تظاهرات في الافق وجمعيات تطالب الرباط بـ موقف واضح
العلاقات المغربية الاسبانية تمر بامتحانصعب بسبب زيارة سبتيرو الي سبتة ومليليةتظاهرات في الافق وجمعيات تطالب الرباط بـ موقف واضح مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: سيقوم رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو غدا الثلاثاء والأربعاء المقبل بزيارة الي مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين شمال المغرب وتحتلهما اسبانيا منذ فترة زمنية طويلة. ويتابع المراقبون باهتمام كبير هذه الزيارة لأنها تشكل امتحانا حقيقيا للعلاقات بين مدريد والرباط، وخاصة ردود فعل الأخيرة التي تطالب بتصفية الاستعمار عن المدينتين.وكان سبتيرو قد أعلن عن زيارة سبتة ومليلية خلال شهر تشرين الاول/أكتوبر الماضي في أعقاب مأساة المهاجرين السريين الأفارقة الذين حاولوا اقتحام المدينتين، وهي العمليات التي خلفت مقتل 14 شخصا وجرح المئات. وجري العرف السياسي أن لا يزور رئيس الحكومة ولا ملك البلاد في اسبانيا المدينتين نظرا لطابعها الحساس جدا، ولم يقم الملك خوان كارلوس منذ رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو سنة 1975 بأي زيارة. وحدثت زيارة واحدة رسمية عندما قام رئيس الحكومة الأسبق أدولفو سواريث بزيارة رسمية سنة 1980 الي المدينتين في وقت كانت تمر به العلاقات بأزمة كبيرة وفي وقت جري فيه الحديث عن تفاهم بين الملك الراحل الحسن الثاني والملك خوان كارلوس لبحث مستقبلهما ولقي ذلك الحوار معارضة شديدة من طرف سواريث الذي زار سبتة ومليلية لإفشال أي تقارب أو تفاهم. أما الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار سنة 2004، فكانت كزعيم للحزب الشعبي وقتها وفي إطار الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية لمارس من السنة نفسها.وكان سبتيرو قد أرجأ هذه الزيارة وأفادت بعض الأخبار أنه قد يلغي زيارة المدينتين، لكنه تعرض لضغوطات قوية من طرف الحزب الشعبي المعارض والاعلام اليميني ، بل أن الحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي طالب باستفسارات عما نشرته الصحافة من أن سبتيرو اتصل بالعاهل المغربي الملك محمد السادس ليبلغهه بالزيارة وطالبا التفهم. وبينما يؤكد المغرب هذه الاتصالات وفقا لـ الباييس تنفيها حكومة مدريد.وكان سبتيرو ابلغ القناة التلفزيونية كواترو منذ خمسة أيام أن العلاقات الثنائية مع المغرب لن تتأثر بهذه الزيارة بل ستتحسن مستقبلا . لكن المراقبين يعتقدون أن هذه الزيارة تشكل امتحانا حقيقيا خاصة بالنسبة للمغرب الذي بدأ يتعرض لضغوطات سياسية ومجتمعية من طرف هيئات متعددة تطالبه بموقف حازم في هذا الملف الاستعماري.في هذا الصدد، تلقت القدس العربي بيانا موقعا من عشرات الهيئات في الناضور وتطوان القريبتين من المدينتين المحتلتين، وكذلك من سبتة ومليلية نفسهما، تندد بالزيارة وتشيد بالهيئات السياسية الاسبانية التي تنادي بتصفية الاستعمار مثل الحزب القومي الباسكي واليسار الجمهوري الكاتالاني والحزب القومي الغاليسي.ويطالب البيان الحكومة المغربية بتحمل مسؤوليتها التاريخية والاعلان رسميا عن موقف يشجب زيارة رئيس الحكومة سبتيرو ، معتبرا ان اي تماطل من طرفها قد تتخذه اسبانيا بمثابة ذريعة أخري لاستمرار بسط سيطرتها الاحتلالية علي المدينتين وتزكية للواقع الاستعماري المفروض وذلك أمام الرأي العام العالمي . وستتظاهر بعض الجمعيات في الحدود مع مليلية غدا الثلاثاء خلال تواجد سبتيرو في مليلية. كما ستتظاهر جمعيات أخري يوم الأربعاء المقبل أمام مقر القنصلية الاسبانية في تطوان (30 كلم عن سبتة أقصي شمال المغرب).يذكر ان مدينتي سبتة ومليلية يقوم اقتصادهما علي التهريب نحو المغرب، حيث يبلغ وفق إحصائيات 2003 أكثر من مليار ونصف مليار دولار وإن كان قد تراجع خلال السنتين الأخيرتين، ويشكل المغاربة نصف ساكنة المدينتين، في حين أن النصف الآخر مكون من الاسبان.