تظاهرة واسعة لحركة أدباء وفنانون بمعرض الكتاب وتنديد ببقاء فاروق حسني وطلب الحرية لأيمن نور
تظاهرة واسعة لحركة أدباء وفنانون بمعرض الكتاب وتنديد ببقاء فاروق حسني وطلب الحرية لأيمن نورالقاهرة ـ القدس العربي أطلقت حركة أدباء وفنانون من أجل التغيير تظاهرة واسعة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين.وقد كان يوم الجمعة الفائت يوما مشهودا في أيام المعرض الممتد من تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث امتلأت الشوارع الخلفية بعربات ومصفحات الأمن المركزي وانتشر عدد كبير من الضباط ورجال الأمن المتخفين في الملابس المدنية وكذلك الذين يرتدون الملابس العسكرية. وكان تفتيش الحضور دقيقا والاهتمام بحركة الدخول والخروج في أعلي حالاته. وقد شارك في التظاهرة ما يقرب من ثلاثة آلاف من كل أطياف المعارضة.وكان الناشر محمد هاشم مدير دار ميريت للنشر والتوزيع قد ألقي القبض عليه حال دخوله إلي المعرض حيث استولي الأمن علي حقيبته التي كانت تحوي بيان الحركة الذي كان مزمعا توزيعه مع فعاليات التظاهرة، غير أن الأمن أفرج عنه بعد وقت قليل بعد أن صادر الحقيبة وما تحويه من بيانات وأوراق.وقد أعلنت الحركة علي لسان المتحدث باسمها الفنان عادل السيوي أن التظاهرة كانت تستهدف أولا التعبير عن وجود الحركة لا سيما وأن هذا هو أول معرض للكتاب يحل بعد إنشائها، بالإضافة إلي ان الحركة تعلن من خلال التظاهرة رفضها الكامل لبقاء فاروق حسني كوزير للثقافة بعد التخريب الذي شهدته المؤسسات الثقافية وكذلك بعد كارثة احتراق أكثر من اثنين وخمسين مثقفا في مسرح قصر ثقافة بني سويف والمعالجة الرديئة للوضع برمته، وإطلاق الوزير للعديد من التصريحات التي تُعد إهانة لكافة المثقفين المصريين.وأضاف السيوي أن التظاهرة موجهة أيضا إلي التضامن مع رئيس حزب الغد الدكتور أيمن نور الذي قضت إحدي المحاكم بحبسه خمس سنوات في قضية يعلم الرأي العام بمختلف طوائفه أنها ملفقة.وقد شهدت التظاهرة، التي طافت أرجاء المعرض، دون اشتباكات أمنية مباشرة، شهدت إطلاق العديد من الشعارات والهتافات التي تعيد التأكيد علي رفض مبارك ونجله جمال الذي يشغل موقعا بارزا في الحزب الحاكم هو أمانة لجنة السياسات، كما اعلن المتظاهرون تضامنهم مع أيمن نور ورفضهم لاستمرار وزير الثقافة في موقعه.وكانت لجنة أهالي شهداء ومصابي كارثة بني سويف قد أصدرت بيانا أشارت فيه إلي أنه بعد ثلاثة أشهر من المحرقة لم يتحقق شيء من المطالب العادلة لأهالي الضحايا والمصابين، لذلك اجتمع الأهالي وقرروا تشكيل لجنة تكون مهمتها متابعة الشق القانوني في الكارثة وأبعادها المدنية والجنائية والتعويضات التي يمكن أن تترتب عليها، كذلك التنسيق والاتصال بكافة المهتمين من أفراد وهيئات المجتمع والسعي لاستمرار الضغط الإعلامي علي كافة الأجهزة المعنية إلي ان تتحقق المطالب التي ما زالت تتمسك بمحاكمة المسؤولين عن الكارثة والإسراع بإصدار تقرير المعمل الجنائي وإنهاء التحقيقات، ومع منح الضحايا لقب شهيد يترتب عليه من حقوق وإطلاق أسماء شهداء المحرقة علي القاعات والمسارح المختلفة التي تملكها الدولة.يذكر أن النيابة العامة أحالت الدكتور مصطفي علوي الرئيس السابق للهيئة العامة لقصور الثقافة وثلاثة من القيادات إلي المحاكمة بعد ما ثبت من تقصير فادح في تأمين القاعات التي وقعت بها الكارثة.هذا وكانت قد حدثت العديد من الاشتباكات بين رواد المعرض وأجهزة الأمن من صباح يوم السبت الماضي حيث كان مقررا إغلاق المعرض عند الساعة الثالثة ظهرا حسبما تقرر سابقا وذلك في الأيام التي تلعب فيها مصر إحدي مبارياتها في البطولة الأفريقية، وكان مقررا لهذا اليوم لقاء مصر وكوت ديفوار، غير أن أجهزة الأمن حاولت طرد الرواد عند الواحدة ظهرا وأوقفت دخولهم منذ الحادية عشر صباحا، وهو ما أدي إلي وقوع العديد من الاشتباكات حيث تم منع ناشرين يحملون آلاف النسخ من الكتب للعرض في دورهم كذلك تم طرد عشرات ممن يأتون من اقاليم مصر المختلفة لمشاهدة المعرض، ولم يقدم رجال الأمن أية مبررات لذلك.وكانت الأجهزة الأمنية قد توصلت إلي هذا الحل بسبب التخوف من التجمعات الكبيرة بسبب اقتراب المسافة بين مكان إقامة المباريات في استاد القاهرة وبين موقع معرض الكتاب الذي لا يبعد عنه أكثر من كيلومتر واحد. هذا وقد تواصلت فعاليات معرض القاهرة الدولي الثامن والثلاثين للكتاب بأرض المعارض بمدينة نصر، وذلك وسط حضور أقل من المعتاد لم يغير وتيرته حلول إجازات نصف العام الدراسية ، ويبدو ان بطولة كأس الأمم الأفريقية افلحت في السيطرة علي حواس واهتمامات النخب التي كانت ترتاد المعرض، في الوقت الذي ظلت فيه معظم الندوات ـ باستثناء ندوات السرايا الرئيسية ـ دون جمهور، بل وشهد عدد من الخيمات إلغاء كامل لمعظم الندوات بسبب عدم حضور الجمهور والنقاد معا، مثلما حدث في مخيم الرواية وفي أكثر من ندوة.وكانت الأيام الثلاثة الماضية قد شهدت عددا من الفعاليات التي كان من بينها ندوة موسعة حول الترجمة من العربية للغات الأخري وقد شارك فيها يني ميلاخر ينودي المستشار الثقافي اليوناني، مارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية وبدر الدين عمرو زكي وهو كاتب ومترجم سوري والناشر حسن حماد وادار الندوة الدكتور ناصر الأنصاري رئيس هيئة الكتاب.أشار المستشار الثقافي اليوناني إلي أن الترجمة تأسست عليها الحضارة الغربية حيث قامت ووصلت للعالم عن طريق الترجمات التي قام بها العرب وهناك اتفاق مع دور نشر يونانية علي أن نقوم بترجمة مختارات من القصة والمسرح العربيين بحيث نختار أهم الكتب التي حازت علي إقبال كبير من القارئ اليوناني، وأضاف أن القيمة الفنية محل اعتبار في جميع الحالات، وأشار إلي ان السفارة اليونانية بالقاهرة تقوم بترجمة مختارات لكل الفائزين بجائزة كفافس وأن التراث اليوناني القديم في معظمه مترجم إلي العربية وهو ما يؤكد علي انتقال الحضارات والتعارف عليها من خلال الترجمة حيث تسقط حواجز المعرفة.أما الناشر حسن حماد فقد أشار إلي أنه من خلال ترجمته الأدب العربي للألمانية اتضح له أن 70% من الكتب المترجمة من الأدب العربي للألمانية مترجمة من خلال لغة وسيطة مثل الإنكليزية أو الفرنسية بينما كان يجب أن تترجم من العربية إلي الألمانية مباشرة، وأضاف أنه من الصعوبات التي تواجه حركة الترجمة أن الكتب المتاح ترجمتها قليلة أما التي تمت ترجمتها بالفعل لم تلق اهتماما كبيرا من القارئ الألماني، لذلك فقد قام حماد بإصدار مجلة باللغة الألمانية تستطيع تقديم الأدب العربي للقارئ الألماني.أما مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية مارك لينز فقدم إحصائية تقول إن ما ينشر في العالم مليون كتاب سنويا يترجم منها 10% أي أقل من 1% من هذه الكتب إلي العربية ثم أضاف أن نجيب محفوظ ترجم عن طريق الإنجليزية إلي حوالي اربعين لغة منها الفرنسية والألمانية والإيطالية واليابانية، وأضاف لينز أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه انتشار الكتاب العربي حيث الترجمة باهظة التكلفة والحوار بين الناشرين غير مستمر، وهناك مشاريع كثيرة للترجمة لكنها تحتاج إلي تمويل هائل. أيضا شهد محور كتب وكتاب مناقشة لكتابين هما تاريخ الأمة العربية و جغرافية وطن عربي بدون حدود والتي شارك فيها المنجي بوسنية رئيس المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة والدكتورة خيرية قاسمية ودارفي دعفوس وعبد الرحمن الأنصاري ويونان لبيب رزق وحبيب أبو دلالة وصلاح فضل.الجدير بالذكر أن الكتابين جزء من موسوعة أنجزها عدد من العلماء والباحثين بتمويل منظمة اليونسكو.هذا وقد استضاف المعرض في محور الشهادات الدكتور محمد أبو العينين الحاصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم حيث أدلي بشهادة مطولة حول تجربته.أما في مخيم الرواية فقد ناقش الكاتب سعيد الكفراوي وحيدا رواية الكاتب الشاب محمد بركة التي حملت عنوان الفضيحة الإيطالية بعد أن تغيب نقاد الرواية وقد أدار الندوة الشاعر سماح عبد الله الأنور.0