهر.6 ـ النائب ميشال المر نجح في فرض نفسه ممثلاً عن الطائفة الارثوذكسية علي الطاولة بعد تفاهمه مع النائب غسان تويني وبعض الاقطاب، وبدا المر الذي إحتل مراكز متقدمة في عهد الرئيس الياس الهراوي ومن ثم في عهد الرئيس اميل لحود لاعباً سياسياً في المعادلة اللبنانية يعرف كيف تُحاك الامور سواء علي صعيد الوطن أو علي صعيد انتخابات المتن، كما يعرف كيف تُدار الاتصالات كي يصعب تجاوزه علي الساحة.7 ـ النائب بطرس حرب عرف ايضاً كيف يحجز مقعداً علي طاولة الحوار الي جانب العماد ميشال عون المرشح الاقوي الي رئاسة الجمهورية، وإن وجود النائب الشمالي في قلب الحوار يضفي عليه صفة تمثيلية تؤهله الي المركز الاول في البلاد ولو كان هذا التمثيل لا يوازي تمثيل جنرال الرابية.من جهته، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي التقي امس الدكتور سمير جعجع أننا نحمد الله علي ان قادة اللبنانيين عرفوا كيف يلتقون علي الرغم مما بينهم من تباعد، علي ما فيه خير وطنهم وابنائه، ونسأله تعالي ان يرسخ في اذهانهم ان قادة الشعوب خدامهم، علي ما يقول الرب يسوع من اراد ان يكون بينكم عظيماً، فليكن لكم خادماً. وجميع اللبنانيين يتطلعون اليهم بأمل لاخراج البلد من محنته، وتوفير الحد الادني من البحبوحة لهذا الشعب الكادح الذي كاد يكفر بالوطن وبجميع الذين يديرون شؤونه، لولا بقية امل في نفوسهم يحملهم علي الصبر وطول الاناة .