تنظيم القاعدة يوسع دائرة هجماته
تنظيم القاعدة يوسع دائرة هجماتهبعد بضعة ايام من الهجوم الذي نفذته خلية تابعة لتنظيم القاعدة علي مجمع ابقيق لتكرير النفط شرق المملكة العربية السعودية، اعلن مسؤول أردني يوم امس عن احباط محاولة لتفجير منشأة مدنية اردنية حيوية من قبل التنظيم نفسه، وجري اعتقال مواطن ليبي وعراقيين متورطين في هذه المحاولة.التفاصيل ما زالت قليلة فيما يتعلق بالهجومين، والاخير علي وجه الخصوص، لان الشفافية شبه معدومة عندما يرتبط الامر بهجمات تتعلق مباشرة بالامن الوطني في البلدين، ولكن ما يمكن استنتاجه ان تنظيم القاعدة ما زال يشكل خطرا كبيرا علي استقرار المنطقة.وربما ليس من قبيل الصدفة ان يتزامن الاعلان عن محاولة التفجير هذه في الاردن مع اندلاع اضطرابات داخل ثلاثة سجون رئيسية في البلاد، أدت الي مقتل احد النزلاء واصابة عشرة آخرين. فالذين قادوا عملية التمرد داخل سجون الجويدة والسواقة وقفقفا هم من الاسلاميين الذين احتجوا علي سوء المعاملة، ومحاولة نقل بعض المتهمين في عملية اغتيال ضابط المخابرات الامريكية كولي في عمان الي خارج السجن، الامر الذي جري تفسيره علي انه ربما يكون مقدمة لتنفيذ حكم الاعدام فيهم.الاردن مستهدف بكل تأكيد بسبب علاقاته الوثيقة مع الولايات المتحدة ودوره في تأهيل بعض قوات الامن العراقية، الامر الذي اغضب تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي.الاردن مثل معظم دول الجوار العراقي، بات يدفع ثمنا باهظا من امنه واستقراره، بسبب حال الفوضي الدموية التي تسود العراق منذ الاحتلال الامريكي. فالعراق بات نقطة جذب للجماعات الاسلامية المتطرفة من مختلف انحاء العالم الاسلامي.العراق، وبعد ثلاث سنوات من غزوه واحتلاله، يسير من سيئ الي اسوأ، ولم يعد النموذج الذي يصدر الديمقراطية الي دول الجوار، بل العمليات الانتحارية من كافة الانواع والاشكال.الرئيس الامريكي جورج بوش وعد مواطنيه، مثلما وعد العالم بأسره، بان العراق سيكون افضل حالا، والعالم اكثر امنا، بعد اطاحة نظامي حكم الطالبان في افغانستان، وصدام حسين في العراق، ولكن حرب الرئيس بوش علي الارهاب لم تقد الا إلي زيادة فاعلية وقوة تنظيم القاعدة ، وتهديد استقرار الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة مثل الاردن والسعودية ومصر.فالعراق بات نموذجا للفوضي الامنية، وبيئة ملائمة للجماعات المسلحة، لكي تقيم قواعدها علي ارضه، فهناك اكثر من خمسين مليون قطعة سلاح، وخمسة ملايين طن من الذخائر، مع انعدام كامل لاي سيطرة حكومية.وخطر هذه الجماعات المسلحة لن ينحصر في حدود العراق، وانما في امتداده لدول الجوار. فهناك اكثر من ثلاثة آلاف سعودي، وألفي اردني، ومئات الليبيين، وعشرات الآلاف من العراقيين، وهؤلاء سيعودون الي بلدانهم من اجل الانتقام من انظمة حكم يرونها فاسدة كافرة متواطئة مع الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان، تماما مثلما عاد المجاهدون العرب من افغانستان الي بلدانهم للانخراط في خلايا جهادية تضع استنزاف الانظمة، كمقدمة للاطاحة بها علي قمة اجندة أعمالها.اكتشاف هذه الخلايا المسلحة قبل تنفيذ عملياتها العسكرية، مثلما حدث في الاردن، او بعد اقترابها من اهدافها، مثلما حدث امام مصفاة ابقيق في المملكة العربية السعودية، امران يؤكدان وجود احتياطات امنية جيدة، ولكن الرسالة النفسية والهامة التي تقول بان تنظيم القاعدة ما زال موجودا وقويا وصلت بقوة، وأحدثت الاثر المطلوب، اي بث الذعر في اوساط الاجهزة الامنية والمواطنين علي حد سواء، وأثبتت مجددا ان الحرب علي الارهاب تنتقل من فشل الي آخر، وان حلفاء واشنطن المشاركين فيها من العرب ليسوا في مأمن من بعض نتائجها العكسية علي امنهم واستقرارهم.الحلول العسكرية لمعالجة ظاهرة الارهاب فشلت، وجاءت نتائجها في مصلحة منظماته، وحان الوقت لتجريب الحلول السياسية في الوقت نفسه.9