تصريحات قادة اسرائيل الحماسية ضد ايران خاطئة ولا تخلو من الغمز نحو الانتخابات

حجم الخط
0

تصريحات قادة اسرائيل الحماسية ضد ايران خاطئة ولا تخلو من الغمز نحو الانتخابات

اسرائيل لم تعد قادرة علي الغناء المنفرد في ظل الظروف الناشئة مع الارهاب العالميتصريحات قادة اسرائيل الحماسية ضد ايران خاطئة ولا تخلو من الغمز نحو الانتخابات لم يأسف أبدا شخص علي شيء لم يقله. خصوصا اذا كان الأمر متعلقا بسياسي مدني دخل الي حذاء جنرال سابق. اهود اولمرت الذي لم يصبح بعد رئيس وزراء منتخب، دخل في حذاء عسكري الي حقل ألغام كلامي. خلال مؤتمر صحفي عُقد إبان زيارته الي مقر رئيس الدولة، قال بأن اسرائيل تعتبر التهديد النووي الايراني أشد خطر يحدث بأمنها القومي. اسرائيل لا تستطيع في أي مرحلة أن تسمح لطرف ما يملك نوايا حاقدة ضدنا بأن يمتلك سلاحا فتاكا قد يهدد وجودنا. اسرائيل لن تُسلم بوضع تكون واقعة خلاله تحت هذا التهديد . لا غرابة أن وسائل الاعلام قد فسرت اقواله هذه كانذار عسكري.ارييل شارون في المقابل، الذي يسير اسمه أمامه كقائد حربي مجيد، تحدث قبل اصابته بالجلطة الدماغية بعبارات أكثر حذرا وأقل حماسة. هو قال انه ليس علي اسرائيل أن تقف علي رأس حربة المكافحين ضد تسلح ايران النووي حتي لا يتهمنا العالم بالمبادرة الي عملية عسكرية ضد ايران، اذا حدثت.من دون الاستهانة بخطورة التهديد النووي الايراني، هناك انطباع بأن الخطاب المعجم الذي تتحدث به اسرائيل في هذه القضية يتخطي كل الحدود، وليس واضحا من الذي يخاف منه أكثر ـ الاسرائيليون أم الايرانيون. رئيس هيئة الاركان، دان حلوتس، قال أكثر من مرة ان علينا أن نقلق ممن نقش علي رايته شعار إزالة اسرائيل. وفي ظهوره الأخير قال: امكانية أن تكون لايران اسلحة نووية هي التهديد الوجودي الوحيد لدولة اسرائيل .من الأجدر الانتباه للتواريخ التي تتضمنها التصريحات التحذيرية المخيفة التي تصدر علانية. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، زئيف فركش، قال قبل انهاء مهام منصبه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن ايران ستمتلك حتي أواخر آذار (مارس) 2006 القادم قدرة علي انتاج القنبلة النووية. رئيس هيئة الاركان واهود اولمرت يطلقان تحذيراتهما في منتصف كانون الاول حيث يعتبر التاريخ المحدد لامتلاك ايران للقدرة علي انتاج القنبلة هو أواخر آذار قبل الانتخابات بيوم أو يومين. المفاعل النووي العراقي كان ـ صدفة أو لا ـ قد قُصف في حزيران (يونيو) 1981 وقبل الانتخابات الاسرائيلية بأيام قلائل. ليس غريبا اذن أن تنشر الصاندي تايمز الهولندية خبرا مفاده أن اسرائيل قد أعدت خطة هجومية جوية ـ برية لضرب المنشآت النووية الايرانية.القيمة العليا الاسرائيلية كانت منذ البداية أن تتمكن الدولة من الدفاع عن نفسها بقدراتها الذاتية. القادة الأوائل قالوا لاصدقائنا في العالم ـ أعطونا الأدوات فنقوم نحن بالمهمة. مناحيم بيغن اعتاد التفاخر بأن جنديا امريكيا واحدا لم يُقتل دفاعا عنا. ولكن كل ذي عقل يدرك أننا لسنا وحدنا اليوم. في الظروف الناشئة مع الارهاب العالمي والتهديد النووي الذي يمتلكه المتعصبون والمهووسون لم تعد اسرائيل قادرة علي الغناء المنفرد.لو كان العالم غير مبالٍ بالتهديد الايراني بإبادة اسرائيل، لكان هناك سبب نقلق منه. ايران هي اليوم بؤرة ارهاب دولية، والخطر يكمن في أن تمتلك سلاحا نوويا يهدد دول الخليج التي توجد لها فيها مصلحة تفوق اطلاق صاروخ نووي نحو اسرائيل. وعندما يتعلق الأمر بتهديد لمصادر النفط يصبح العالم كله في خطر محدق. ليس صدفة أن الولايات المتحدة ودول اوروبا وروسيا بعد فترة قليلة يتحدون معا في ايصال المسألة الي مجلس الأمن. واذا تطلب الأمر شن عملية عسكرية فستكون أكثر تعقيدا من مجرد هجوم بثماني طائرات، كما حدث مع المفاعل العراقي في السابق.المسألة ليست ايران في مواجهة اسرائيل، وانما ايران في مواجهة العالم. ايقافها، والأكثر من ذلك، مهاجمتها، هي مهمة أكبر منا. رغم تهديداتنا يتوجب علينا في هذه المجابهة الرهيبة أن نكون في سرب المشجعين وليس بين اللاعبين في الملعب. لدينا بالتأكيد مصلحة في المشاركة في المساعي الدولية لكبح ايران كجزء من العالم العقلاني، سواء من خلال تمرير المعلومات أو المشاركة في عصف الأدمغة الدولي. ولكن من المهم ايضا أن نحافظ علي التواضع وعدم البروز في إسهامنا في الجهود الجماعية الدولية الساعية للدفاع عن نفسها. التهديدات والتحذيرات وغطرسة قادتنا تُذكرنا بعبارة أوري زوهر واريك اينشتاين في سياق آخر لا يُنسي: لماذا يسارعون للوثب؟.يوئيل ماركوسمعلق دائم في الصحيفة(هآرتس) 20/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية